تغييرالقناعات والعقول قبل الدستور.... د/جمال القرمة
عندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة كلف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بان يكون قاضياً على المدينة, فمكث عمررضي الله عنه سنة كاملة لم يفتح جلسة ولم يختصم إليه اثنان,فطلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء, فقال له أبو بكر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟
فقال: لا يا خليفة رسول الله ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين, عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه, وما عليه من واجب فلم يُقصِّر في أدائه, أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه..
إذا غاب أحدهم تفقدوه,وإذا مرض عادوه, وإذا افتقر أعانوه, وإذا احتاج ساعدوه, وإذا أصيب واسوه..
دينهم النصيحة ,وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر........ ففيم يختصمون؟ففيم يختصمون؟
هنا انتهي الموقف العظيم ويبقي المستفاد منه.....
عندما نقرا هذا الموقف ونري ما يحدث في مصرنا الحبيبة اليوم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة ينتابنا العجب والتفكير العميق....
الامة مشغولة بالدستور وما فيه وما سوف يحدث وكان مشكلتنا الوحيده في الدستور ونسي البعض ان دستور1971 م كان في قمة الروعة في الحريات والحقوق لكنه كان يفتقد الي من يطبقون ...........
انا ازعم ان معركة الدستور معركة وهميه لشغل الناس عن مصير الوطن وتعطيل سفينته من الانطلاق واطالة حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد
كل قنوات الاعلام وبرامج ما يسمي (بالتوك شو) مشغولة وشغلتنا بتلك القضية ونسيت قضايا وهموم المواطن البسيط
وصار جدلا وزخما سياسيا قمة الروعة والايثارة بعيدا عن ما يهم الوطن والمواطن ......
حتي بدا كانما مشكلة مصر الكبري كانت في الدستور ...
طبعا الدستور مهم جدا كوثيقة منظمة لحياة الامة المصرية .
لكن عندما نعود الي موقف امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونتذكر كلماته نعرف ما تحتاج الية الامه و نضع ايدينا علي ما هو اهم من كل دساتير الدنيا.
الامة في حاجة الي قوم يعرف كل واحد منهم حقة جيدا ولا يطلب اكثر منه0
الامة في حاجة الي قوم يعرف كل واحد منهم الواجب علية فيقوم بة علي اكمل وجه..
الامة في حاجه الي قوم يحب كل منهم لاخيه ما يحب لنفسه..
الامة في حاجة الي قوم إذا غاب أحدهم تفقدوه,وإذا مرض عادوه, وإذا افتقر أعانوه, وإذا احتاج ساعدوه, وإذا أصيب واسوه......
الامة في حاجة الي قوم دينهم النصيحة ....
الامة في حاجة الي قوم خلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
الامة في حاجة الي قوم يغيروا افكارهم وافعالهم وثقافتهم بما يتماشي مع مثل وقيم المجتمع الفاضل المثالي الذي كان في المدينة المنورة والذي لم يحتاج الي دستور يحكمة او قاض يفصل بينه لانهم عرفوا ما لهم وما عليهم...
هل عندما قضي سيدنا عمر في مشكلة بين سيدنا علي كرم الله وجهه وبين يهودي ,وقضي لليهودي في حكم ضد من؟؟؟...
ضد هو علي دينه وصهر نبيه وابن عم نبيه ...
هل كان هناك مادة في الدستور حينها تقرر حق المواطنه ؟؟؟؟؟ ...
لا بل كانت العقول والقناعات السليمة التي رباها عليهم خير البريه محمد صلي الله عليه وسلم هي التي تحكم الامور قبل وضع الدستور..
اذن خلاصة القول ماذا تحتاج الامة ؟؟؟؟؟
الامة تحتاج الي ....
تغييرالقناعات والعقول قبل الدستور