استقيلوا يرحمكم الله

بنت بائعة اللبن ................. د/جمال القرمة

كان بعضُ بائعى اللبن يخلط اللبن بالماء، واشتكى المسلمون من ذلك، فأرسل الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أحد رجاله ينادى فى بائعى اللبن بعدم الغش، فدخل المنادى إلى السوق ونادي: يا بائعى اللبن لا تَشُوبوا اللبن بالماء، فتغُشّوا المسلمين، وإن من يفعل ذلك؛ فسوف يعاقبه أمير المؤمنين عقابًا شديدًا.

وذات ليلة خرج عمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنه- مع خادمه أسلم ليتفقد أحوال المسلمين في جوف الليل، وفى أحد الطرق استراح من التجوال بجانب جدار ، فإذا به يسمع امرأة تقول:

قومى إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء .

فقالت الابنة: يا أماه، وما علمتِ ما كان من  ( أمر) أمير المؤمنين اليوم؟!

قالت الأم: وما كان من  ( أمره )؟

قالت: إنه أمر مناديًا فنادي: لا يُشَابُ اللبن بالماء.

فقالت الأم: يا بنتاه، قومى إلى اللبن فامْذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر، ولا منادى عمر.

فقالت الصبيّة: واللَّه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، إن كان عمر لا يرانا، فرب أمير المؤمنين يرانا.

اسوق تلك القصة الي الشعب المصري اجمع واقول كم من المحترمين من الشعب والمرموقين يقود سيارتة ويمشي مخالفا لخطوط السير التي حددها المرور ؟؟؟!!

كم منا يلقي بفوارغ العصائر والمثلجات في الشارع بعد ان يفرغ من شربها ؟؟!!

كم منا يلقي القمامة في الشوارع وامام المحلات واسفل العمارات ؟؟؟!!

كم منا لا يؤدي عمله  باتقان ولا يواظب علي مواعيد العمل والمكوث في مكان عمله الوقت المحدد له ؟؟!!

كم منا يلقي بالمواد البتروليه في الصحراء كنوع من المكايدة السياسيه ؟؟!!

كم منا يخزن الجاز (السولار ) في بيته بكميات تصل الي الاطنان وهو يعلم ان السوق مخنوق؟؟!!

كم منا يسرق الدقيق المدعوم من الحكومة ويقوم ببيعه في السوق السوداء ؟؟!!

كم منا يظل ينتقد وفقط وترك العمل وتفرغ الكلام ؟؟!!

كم منا روج اشاعه او نشر كلام غير صحيح مخالفا لربه عزوجل  ولنبيه صلي الله عليه وسلم  ؟؟!!

كم منا قطع طريقا للمسلمين من اجل مطلب شخصي ونسي كم لخطورة وعقوبة قطع الطريق في الاسلام ؟؟!!

كم من قاطعي الطريق (تحت ستار الثورة ) تسبب في موت مسلم في سيارة الاسعاف  او فقد حامل لابنها  او تاخير طالب عن امتحانه او تاخير مسافر عن طائرته ؟؟!!

هناك امثله كثيرة لاعمال نقوم بها ولا نبالي علي اعتبار ان مرسي او حكومتة او جهاز الدولة لن يعاقبنا ولن يرانا

ولكني اهدي لكل هؤلاء قصة بنت بائعة اللبن واقول لهم

ان كان مرسي لا يراكم فرب مرسي يراكم