لقد حوصر النبي محمد صلي الله علية وسلم وقومة مسلمين ومشركين في شعب ابي طالب ثلاث سنوات اي ما يزيد عن الف و تسعون يوم .
الف وتسعون يوم وهم محاصرون حصارا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا حتي لاقوا من العنت ما لاقوا وحتي اكلوا اوراق الشجر.
وبالرغم من ذلك العذاب والضيق كان هناك بصيص من الامل يظهر من حين لاخر ليكشف عنهم الضر بعض الوقت وليعطيهم بعض الامل والصبر علي ما احل بهم من ذوي القربي( وظلم ذوي القربي اشد وطاة ).
بصيص الامل هذا كان ياتي عن طريق مساعدات تاتيهم عن طريق نفر من المشركين كانوا قد حزنوا لما احل باهلهم وقومهم من الحصار والدمار.
من هؤلاء المشركين كما تحكي لنا بعض كتب السير شخص يدعي عمر العامري, والذي كان يقوم بوضع الطعام علي البعير ثم يقوم بضربها لتدخل الحصن الي القبيلة المحاصرة في الشعب , ولما علمت قريش ما كان من عمر العامري قالت له اتبعت دين محمد ؟ قال : لا , فقالت قريش ولما تفعل ذلك ؟ فقال عمر العامري: من اجل صلة الرحم فقالت قريش لا تفعل ذلك.
ومرت ايام وعاد العامري الي نفس فعلتة وامسكت به قريش مرة اخري فاقسم الا يفعل ثم امسكت به فضرب من قريش ثم عاد فضرب فجاء ابو سفيان بن حرب وكان يومها زعيم قريش فقال مقولة يا ليتنا نسمع مثلها من زعماء الامم في العالم الان ....
قال ابوسفيان (دعوه رجل يصل رحمه لا تفسدوا كل اخلاقنا)
قالها ابو سفيان صريحة لا تفسدوا كل اخلاقنا ...
لانة يعلم ان حصار الاهل والجيران وشركاء الوطن والدين واللغة والمصير فساد للاخلاق والقيم والاعراف .
وما اشبه اليوم بالبارحة ..............
شريط ساحلي ذو مساحة ضيقة ومحدود الموارد ويسكنة اكثر من مليون ونصف المليون من العرب والمسلمين , هذا المكان وهؤلاء السكان محاصرون منذ ما يقارب الاربعة اعوام , جريمتهم الوحيدة انهم رفضوا الذل والخضوع والاستسلام للصهاينة ومن عاونهم .
قطاع غزة هاشم محاصر الان برا وبحرا وجوا ...
محاصر من اليهود الصهاينة والامريكان وايضا من اهل القربي والجيرة واللغة والدين, ولا احد يتكلم ولا احد يحرك ساكنا ....
وفي وسط هذا الظلام الدامس تظهر بارقة نور ويظهر شعاع الفجر ليقول للمرابطين والصامدين في القطاع نحن معكم .
شعاع الامل هذا تمثل في قوافل رفع الحصار عن القطاع التي بدات تاتي من كل مكان في العالم , وليس ذلك وحسب بل من كل جنسيات وديانات العالم حتي من اليهود انفسهم ..
كانت اخر القوافل قافلة اسطول الحرية التي ابحرت قادمة من ارض عاصمة الخلافة ( تركيا ) الي ارض الجهاد والاستشهاد غزة هاشم الصامدة.
ليصحوا العالم الصامت علي الظلم فجر اول يوم من يونية لعام 2010 علي فاجعة كبيرة الا وهي قيام الكيان الصهيوني باعتراض اسطول الحرية في المياة الدولية وقتل من قتل واصاب من اصاب واغرق من اغرق واستولي علي الاسطول بمن فية ..
هنا قام رجل بمعني الكلمة , رجل من احفاد السلطان عثمان الاول مؤسس الخلافة العثمانية, رجل ذكرنا بعبق التاريخ وبكلام ابو سفيان ...
قام رجب طيب اردوغان متحدثا الي اهل دولتة والي اهل غزة وفلسطين ( لن ندير ظهورنا للفلسطينيين
أقول مرة أخرى ولو سكت الكل وأغمض عينيه وأدار ظهره فإننا في تركيا لن ندير ظهورنا للفلسطينيين وللشعب الفلسطيني ولغزة ولن نغمض عيوننا وسنواصل رفع صوتنا عاليا من أجل غزة.
فليكن شعبنا صابرا ومتينا.
فليكن شعبنا على رزانة تليق به.
وسنستقبل شهداءنا ونسكنهم صدورنا.
وسنضمد معا جراح مصابينا
لسان حال اردوغان وهو يخاطب العالم يقول هذا اسطول ذهب ليوصل مساعدات من طعام ودواء الي اهلنا المحاصرين كان يجب ان يقف العالم معة ولا يحاربة لانهم في النهاية يقوموا بعمل انساني .....
لسان حال اردوغان يقول كما قال ابو سفيان لا تفسدوا كل اخلاقنا ...
