ابوبكرالصديق (واحد من الناس)..... د/جمال القرمة
من عادتي ان اجلس مساء كل خميس لأشاهد الاعلامي الكبير عمرو الليثي في برنامجة الرائع (واحد من الناس) لما لهذا البرنامج من فائدة كبيرة في مساعدة بعض القليل من الكثير من الناس المحتاجين والمعدمين والمهمشين نتيجة لطريقة ادارة فاشلة للدولة طوال عقود من الزمن .
وفي احد حلقات البرنامج استضاف الاستاذ عمرو سيدة عجوز مسنة كفيفة البصر تشتكي من امراض مزمنة وتعيش بمفردها ولا راعي لها ولا احد يسال عنها وحالها يرثي له.
وبكيت وبكت الاسرة جميعا من حالها وقلت في نفسي من لهؤلاء العجائز ؟ ومن ينتصر لهم ؟ ومن يرعاهم في هذا الزمن الموحش حقا ؟
من لهم غير الله سبحانه وتعالي ثم راعي يرعاهم ويعلم ان الله سوف يساله عما استرعي حفظ ام ضيع؟؟؟؟ ...
عندها تذكرت موقف للخليفة الاول لرسول الله صلي الله عليه وسلم ابوبكر الصديق رضي الله عنه.
الموضوع ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق ويأتى بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة
وفي أحد الأيام كان عمر يراقب أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد انتباهه أن
أبا بكر يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر ببيت صغير او قل كوخ صغيرويدخل به لساعات
ثم ينصرف الصديق الي بيتة دون ان يشعر به احد...
عمررضي الله عنه لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعلة أبو بكر الصديق رضي الله عنه داخل هذا البيت.
ولأن عمر رضي الله عنه كان يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق رضي الله
عنه من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذى لا يعلم عمر سره !!
مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين أبابكر الصديق رضي الله عنه يزور هذا البيت
ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن الخطاب دخول البيت
بعد خروج أبو بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر !!
حينما دخل عمر رضي الله عنه في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئا آخر في هذا البيت فاستغرب ابن الخطاب رضي الله عنه مما شاهد !!
وأراد أن يعرف ما سر علاقة الصديق رضي الله عنه بهذه العجوز العمياء ؟
سأل عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟
( يقصد أبو بكر الصديق رضي الله عنه )
فأجابت العجوز وقالت : والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى كل صباح وينظف لي البيت
ويكنسه ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف دون أن يكلمنى !
جثم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال عبارته
المشهورة :
( لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر )
الشاهد من ذلك الموقف ان ابا بكر حرص علي متابعة شئون الرعية سرا وجهرا وليس كما يفعل (زعماء العصر ) وياتوا لنا (بكمبارس) لليقوموا بعمل مسرحية هزلية تسكب فها دموع التماسيح امام الكاميرات وفقط ويظهر عندها (الزعيم التقي ) يرعي الفقراءوالمساكين.
ابوبكر قدم النموذج الفريد الذي ابهر الخليفة العادل عمربن الخطاب قبل ان يبهرنا نحن...
ابوبكر تفقد العجوز بعيد عن عيون الناس والكاميرات...
ذلك لان ابوبكر خليفة عظيم وفي نفس الوقت واحد من الناس