(المنتخب) الوطني مصطلح يطلق علي الفريق الاول لكرة القدم والذي فاز مؤخرا بكاس افريقيا لكرة القدم للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخ (منتخب) بلدنا الحبيب.
كنا نعيش في جو الكاس والمباريات ونستمتع ولكن وانا اقرا الاخبار الرياضيه اليومية استوقفني لفظ (المنتخب) وكانني اسمعه لاول مرة .
فأصل الكلمة : انتخب (الماضي) , ينتخب (المضارع) , منتخب( اسم مفعول).
وكلمة (منتخب ) كما قلنا اسم مفعول بمعني مختار او (اختير من بين الافضل ).
اي ان لاعبي (المنتخب) تم اختيارهم بدقة متناهية من بين احسن اللاعبين, وليس بدقة متناهية فحسب بل تم اختيارهم علي اساس الخبرة والمهارة بعيدا عن المحسوبية او الواسطة , ولذا كانت النتيجة التي رايناها بام اعيننا من الفوز المستحق علي كل الفرق والعودة بالكاس في انجاز تاريخي .
وهذا ليس موضوعي الذي اردت ان اتحدث فيه ,لكن الذي اردت ان اتحدث فيه هو المعني والعبرة مما حدث وهو الانتخاب.
لان المدرب عندما اختار اللاعبين لم يختارهم من محاسيبه ولم يختارهم من اهل الثقة لدية ولم يختارهم من محاسيب اصدقائة او من العائلات الكبري دون غيرهم ولم يختارهم علي اساس الانتماء السياسي كما انه في نفس الوقت لم يستبعدهم علي اساس الانتماء السياسي كما انه لم يدخل في اختياره الاختلافات الشخصية او الدينية او المذهبية او الفكرية , خلاصة القول ان المدير الفني او (الكوتش ) كما يقولون اختارهم علي اساس الخبرة وفقط ولم يختارهم علي اساس الثقة.
وهذه هي مشكلة بلدنا الغالي ان الاختيار فيها لا يتم علي المعايير التي ذكرتها انفا .
الاختيار يتم علي اساس الثقة وليس الخبرة وهذا في اغلب مناحي حياتنا اليومية وفي اغلب الوظائف الرفيعة والوضيعة منها( مع العلم انه يوجد في بعض الوظائف من اهل الخبرة ولكنهم قليل ).
ولما كان (الكوتش ) قد اختار علي اساس الخبرة لا الثقة كان الانتصار حليفة دائما .
ولما كان (من بايديهم الامر ) قد اختاروا علي اساس الثقة وليس الخبرة كان الحال كما ترون .
لكن لو تم الاختيار علي اساس الخبرة والمساواة بين الناس جميعا لتغير الحال .
ولك ان تتخيل شاب مصري كان ترتيبة الاول علي دفعتة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف , ثم تقدم للحصول علي درجة التخصص (الماجستير ) وحصل عليه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف والاول علي دفعة الماجستير , ثم تقدم لوزارة الخارجية للعمل وبالفعل كان ترتيبة الاول علي كل المتقدمين , ثم ماذا كانت النتيجة ؟
كانت النتيجة خطاب موجة اليه في مسكنه مكتوب فيه (غير لائق اجتماعيا ) لماذا ؟
لان والده (فلاح مصري بسيط ).
فما كان منه الا ان القي بنفسة من اعلي الكوبري في نهر النيل ومات ولسان حاله يقول لا حاجة لي في دنياكم التي لا تساوي بين الناس, وايضا بلسان حال يقول ( انا عملت كل حاجه في الكورة لكن الكوتش لا يختار علي اساس الخبرة والتميزولكن علي اساس الثقة والمحسوبية ).
وهذا مثال من المئات بل ان احد اصدقائي من المحامين لما التحق بكلية الحقوق تفوق وكان تقديره جيد جدا وقدم اوراقة للالتحاق بالنيابة العامة وفعلا قبل ونزل اسمه في الجريدة لكن فجاة رفع اسمه ووضع بدل منه ابن شقيق احد المستشارين .
وكما يقول الروائي المصري الشهير الدكتور علاء الاسواني : يقول ماذا نفعل اذا كان المدرب يصر علي اشراك اللاعبين الاقل مستوي ويحتفظ بكل اللاعبين ذو الخبرة علي دكة الاحتياط.
فكيف حال مصرنا الحبيبة اذا كان اغلب احوالها كذلك.
وانا اقول لن يصلح امر مصر الا اذا كان الاختيار في كامل الحرية والشفافية (لا شفافية الحزب الوطني طبعا ) ويتم علي اساس الخبرة وليس الثقة.
واقول ايضا لا تلوموا (الكوتش ) علي تصرفه واختياره لاهل الثقة فقط.
لا تلوموه فهو ايضا كان من اهل الثقة وحسب.
لا تلوموه ففاقد الشيئ لا يعطية....