مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

السبت، ٢٩ مارس ٢٠٠٨

أعلن رئيس فريق البحث الياباني اسلامه


من الإعجاز العلمي لكتاب الله الكريم الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة أستاذ النباتات الطبية والعقاقير بجامعة الأزهر و عميدها السابق يروي ما يلي عن مادة..... الميثالويثونيدز هي مادة يفرزها مخ الانسان و الحيوان بكميات قليلة. وهي مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور. وتعتبر هذه المادة هامة جدا لحيوية جسم الانسان (خفض الكوليسترول – التمثيل الغذائي – تقوية القلب – وضبط التنفس). ويزداد افراز هذه المادة من مخ الانسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة. ثم يقل افرازها بعد ذلك حتى سن الستين. لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الانسان. أما بالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة. لذا اتجهت الانظار للبحث عنها في النباتات. وقام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية و التي لها أكبر الأثر في ازالة أعراض الشيخوخة، فلم يعثروا على هذه المادة الا في نوعين من النباتات..... التين والزيتون.


وصدق الله العظيم اذ يقول في كتابه الكريم: { و التين والزيتون (1) وطور سنين(2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } تفكر في قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وارتباط هذا القسم بخلق الانسان في أحسن تقويم ثم ردوده الى أسفل سافلين. وبعد أن تم استخلاصها من التين والزيتون، وجد أن استخدامها من التين وحده أو من الزيتون وحده لم يعط الفائدة المنتظرة لصحة الانسان الا بعد خلط المادة المستخلصة من التين مع مثيلتها من الزيتون. قام بعد ذلك فريق العلماء الياباني بالوقوف عند أفضل نسبة من النباتين لاعطاء أفضل تأثير. كانت أفضل نسبة هي 1 تين : 7 زيتون قام الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة بالبحث في القران الكريم فوجد أنه ورد ذكر التين مرة واحدة أما الزيتون فقد ورد ذكره صريحا ستة مرات ومرة واحدة بالاشارة ضمنيا في سورة المؤمنون { و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين } قام الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة بارسال كل المعلومات التي جمعها من القران الكريم الى فريق البحث الياباني. وبعد أن تأكدوا من اشارة ذكر كل ما توصلوا اليه في القران الكريم منذ أكثر من 1427 عام، أعلن رئيس فريق البحث الياباني اسلامه وقام فريق البحث بتسليم براءة الاختراع الى الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة. بسم الله الرحمن الرحيم { و التين والزيتون (1) وطور سنين(2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}




Ra'fat Alkhatib
Abu-Nour


الخميس، ٢٧ مارس ٢٠٠٨

تعثر الحوار الفلسطيني بين الذين لا يريدون والذين لا يملكون



- 26/3/2008 م

فهمي هويدي
لم يسمح لنا بأن نفرح أو نتفاءل بتوقيع إعلان صنعاء بين حركتي فتح وحماس. فالخلاف حول تفسير الاتفاق أعلن على الملأ فور توقيعه. ففي حين نص الإعلان على اعتبار المبادرة اليمنية إطاراً للحوار لرأب الصدع الفلسطيني وتحقيق الوحدة بين الفصيلين الكبيرين، صدر بيان رئاسي عن رام الله اعتبر أن الاتفاق تم على تنفيذ المبادرة وليس الحوار حولها.
ورغم أن صياغة الإعلان وضعت فضفاضة لكي ترضي الطرفين، إلا أن ذلك لم يمنع من تضارب التصريحات والتفسيرات بين المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية في رام الله وبين الناطق باسم حركة حماس في غزة. ولم يخلُ الأمرُ من تراشق داخل فتح ذاتها، بين عزام الأحمد رئيس وفدها إلي صنعاء ونمر حماد مستشار الرئيس أبو مازن ونبيل أبو ردينة الذي قرأ بيان الرئاسة على الصحفيين. فالأحمد انتقد أبو ردينة لأنه تعجل في إعلان البيان، وحماد انتقد عزام الأحمد، قائلا إنه لم يرجع لأبو مازن في مضمون النص الذي وقعه. وعزام الأحمد رد قائلاً إن نمر حماد لا يعرف شيئاً، وأنه كان على اتصال دائم مع أبو مازن طوال المحادثات وقبل التوقيع. كل ذلك، تابعناه على الهواء مباشرة، عبر قناة «الجزيرة» مساء الأحد الماضي الذي تم فيه توقيع إعلان صنعاء.
بدا المشهدُ مثيراً ومسكوناً بالمفارقة، ذلك انه ما كادت بارقةُ الأملِ تلوح في الأفق بإمكانية جلوس الطرفين إلى طاولة الحوار لتحقيق الوفاق المنشود، حتى تسارع إطلاق التصريحات التي حاولت إجهاض ذلك الأمل وتبديد جريمة التفاؤل التي شاعت بين المتابعين للموضوع. أما المفارقة فتمثلت في أن المشاورات ظلت تتم بين الوسطاء اليمنيين وبين كل وفد فلسطيني على حدة. ولم يلتق الطرفان إلا بعد التوصل إلى الصيغة الوسط التي أعلنت كما تمثلت في تأكيد السيد عزام الأحمد ـ ومداد الاتفاق على إطار الحوار لم يجف بعد ـ على أن حماس ينبغي أن تلتزم بتنفيذ المبادرة اليمنية دون أن تغير فيها أي بند أو أي حرف. وبدا مثيراً للدهشة أن هذا الموقف المفرط في تشدده من جانب الوفد الممثل لرئيس السلطة، يحدث في مواجهة طرف فلسطيني «شقيق»، في حين أن رئيس السلطة ذاته، ووفد المفاوضات الذي يمثله يتعامل مع العدو الإسرائيلي بطريقة مختلفة تماماً، تتسم بالإفراط في سعة الصدر والاستعداد والمرونة في مناقشة كل القضايا العالقة، بما في ذلك ملفات المصير الفلسطيني ذاته.
بدا المشهد عبثياً وغير قابلٍ للتصديق؛ لأن كل الظروف الموضوعية المحيطة تضغط بشدة على الطرفين لكي يجلسَا معاً لإنهاء النكد الذي نشأ بين غزة ورام الله. فمفاوضات أبو مازن مع اولمرت لم تسفر عن أي تقدم، حتى في القضايا الجزئية البسيطة المتعلقة بالحواجز أو المعتقلين أو وقف ملاحقة المطلوبين ناهيك من وقف التوسعات الاستيطانية أو رفع الحصار عن غزة.
أعلن أن إسرائيل لم تقدم شيئاً لأبو مازن يقنِع الشعب الفلسطيني بأن مباحثاته معهم تحسن أوضاعه، في حين حدث العكس تماماً. فالحواجز كما هي وملاحقات المطلوبين وقتلهم لم تتوقف رغم أن منهم من سلم سلاحه وتعهد بعدم المقاومة، والتوسعات الاستيطانية مستمرة على قدم وساق، ومحاولات خنق غزة لم تتراجع خطوة إلى الوراء. وهذا الموقف الإسرائيلي المتسم بالعجرفة والازدراء أثر سلباً على صورة أبو مازن وأضعفه. وهو ما عبرت عنه نتائج استطلاع الرأي الذي أعلن، الأسبوع الماضي، وأجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إذ بين ذلك الاستطلاع أن شعبية أبو مازن وحركة فتح في تراجع لصالح إسماعيل هنية وحركة حماس. ففي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فإن نسبة عشرة في المائة من الجمهور الفلسطيني انتقلت من تأييد فتح إلى تأييد حماس. ونشرت «الشرق الأوسط» في 18/3 أن نتائج الاستطلاع التي أشارت إلى انه إذا أجريت انتخابات اليوم في الضفة وغزة بين أبو مازن وإسماعيل هنية، فإن الأول سيحصل على تأييد 46%، ونسبة هنية 47%. كما أشارت النتائج إلى أن نسبة الرضا عن أداء أبو مازن 41% ونسبة عدم الرضا 56%، وان شرعية حكومة هنية تتمتع بتأييد يفوق شرعية حكومة سلام فياض. ففي الضفة، حصل هنية على نسبة 32%، فيما أيد فياض 26% من المستفتين. أما في القطاع المحاصر والمعذب أهله فنسبة تأييد هنية 37% وفياض 34%.
إزاء تراجع موقف السلطة، فإن الأوضاع المعيشية المأساوية في غزة أضافت الكثير إلي معاناة الناس وعذاباتهم، خصوصاً الضعفاء منهم، المرضى منهم والأطفال وكبار السن. وأصبح الكل يعرف ما آلت إليه أحوال المستشفيات والمدارس والمرافق المختلفة، فضلا عن القطاع الاقتصادي الذي أصيب بالشلل، مما أدى إلى تدهور أوضاع قطاعات عريضة من الناس عمالا كانوا أم أصحاب أعمال.
إلي غير ذلك من الأوضاع المزرية التي ترتبت على الحصار، الذي أصبح مقترنا بالغارات الإسرائيلية اليومية. صحيح أن سياسة الحصار لم تحقق أهدافها وفشلت في تركيع القطاع أو ثورته ضد السلطة فيه، كما ذكر تقرير مجموعة الأزمات الدولية في 19 مارس (آذار) الحالي، إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة المعاناة والعذابات الني تضغط على الجميع، وتلح على ضرورة التوصل إلى وفاق فلسطيني يعالج الصراع الراهن، ويعزز من صمود وقدرة الشعب الفلسطيني على مقاومة مخططات كسر إرادته وتضييع حقه.
إذا كان الطرفان بحاجة ملحة إلى حوار يجمع الشملَ ويرأب الصدع. ويمكن الشعب الفلسطيني من الثبات والصمود أمام مختلف الضغوط العاتية، فما الذي يحول دون إجرائه؟ ولماذا التمنع فيه والإيغال في الخصومة والكيد؟ لا تنطلي على أحدٍ مقولة ضرورة إعادة الأوضاع في غزة إلى ما قبل ما سُمي بالانقلاب هناك، لأن ما حدث في غزة لم يكن انقلابا على السلطة التي لا يزال معترفا بها حتى الآن، ولكنه كان حسما لتمرد الأجهزة الأمنية التي عملت على إفشال الحكومة وإشاعة الفلتان الأمني والفوضى منذ جرت الانتخابات أوائل عام 2006، وهو ما كان ينبغي أن يُرحبَ به من جانب السلطة لا أن يعد انقلابا عليها؛ لذلك لم يكن غريباً ما أقدمت عليه الحكومة، لكن ما كان مستغرباً حقاً أن تنحاز رئاسة السلطة لجهاز الأمن الوقائي وممارساته، وتقوم من جانبها بسلسلة من الإجراءات والمراسيم الانقلابية على الشرعية والدستور في فلسطين. صحيح أن ثمة أخطاءً وقعت في غزة، لكن هناك فرقاً بين أخطاء جانبية يمارسها البعض أثناء قيامهم بمهامهم، وبين أخطاء سياسية كبيرة من قبيل تلك التي اتخذت في رام الله، وعمقت في الصدع الفلسطيني وأضعفت الطرفين في فتح وحماس.
الكلام في الشرعية مهم للغاية، إذا ما وضع في إطاره الصحيح واعترف بان هناك شرعيتين لا شرعية واحدة. فأبو مازن له شرعيته لا ريب، وإسماعيل هنية وحكومته والمجلس التشريعي المنتخب له شرعيته أيضاً. ولا ينبغي أن يُنسَى أن الجميع تحت الاحتلال، وأن الكلام عن السلطة التي أصدرت المراسيم والحكومة سواء كانت في رام الله أو غزة، ذلك كله نسبي وافتراضي إلى حد كبير. وإذا كان حرس الشرف الفلسطيني يودع أبو مازن أو يستقبله بعد سفراته، فهو أول من يعلم أن بمقدور أي ضابط إسرائيلي أن يوقفه ويمنع حركته. وحين اعتقلت إسرائيل بعض الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي، وحين أعلنت عن إهدار دم إسماعيل هنية وزملائه في الحكومة، فإن أبو مازن وفياض وكل من حولهما ليسوا في منأى عن ذلك المصير، إذا تمسكوا بثوابت قضية الشعب الفلسطيني، ورفضوا التسليم بما يريده الإسرائيليون. وتجربة أبو عمار خير شاهد على ذلك.
إذا صح ذلك كله، فما الذي يمنع الحوار والوفاق بين الطرفين؟
ردي أنه في الساحة الفلسطينية هناك مَنْ لا يريد الحوارَ، كما أن هناك من لا يملك قرارَ إجراء الحوار. فالذين لا يريدون الحوار أمرهم معروف. فهناك شريحة من القيادات الفلسطينية استمرأت احتكار السلطة، وحققت من وراء ذلك منافع ومصالح لا حصر لها. وهؤلاء يعتبرون أن الحوار من شأنه فقدانهم لعطائهم ووجاهاتهم ومصادر ثرائهم، لذلك فإنهم يقفون ضده على طول الخط. أما الذين لا يملكون قرار إجراء الحوار فهم أولئك الذين من السياسيين الذين راهنوا على الإسرائيليين والأمريكيين، ووضعوا كل أوراقهم في سله الاثنين (هي سلة واحدة كما تعرف)، وأداروا ظهورهم لإرادة شعبهم ووساطات أشقائهم العرب. ولأنهم فعلوا ذلك فهم يعلمون جيداً أنهم لو تحاوروا لخسروا كل ما راهنوا عليه، ولن يستطيع أحدٌ منهم أن يبقى في منصبه يوماً واحداً. إذ لم يعد سراً أن هناك شرطاً إسرائيلياً وأمريكياً يعرفه كل مسؤول فلسطيني يمنع الحوار مع حماس، ويعلق الاتصالات والمساعدات المالية وكل صور التأييد الدولي الأخرى على استمرار وفاء القيادة الفلسطينية بذلك الشرط. أن المشكلة الحقيقية ليست بين فتح وحماس، ولا هي بين انقلابيين وسلطة شرعية، ولكنها أكبر من ذلك بكثير، لأنها في حقيقة الأمر بين مشروعي الصمود والممانعة من ناحية والركوع والاستسلام من ناحية ثانية.
الأولون سيدفعون الثمن ليكسبوا شعبهم إن لم يكسبوا قضيتهم. والآخرون سيقبضون الثمنَ ليكسبوا رضا الأمريكيين والإسرائيليين ويخسرون شعبهم وأنفسهم، لذا لزم التنويه.


الثلاثاء، ٢٥ مارس ٢٠٠٨

كيف يكون هذا يا عباس؟!!!

أسمع مطر وهو يتكلم عن عباس حيث يقول
عباس وراء المتراس،
يقظ منتبه حساس،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه،
ويلمع شاربه أيضا،
منتظرا محتضنا دفه،
بلع السارق ضفة،قلب عباس القرطاس،
ضرب الأخماس بأسداس،
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس،
ومضى يصقل سيفه،
عبر اللص إليه، وحل ببيته،
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه؛
صرخت زوجة عباس" :أبناؤك قتلى،
عباس،ضيفك راودني،
عباس،قم أنقذني يا عباس"،
عباس - اليقظ الحساس - منتبه لم يسمع شيئا،
زوجته تغتاب الناس
صرخت زوجته " :عباس، الضيف سيسرق نعجتنا"،
قلب عباس القرطاس،
ضرب الأخماس بأسداس،
أرسل برقية تهديد،
فلمن تصقل سيفك يا عباس؟
لوقت الشدة.إذن،
اصقل سيفك يا عباس!!

كيف يكون هذا يا عباس ؟!!!

عباس فوق العادة

في حملة الإبادة
(عباس) كان كتلة من قوة الإرادة:
هدّ الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته
وأعدموا أولاده.
لم يكسروا عناده.
قال لهم:
لي زوجة ثانية ولاّدة‍!
الشاعر العظيم احمد مطر

رئيس الوزراء اسماعيل هنيه..... من تلاميذ البنا وياسين






















































ولا حراسه ولا هيلمان ... ماشي علي رجليه امن مطمئن... رمز بس بجد..... مش تقولي الفكر الجديد..... هذه الصور نقلا عن منتدي الملتقي

زقزوق يحظر كتب البنا والقرضاوي من المساجد!!



كتب- أحمد صالح
24/03/2008

كشف النائب محسن راضي في طلب إحاطة عاجل إلى وزير الأوقاف عن قيام الوزارة بتوزيع منشور يحمل توجيهاتٍ وأوامر مباشرة للدعاة وأئمة المساجد؛ باستبعاد أي كتاب للإمام حسن البنا والشيخ يوسف القرضاوي من مكتبات المساجد؛ باعتبارها كتبًا غير مرغوب فيها من قِبل وزير الأوقاف.

اتهم النائب في طلب الإحاطة وزير الأوقاف بارتكاب جريمة علمية بتوزيعه هذا المنشور؛ لمخالفته التقريرَ الصادر من مجمع البحوث الإسلامية، الذي يُوصي فيه بأهمية طباعة ونشر كتب البنا والقرضاوي ومشهور؛ لما تحمله من إثراءٍ للفكر ونفعٍ للمسلمين، مؤكدًا أنه كان الأَوْلى لوزارة الأوقاف بعد تقرير اللجنة العلمية التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن تغرق المجتمع بمثل هذه الكتب وتداولها بين الناس لمواجهة شتى أنواع الفساد الفكري المنتشر، سواءٌ من خلال وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة.

وأشار النائب في طلب الإحاطة إلى أن هناك فرقًا بين الاحتقان الدائر بين النظام والإخوان المسلمين وحاجة البشر إلى الفكر والثقافة، فضلاً عن وجود إجماع بين علماء المسلمين أن الدكتور القرضاوي هو فقيه العصر، وأن واحدًا لم يختلف على شخصية الإمام حسن البنا باعتباره مجدِّدَ الإسلام في القرن العشرين.


طالب النائب بضرورة سحب هذا المنشور وطبع كتب البنا والقرضاوي؛ استنادًا إلى تقرير اللجنة العلمية التابعة لمجمع البحوث الإسلامية الذي أرسلته إلى النيابة العامة في القضايا رقم 6309 لسنة 2006 إداري كفر الزيات و1681 لسنة 2006 إداري طلخا، والذي أكَّد أن العديد من مؤلفات مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وقادتها يحثُّ على الفضيلة وتوصية التقرير بنشر بعضها؛ لما فيها من فائدةٍ ونفعٍ أعظم على المسلمين، فضلاً عما رأته اللجنة العلمية بأنه لا مانعَ من نشر كتاب الإمام الشهيد حسن البنا وتوزيعه وكتاب (الإسلام هو الحل) تأليف مصطفى مشهور المرشد العام الأسبق للجماعة.

وقال النائب إن مفاجأة اللجنة في تقريرها أيضًا أنها رأت أن كتاب (الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية) والذي يدعو بين سطوره المواطنين للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين بأنه صالحٌ للنشر والتداول، وأنه يُثري الفكر الإسلامي ويبعث فيه الحركة، وأنه قائمٌ على المجادلة الحسنة، وأن اللجنة رأت أيضًا أن كتاب (دعوتنا) لمؤسس الإخوان حسن البنا لا يوجد به مخالفاتٌ دينيةٌ أو شرعيةٌ، وأنه لا مانع من نشره.

وأكد النائب محسن راضي أن ما قام به وزير الأوقاف يؤكد أنه يتلقَّى توجيهاته من مباحث أمن الدولة، ضاربًا عرض الحائط بتوصيات مجمع البحوث الإسلامية.

زقزوق يحظر كتب البنا والقرضاوي من المساجد!!



كتب- أحمد صالح


كشف النائب محسن راضي في طلب إحاطة عاجل إلى وزير الأوقاف عن قيام الوزارة بتوزيع منشور يحمل توجيهاتٍ وأوامر مباشرة للدعاة وأئمة المساجد؛ باستبعاد أي كتاب للإمام حسن البنا والشيخ يوسف القرضاوي من مكتبات المساجد؛ باعتبارها كتبًا غير مرغوب فيها من قِبل وزير الأوقاف.

اتهم النائب في طلب الإحاطة وزير الأوقاف بارتكاب جريمة علمية بتوزيعه هذا المنشور؛ لمخالفته التقريرَ الصادر من مجمع البحوث الإسلامية، الذي يُوصي فيه بأهمية طباعة ونشر كتب البنا والقرضاوي ومشهور؛ لما تحمله من إثراءٍ للفكر ونفعٍ للمسلمين، مؤكدًا أنه كان الأَوْلى لوزارة الأوقاف بعد تقرير اللجنة العلمية التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن تغرق المجتمع بمثل هذه الكتب وتداولها بين الناس لمواجهة شتى أنواع الفساد الفكري المنتشر، سواءٌ من خلال وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة.

وأشار النائب في طلب الإحاطة إلى أن هناك فرقًا بين الاحتقان الدائر بين النظام والإخوان المسلمين وحاجة البشر إلى الفكر والثقافة، فضلاً عن وجود إجماع بين علماء المسلمين أن الدكتور القرضاوي هو فقيه العصر، وأن واحدًا لم يختلف على شخصية الإمام حسن البنا باعتباره مجدِّدَ الإسلام في القرن العشرين.


طالب النائب بضرورة سحب هذا المنشور وطبع كتب البنا والقرضاوي؛ استنادًا إلى تقرير اللجنة العلمية التابعة لمجمع البحوث الإسلامية الذي أرسلته إلى النيابة العامة في القضايا رقم 6309 لسنة 2006 إداري كفر الزيات و1681 لسنة 2006 إداري طلخا، والذي أكَّد أن العديد من مؤلفات مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وقادتها يحثُّ على الفضيلة وتوصية التقرير بنشر بعضها؛ لما فيها من فائدةٍ ونفعٍ أعظم على المسلمين، فضلاً عما رأته اللجنة العلمية بأنه لا مانعَ من نشر كتاب الإمام الشهيد حسن البنا وتوزيعه وكتاب (الإسلام هو الحل) تأليف مصطفى مشهور المرشد العام الأسبق للجماعة
.

وقال النائب إن مفاجأة اللجنة في تقريرها أيضًا أنها رأت أن كتاب (الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية) والذي يدعو بين سطوره المواطنين للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين بأنه صالحٌ للنشر والتداول، وأنه يُثري الفكر الإسلامي ويبعث فيه الحركة، وأنه قائمٌ على المجادلة الحسنة، وأن اللجنة رأت أيضًا أن كتاب (دعوتنا) لمؤسس الإخوان حسن البنا لا يوجد به مخالفاتٌ دينيةٌ أو شرعيةٌ، وأنه لا مانع من نشره.

وأكد النائب محسن راضي أن ما قام به وزير الأوقاف يؤكد أنه يتلقَّى توجيهاته من مباحث أمن الدولة، ضاربًا عرض الحائط بتوصيات مجمع البحوث الإسلامية.



الكاشـــــــــفة



25/3/2008 م
--->

فهمـي هـويـــدي
أزمة الخبز في مصر خبر سيئ لا ريب‏,‏ لكن الأسوأ منه هو ما كشفت عنه‏,‏ الأمر الذي يعني أننا بصدد مفاجأتين وليس مفاجأة واحدة‏,‏ إحداهما من العيار الثقيل والثانية من العيار الأثقل‏.‏
‏(1)‏
مشكلة الخبز مصطنعة وليست حقيقية‏,‏ هكذا فهمت مما سمعت وقرأت‏,‏ فالقمح متوافر واستيراده منتظم برغم ارتفاع سعره وشحه في السوق العالمية‏,‏ إذ وصل سعر الطن الي‏540‏ دولارا في حين أنه كان‏240‏ دولارا في عام‏2006,‏ والأزمة حدثت بسبب التلاعب في توزيعه سواء عن طريق استخدامه كبديل أرخص لعلف الماشية‏,‏ أو تهريبه وبيعه في السوق السوداء لصالح شركات ومحال القطاع الخاص التي تنتج الخبز الفاخر والحلوي‏.‏

بسبب ذلك التلاعب شح الخبز في الأسواق‏,‏ وتزاحم الناس علي طوابير شرائه‏,‏ التزاحم أدي الي التدافع‏,‏ الذي أوقع بعضا من الاشتباكات‏,‏ وهذه أدت الي وفاة البعض وإصابة آخرين‏,‏ حتي أصبحت الصحف تتحدث عن حرب الخبز وشهداء الخبز‏..‏الخ‏,‏ النتائج التي ترتبت بعد ذلك نشرتها الصحف‏,‏ فقد اجتمع الرئيس مبارك مع رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين بالأمر‏,‏ وتقرر في الاجتماع أن يتدخل جهاز الخدمة المدنية ووزارة الداخلية لحل الإشكال‏,‏ بحيث يشارك الاول في توفير الخبز وتشارك الثانية في توزيعه‏,‏ كما تقرر أن يقدم إلي رئيس الدولة تقرير اسبوعي عن الجهود المبذولة في هذا الصدد‏.‏
دخول جهاز الخدمة المدنية والشرطة علي خط حل الأزمة‏,‏ وتولي رئيس الجمهورية المتابعة الاسبوعية لجهود الحل‏,‏ دلالة غاية في الأهمية‏,‏ ذلك أنها تعني أن الجهاز الإداري القائم علي الأمر فشل في إدارة الأزمة‏,‏ وهو ما اقتضي اللجوء الي حلول استثنائية للتعامل معها‏,‏ إن شئت فقل إن الفساد في هذه الدائرة استقوي واستشري بحيث أصبح قادرا علي هزيمة أجهزة الحكم المحلي ومؤسسات الرقابة الشعبية‏,‏ والأجهزة الأمنية علي مستوي القاعدة‏,‏ وسواء تم ذلك بسبب ضعف هذه الجهات وعجزها‏,‏ أو بسبب اختراقها والتواطؤ مع بعض عناصرها‏,‏ فالنتيجة واحدة‏,‏ وهي أن الفساد ظل الطرف الأقوي بحيث اقتضت هزيمته تنحية تلك الجهات التي رسبت في الاختبار جانبا‏,‏ واستدعاء الخدمة المدنية والشرطة لإعادة السيطرة علي الموقف‏.‏
‏(2)‏
بعدما تقرر الاستعانة بالخدمة المدنية والشرطة لحل الأزمة‏,‏ قام مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة‏,‏ اللواء إسماعيل الشاعر‏,‏ بجولة في بعض ضواحي العاصمة لتفقد أوضاع توزيع الخبز الذي تم بواسطة عربات الأمن المركزي‏,‏ وما كاد الرجل يدخل منطقتي مدينة السلام والبساتين في جنوب القاهرة‏,‏ حتي تحلق الناس حوله‏,‏ واشتكوا له من استغلال سائقي حافلات الركاب الصغيرة‏(‏ الميكروباص والسرفيس‏)‏ الذين يرغمونهم علي دفع أجرة أكثر من القيمة المقررة‏,‏ وطبقا لما نشر صباح الأربعاء‏3/19‏ فإن اللواء الشاعر أمر ضباط المباحث بمراقبة هذه العملية‏,‏ عن طريق التنكر في ثياب مدنية وركوب الحافلات لتحرير مخالفات للسائقين المخالفين الذين يتقاضون أجورا أعلي من التسعيرة المقررة‏,‏ وحين ذهب مساعد الوزير الي حلوان‏,‏ اشتكي له المواطنون من تراكم القمامة وسط مساكنهم وأمام مجمع المدارس‏,‏ فقرر ازالتها بالتنسيق مع محافظة القاهرة‏,‏ وعين حراسة أمنية علي المكان لمنع إلقاء القمامة في المكان‏.‏
ما أثار انتباهي في القصة المنشورة أن مسئول أمن القاهرة خرج في مهمة تتعلق بمشكلة الخبز‏,‏ فإذا بالناس يواجهونه بمشكلة إضافية تتعلق باستغلالهم من قبل سائقي الميكروباص‏,‏ وبعد ذلك وجد نفسه مطالبا بحل مشكلة تراكم القمامة‏,‏ ولست أشك في أن الرجل لو واصل جولته لوجد قائمة طويلة من الشكاوي‏,‏ سواء من غلاء الأسعار أو تدهور الخدمات التعليمية والصحية أو نقص المياه وتلوثها أو عصابات البلطجية والعاطلين الذين يفرضون الإتاوات علي الناس‏..‏الخ‏,‏ وهو ما يعني أمرين مهمين أولهما أن الناس أصبحوا يضجون بالشكوي‏,‏ سواء من الغلاء أو الفوضي أو من قصور الخدمات‏,‏ والثاني أنهم يريدون أن يسمعوا أصواتهم الي المسئولين‏,‏ لكنهم لا يجدون أذنا تصغي إليهم‏,‏ فهم في واد والمسئولون في واد آخر‏.‏

اذا صح ذلك التحليل فإنه يستدعي ذات السؤال الكبير الذي طرحته أزمة الخبز‏,‏ وهو‏:‏ أين الأجهزة العديدة الحكومية والأهلية المنوط بها القيام علي أمور الناس ورعاية مصالحهم وحل مشكلاتهم؟
‏(3)‏
الصورة قابلة للتعميم‏,‏ واذا لاحظت أن جولة مدير أمن القاهرة كانت في جنوب العاصمة‏,‏ فلك أن تتصور كم الشكاوي التي يعاني منها الناس في أطراف الدلتا وجنوب الصعيد‏,‏ ولعلي لا أبالغ اذا قلت انك اذا أردت أن تعرف ما يحدث في تلك المناطق‏,‏ فما عليك إلا أن تضرب أوجاع القاهرة وأحزانها في عشرة أضعاف علي الأقل‏,‏ لذلك فإننا حين نكتشف أن الجهاز الإداري بكامل مؤسساته وجهات الرقابة الشعبية بمختلف مستوياتها غيب دورها تماما في أزمة الخبز‏,‏ ونقيس علي ذلك ما يجري في القطاعات الأخري‏,‏ فإننا نصبح بإزاء واقع تدوي فيه أجراس الإنذار والخطر‏.‏
أزمة الخبز هي الكاشفة‏,‏ التي أزاحت الأستار عن الحقيقة التي سكت عنها كثيرون وجهلها آخرون‏,‏ وجاء استنفار الخدمة المدنية والشرطة للقيام بما عجزت أجهزة الإدارة المدنية عن القيام به‏,‏ ليطرح حلا ما خطر ببال أحد‏,‏ يعبر عن اليأس من إمكان الاعتماد علي تلك الأجهزة‏,‏ وهو ما أعتبره نوعا من الإقالة المؤقتة لها‏.‏
في ظروف من هذا القبيل حدث ما هو أغرب‏,‏ إذ قرأت لأحد الكتاب مقالا دعا فيه الي نقل مسئولية العمل الخدمي في مصر الي الخدمة المدنية‏,‏ إذ نشرت صحيفة الحياة اللندنية في‏3/15‏ تعليقا بهذا المعني لكاتب مصري قال فيه إنه إزاء كارثة انهيار الخدمات العامة في مصر‏,‏ وإزاء فشل أجهزة الإدارة في مهمتها‏,‏ فلم يعد باقيا أمام الدولة المصرية سوي نقل القيادة الميدانية اليومية للعمل الخدمي الي الخدمة المدنية‏,‏ ليبادر باقامة نظام جديد للخدمات العامة‏,‏ يديره قادته‏,‏ بأدواتهم وآلياتهم ومناخهم الانضباطي‏,‏ ودعا الكاتب المدنيين في الحكم والمعارضة إلي تجاوز المخاوف والحساسيات والترحيب بالدور المأمول للخدمة المدنية في إصلاح نظام الخدمات العامة لتجنيب البلاد الاحتقان واحتمالات الفوضي‏.‏
صحيح أنه رأي فردي‏,‏ لكنه من وحي واقع أعطي انطباعا بأن هذا هو الحل‏.‏
(4)‏
لا تفوتك ملاحظة أن غياب دور الأجهزة المدنية وتدهور الخدمات ظهر جليا في الأفق بعد مضي‏35‏ عاما مما سمي في حينه آخر الحروب‏,‏ ذلك أنه خلال الفترة التي أعقبت حرب‏1973‏ وحتي اللحظة التي نعيشها في عام‏2008,‏ لم تنشغل مصر بغير همها‏,‏ فلا حاربت من أجل أحد‏,‏ ولا ضحت من أجل أحد‏,‏ وفي هذا المناخ روجت دعاوي الانكفاء علي الذات لعناوين عدة كان من بينها اطلاق شعار مصر أولا الذي تبنته مدرسة انتحلت لنفسها اسم اللوبي المصري‏,‏ ودأب منظروها علي المناداة بفك الارتباط مع المحيط العربي‏,‏ والدعوة الي التركيز علي الشأن الداخلي دون غيره‏.‏
بعد ذلك الانكباب والتفرغ المفترض لتنمية الداخل طوال‏35‏ عاما‏,‏ فاجأتنا أزمة الخبز وقبلها أزمة المياه‏,‏ ومع الاثنين أزمة الغلاء الفاحش‏,‏ غير أزمة التدهور الكبير في خدمات التعليم والصحة فضلا عن الاسكان والمرافق‏,‏ فوجئنا أيضا بأن الأجهزة المدنية عاجزة عن التعامل مع مشكلات الناس‏,‏ الأمر الذي اضطرنا الي الاستعانة بالخدمة المدنية والشرطة لحل بعض تلك المشكلات‏,‏ وهو ما يطرح السؤال التالي‏:‏ لماذا عجزت أجهزة الإدارة المحلية الرسمية والشعبية عن أن تقوم بواجبها في رعاية مصالح المجتمع وحل مشكلات الناس؟ عندي في الاجابة عن السؤال أربعة أسباب هي‏:‏
‏*‏ إن الأولوية دائما كانت منصبة علي الأمن السياسي دون الأمن الاجتماعي‏,‏ وهو ما شغل مختلف الأجهزة بالأول وأدي الي إهمال الثاني‏,‏ حتي أصبحت أقسام الشرطة تستنفر اذا شمت رائحة نشاط معارض أو إرهابي‏,‏ وتململ وتتحرك متثاقلة اذا تعاملت مع ما هو مدني أو جنائي‏,‏ وقد قرأت في الصحف القومية تعليقات تساءلت عن السبب في عدم تطبيق قانون الطوارئ علي الذين تلاعبوا بأقوات الناس‏,‏ مثلما تطبق علي غيرهم الذين يقدمون للمحاكمة العسكرية‏.‏
‏*‏ إن القيادات التنفيذية المحلية كلها تشغل مناصبها بالتعيين وليس بالانتخاب‏,‏ وذلك أمر نادر الحدوث في العالم المعاصر‏,‏ وحين تعين الحكومة المحافظ ورئيس مجلس المدينة أو القرية‏,‏ فإن ولاءه يظل للجهة التنفيذية التي عينته ولا ينشغل إلا باسترضائها‏,‏ أما اذا تم انتخاب كل هؤلاء فإن استجلاب رضا الناس والتفاني في خدمتهم سيحتل الأولوية لدي كل واحد‏,‏ وفي ظل استمرار الوضع الراهن فلا غرابة في أن ينعزل أولئك القادة المحليون عن الواقع‏,‏ بحيث لا تؤرقهم كثيرا هموم الناس ومشكلاتهم الحياتية‏.‏
‏*‏ إننا لا نكاد نلمس تطبيقا أو احتكاما لقاعدة الثواب والعقاب فيما يخص المسئولين عن الحكم المحلي إلا في حالة واحدة‏,‏ هي التي تتصل بالنواحي الأمنية‏,‏ إذ طالما لم يحدث أي إخلال بالأمن‏,‏ فكل ما عدا ذلك يمكن تمريره وغض الطرف عنه‏,‏ وهو ما أشاع بين العاملين في تلك الأجهزة شعورا بأنهم لا يحاسبون عن الفشل أو القصور في تقديم الخدمات للناس‏.‏
‏*‏ إن الرقابة الشعبية منعدمة‏,‏ والسباق فيها لا يدور حول التنافس من أجل خدمة المجتمع وتحقيق ما ينفع الناس‏,‏ ولكن محوره يظل سياسيا في نهاية المطاف‏,‏ بحيث غدا الشاغل الأساسي فيه هو هوية القوي السياسية الممثلة في المجالس المحلية‏,‏ وقد مررنا في مصر بالإعداد لتجربة انتخابية من هذا القبيل قبل أيام قليلة شابتها ملابسات كثيرة وتدخلات سافرة لفرض مرشحي الحزب الوطني‏,‏ الذين ينتظر أن يفوزوا بأكثر من‏90%‏ من مقاعد المجالس المحلية في أنحاء البلاد‏,‏ وحين تكون أغلبية المجالس المحلية من أعضاء الحزب الحاكم‏,‏ ويكون ذلك حاصلا في مجلس الشعب أيضا‏,‏ فإن الحديث عن جدية الرقابة الشعبية علي حكومة الحزب وعلي الأجهزة الرسمية علي مستوي المحافظات يصبح مشكوكا فيه‏.‏
وحين يصبح أعضاء هذه المجالس باختلاف مستوياتها‏,‏ ممثلين للحزب وليس المجتمع‏,‏ فلا غرابة في أن تستعير السلطة في أوقات الأزمات اطرافا أخري مثل الخدمة المدنية والشرطة لحل بعض المشكلات المتفاقمة التي تواجه المجتمع‏.‏
ما العمل؟ اسمحوا لنا بأن نفكر في الاجابة عن السؤال في الأسبوع المقبل بإذن الله‏.


الأحد، ٢٣ مارس ٢٠٠٨

رساله الي د . صالح بن سعد السحيمي الحربي عضو هيئه التدريس بالجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره

فضيله الدكتور الذي يتهجم علي علماء افاضل امثال سيد قطب ويهاجم الظلال وكتب اخري ... هو نفسه يدعو الي التحزب والتعصب لان اسلوبه في الكلام واختيار الكتب التي يحذرنا منها تدل علي ان فضيلته متعصب للفكر السلفي العصري ولا اقول الوهابي فكلنا وهابيين وسلفيين (ليس كسلفيين الكويت الذي تصيدوا الاخطاء للشيخ وجدي)ولكن كالسلفيين الاول عليهم رضوان الله .... الشيخ الفاضل يتقي الله فينا وفي تلاميذه وكفي شحن للناس وللشباب ... ان فضيلته وامثاله يشحنون شباب يدوب تكون لحيته نبتت ويبدا يفتي ويتطاول علي العلماء امثال القرضاوي وغيره ... حتي انهم تطاولوا علي الشيخ الالباني رحمه الله عندما افتي بالخمار في كتابه جلباب المراه المسلمه.. هم يريدون راي واحد فقط ويا حبذا لو كان رايهم وما يقتنعون به اما ما دون ذلك يكون ليس فهم السلف ويا ليتهم قالوا ما دون ذلك ليس فهمنا للاسلام لانهم احتكروا السلفيه لانفسهم... هو يشكك في حسن البنا وسيد قطب ويربط بين افكارهم وفكر بن لادن هذا الكلام يدل علي ان فضيلته لم يقرا تلك الكتب بطريقه متانيه متجرده بدون النظر لخلفيه الكاتب الفكريه ولو تجرد في القراءة لوجد ان هناك فرق بين حسن البنا واحمد ياسين وسيد قطب وبين بن لادن ورجاله ... مقاله هذا اشم فيه رائحه مقالات الازهر الرسميه في مصر التي تحلل ما يراه الحاكم (مش علشان بن لادن مختلف مع الاسره الحاكمه تكتب مقال تهاجمه فيه علي المتغطي وتلصق به حسن البنا وسيد قطب وان كنت تشكك في الظلال فاسال عنه الشيخ علي القرني.... يا ريت بلاش تعصب

أبعاد عملية التهدئة فى فلسطين


22/3/2008 م

السفير د. عبدالله الأشعل
يقصد بالتهدئة فى فلسطين أمران مختلفان الأمر الأول, من وجهة نظر إسرائيل ويقصد بها أن تكف المنظمات الفلسطينية الفدائية عن التصدى للعدوان الإسرائيلى وتعطيل المشروع الصهيونى بكل الطرق سواء عن طريق المقاومة السياسية أو المقاومة المسلحة. الأمر الثانى, من وجهة نظر المقاومة وتعنى التهدئة الالتزام المتبادل بينها وبين إسرائيل بهدنه تتوقف خلالها كافة الأعمال العسكرية من الجانبين. وقد حاولت إسرائيل أن تتلاعب بمفهوم التهدئة فزعمت أنه لا يجوز الاتفاق على تهدئة مع الإرهاب, وإنما التهدئة من جانب الإرهابيين هو ثمن الإبقاء على حياتهم, وقد شجعت الولايات المتحدة مصر وإسرائيل على التوصل إلى مثل هذه التهدئة مع الجانب الفلسطينى لعل هذا الاتفاق يؤدى إلى وقف الصواريخ الفلسطينية ضد إسرائيل. ولما كانت هذه الصواريخ محدودة الأثر وهى مجرد رمز المقاومة فإن إسرائيل قد حاولت استغلالها أخلاقياً وذلك بالزعم بأهميتها البالغة وخطورتها الفائقة, وحاولت أن تبرر بها أعمال الإبادة والمحرقة التى نفذتها فى غزة, وتظاهرت بأن هذه الصواريخ هى السبب الوحيد للأعمال الإسرائيلية وهذه مناورة واضحة لأن إسرائيل تقوم بأعمال إبادة على أى حال حتى قبل أن تظهر هذه الصواريخ, وهى لاتحتاج إلى أى ذريعة أو مبرر. ترتب على ما تقدم أن التهدئة حتى بالمعنى الفلسطينى قد تعنى الإبقاء على حياة الفلسطينيين, ولهذه النتيجة جانبان متناقضان: الجانب الأول, من زاوية إسرائيل فإن التهدئة تعنى توقف أعمال الاغتيال اليومية ومظاهر الإبادة لكل جوانب الحياة وفقا لمخطط المشروع الصهيونى وهذا أمر غير ممكن لأن المشروع يقوم فى جوهره على إبادة السكان واستخلاص الأرض لليهود.
أما النتيجة الأخرى الخطيرة فهى أن التهدئة تعنى توقف المقاومة مع استمرار برنامج الإبادة الإسرائيلية خصوصاً فيما يتعلق بالقضاء على رموز المقاومة بشكل منهجى ومنظم, أى أن التهدئة تعنى استمرار الاحتلال والمشروع وهى طريقة جديدة من طرق وقف المقاومة.
الخلاصة أن التهدئة مصطلح جديد دخل قاموس المصطلحات فى الصراع العربى الإسرائيلى, ولكن القواعد الأساسية واحدة وهى إصرار إسرائيل على إزالة كل معوقات انطلاق مشروعها. وعلى الجانب الآخر, يحاول الفلسطينيون إنقاذ السكان وفى نفس الوقت التعبير عن رفضهم لهذا المشروع. ونظراً لما يحيط بالساحة العربية من تعقيدات, ولأن اقتراح التهدئة قدمته وزيرة الخارجية الأمريكية, فقد اكتسب هذا المصطلح سمعة سيئة بحيث أن الأطراف التى تتحدث عن التهدئة إما أنها تريد حقن دماء الفلسطينيين فعلاً, وإما أنها تريد تقديم غطاء للأعمال الإسرائيلية واستخدام هذا المصطلح كمخدر لتحقيق هذا الغرض. ومعلوم أن حماس سبق أن التزمت بهدنة من طرف واحد لأكثر من عام ونصف ولكن أعمال الإبادة الإسرائيلية لم تتوقف. وعلى أية حال فإن التهدئة المتبادلة بأى معنى يمكن أن تكون مفيدة للطرف الفلسطينى ليلتقط أنفاسه, ولكنها مؤشر على رغبة إسرائيل فى التفرغ لساحات أخرى.


السبت، ٢٢ مارس ٢٠٠٨

نظام غير قابل للإصلاح

فات أوان إصلاح النظام الحاكم وحزبه المصطنع وبات الناس فى إنتظار الإنهيار الكامل والوصول للحظة الحقيقة التى يتم فيها جلاء الحق وانتزاع الحرية وغروب الباطل وأفول الظلم والإستبداد .
أنا لست متشائما ولكنى شديد التفاؤل فى بزوغ فجر جديد يلف بأركانه على ربوع الوطن السليب وتبزغ شمس الحرية فتنير قارعة الطريق , ومن هنا نبدأ عهد جديد .

لقد أتاحت إنتخابات المجالس المحلية التى خاض الإخوان معركتها بصلابة وإصرار رغم التيأيس الذى لاقوه من معظم القوى السياسية وبعض الرموز الوطنية , أن النظام عشق التزوير حتى النخاع وأحب الإقصاء من الصميم رغم الفساد الذى وصل للأعناق , وأن لاأمل فى إصلاحه من خلال الإنتخابات .
غير أن قاطرة الإصلاح التى دشنها الإخوان المسلمون لم ولن تتوقف تحت دعاوى اليأس من النظام وفى إصلاحه بهذه الطريقة التى شبهها البعض بالمستحيلة .
غير أن الكثيريين لم يعوا لفكرة أن النظام الذى لايتم إصلاحة يتم انهياره , فالبيت المهترئ الذى لايتم صيانته وإصلاحه يكون قد أوشك على السقوط والإنهيار , وأحسب أن الدخول فى معترك الإنتخابات المحلية , لن يصلح النظام ولكن يعجل بانهيارة .
فهو نظام مارق ضد كل الأعراف والقوانين والدساتير , حول الدولة من دولة قانون لدولة خارجة على القانون , فهيمنت السلطة التنفيذية على كل مقدرات الدولة وباتت بقبضتها الأمنية الآمر الناهى فى هذا الوطن , وأصبح المواطنون غرباء فى بلدهم وأصبح الهم الوطنى خارج نطاق الخدمة والهم الأمنى هو المسيطر والمتحكم والمتغول من دون سند للدستور والقانون .

منعوا المواطنين للتقدم بأوراق ترشيحهم بل قمعوهم وهددوهم وتوعدوهم واعتقلوهم حتى بات التقدم للجان تلقى الطلبات مغامرة غير محسوبة , فهو يمنعك بالأساليب الأمنية وإن سمح لك يعوقك فى استخراج أوراقك المطلوبة , وإن سمح لك باستلام أوراقك , يقوم بإتلافها وفى النهاية أنت لم تتقدم بأى أوراق , وان سمح بانتخابات صورية فهى محسومة لصالح الحزب الحاكم بشتى الطرق والوسائل .
لكن السؤال الذى طرح نفسه بقوة وأثار الهموم والشجون , أين هو الحزب الحاكم المسمى بالحزب الوطنى الديموقراطى ؟ أين هى كوادره وأعضاؤه الذين زعموا أنهم بالملايين ؟ وأين هى قياداته التى تفوهت بفخرها أنها صاحبة الأغلبية على الساحة المصرية ؟ وأين هذه الأغلبية المزيفة ؟ وإن كان ذلك صدقا وعدلا فلماذا يتدخل النظام الأمنى فى قمع المعارضين ليخلى الساحة لأعضاء الوطنى المزيفين ؟
إن حزبا خرج من رحم السلطة التى جاءت به من السراب , لن يكتب له النجاح ولن تشهد مصر الديموقراطية الحقيقية فى ظل أحزاب جاءت بها السلطة , لكن الديموقراطية الحقيقية هى التى تأتى بأحزاب ذات إرادة شعبية , والأحزاب هى التى تأتى بالسلطة , ويصبح المصطلح هو حكومة الحزب وليس حزب الحكومة , لأن انهيار السلطة يؤدى لانهيار الحزب , لكن الأحزاب الحقيقية هى التى تصمد وتقوى لو انهار الحكم وزالت السلطة , ومن ثم فالحزب الحاكم قائم على السلطة وليس للخيار الجماهيرى النابع من الشعب ولايملك أيدلوجية فكرية تستوعب الجماهير وتتحمس له , وإن حاول إنشاء هذه الأيدلوجية الفكرية فسرعان ماتنهار تحت وطأة الزيف والخداع , مثل الفكر الجديد , وشباب المستقبل , ومصر بتتقدم بينا .
وأصبح الحزب الحاكم مرتعا للفاسدين والمفسدين , وتسابق عليه المزورون واللاهثون وراء المناصب واللصوص والخارجون على القانون .
وأصبح فى مجمله عصابة من المتآمرين على قوت الشعب وأمنه ومستقبله .

إن من أعظم الدروس التى خرجنا منها حتى الآن من معركة الإنتخابات المحلية هو فضح هذا النظام وتعريته أمام الجماهير وسقوطه شعبيا قبل أن تبدأ الإنتخابات حيث استغل هذا النظام كل إمكانات ومؤسسات الدولة فى التخويف والإرهاب والتزوير وإقصاء المعارضين فى استغلال بشع لموارد الدولة وامكاناتها فى تحقيق أغراض حزبية ضيقة على الرغم من الإنهيار الإقتصادى المتسارع والإنهيار فى منظومة القيم وكل مؤسسات الدولة وانكشفت عورته فى مبدأ المواطنه الذى صدع به رؤوسنا , والعدالة الإجتماعية الذى جعلها شعارا مزيفا فى أحد مؤتمراته .

لقد مارس النظام أسل
وب البلطجة السياسية فى إقصاء خصومه حتى ممن يسميهم الأحزاب الشرعية ليدرك الجميع أن النظام لايريد منافسة سياسية حقيقية ليستأثر بالمال والسلطة .
إن الذين يراهنون على استقرار نظام الحكم بالقمع والإرهاب والإقصاء , هم فى الحقيقة يعجلون بسقوطه.
ويبقى الصراع القائم ليس على اصلاح هذا النظام ولكن لتعريته وكشفه وفضحه حتى يضعف وينهار .
وكانت تلك هى الضربة القاسمة التى وجهت له فى معركة الإنتخابات المحلية .
د محمد يوسف
مدونة ركن الأحرارعلى الرابط التالى
http://yousef733. maktoobblog. com
مدونة ضد الإستبداد على الرابط التالى
http://yousef733. blogspot. com/

استحقاقات اللحظة الحرجة



20/3/2008 م
--->

فهمي هويدي
في الوقت الراهن بوجه أخص، وأكثر من أي وقت مضى. يجب أن تستنفر كل الطاقات الفاعلة في مصر وتستدعى للإجابة عن السؤال: ما العمل؟
(1)
لا أريد أن أصدق أن الناس يصطفون الآن في طوابير يتسابقون عليها منذ الفجر، لكي يشتروا حقهم في خبز اليوم. قبل ثلاثين عاماً كنا نستحي حين نذكر لزوارنا أننا نقف في الطوابير لكي نحصل على الدجاج. وكانوا يتعاطفون معنا ويرثون لحالنا. ولا أعرف ماذا يمكن أن يقول هؤلاء حين يرون الناس تتزاحم على طوابير الخبز، وحين يعرفون أن عشرة مصريين سقطوا في ساحة العراك من أجل ذلك. والرقم ذكره “الأهرام” في يوم الأربعاء 13/،3 في حين قال تقرير “قناة الجزيرة” في اليوم السابق إنهم 15. الدكتور أحمد الجويلي أمين مجلس الوحدة الاقتصادية ووزير التموين الأسبق قال لي إنهم لو كانوا واحداً فقط فهي كارثة.
لا أريد أن أصدق أن في مصرأناساً لجأوا إلى الانتحار لأنهم وجدوا أطفالهم يتضورون جوعاً وعجزوا عن إطعامهم، أو لأنهم فقدوا الأمل في العثور على العمل، واستبد بهم اليأس وعضهم الجوع، فلجأوا إلى الانتحار بدورهم كحل أخير.
لا أريد أن أصدق ما رأته عيناي ذات صباح، حين وقعت على خبر يقول إن امرأة مسنة وقفت أمام جمع من أعضاء مجلس الشعب. وقالت لهم إنها وأسرتها لم يذوقوا طعم اللحم منذ ثلاثة أشهر. وهو كلام أمَّن عليه باحثون قالوا إن هذه ليست حالة خاصة، وإنما هي ظاهرة عامة في المجتمع المصري الآن.
بأذني سمعت المهندس نيازي سلام رئيس بنك الطعام وهو يقول إنه كلف فريق عمل برصد مظاهر الفقر في الأحياء العشوائية المحيطة بالقاهرة -عاصمة أم الدنيا- وأعدوا شريطاً وثائقياً، لم يصدق أحد ممن شاهدوه أنه يسجل واقعاً حاصلاً في مصر، ومنهم من انفجر باكياً من هول ما رأى، حتى طلبوا إيقاف عرض الشريط. سمعته يقول أيضاً إن في بعض قرى الصعيد أناساً استبد بهم الجوع حتى أصبحوا يأكلون الفئران البرية.
مثل هذه الشواهد لا حصر لها، وكلها تقول بصوت مدوٍ يخرق الآذان أن غول الغلاء قد توحش وأصبح ينهش اجساد الفقراء النحيلة، على نحو بات يضغط عليهم بشدة بصورة أذلتهم وكادت تقصم ظهورهم. وهؤلاء الفقراء أصبحوا يشكلون الكتلة الكبرى والأغلبية الساحقة في المجتمع، الذي بات مقسما بين أثرياء- بعضهم لا حدود لثرائهم- وفقراء لا نهاية لأحزانهم وفقرهم. وهي صورة لا تدع مجالاً للشك أن مصر تمر الآن بلحظة حرجة للغاية، لا تصلح معها المسكنات والمهدئات، وتتحول معها التصريحات المتفائلة إلى مصدر للاستفزاز والسخط، ودليلاً يعزز من أزمة الثقة ويعمق في الشرخ الموجود في المجتمع.
(2)
أرجو ألا يكون الرد على كل ذلك أرقاماً ونسباً مئوية تتحدث عن معدلات النمو الجيدة ومتوسطات الدخول المحترمة، ومئات الألوف من فرص العمل التي توفرت، وملايين الدولارات التي دخلت سوق الاستثمار، لعدة أسباب أحدها أننا لا نستطيع أن ندعي أن معدل النمو مرتفع وفرص العمل تنهال علينا كالمطر والسياسة الاقتصادية حققت أهدافها، لكن أحوال الناس متدهورة ويرثى لها. ذلك أننا سنصدق كل ذلك ونتأكد من صحته حين يشعر الناس بأن هذه الإنجازات طرقت أبواب بيوتهم ذات يوم. السبب الثاني أن تقرير الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية الصادر عن مؤسسة “الأهرام” عن العام الحالي سجل تضارباً في الارقام المعلنة المتعلقة بمعدلات النمو ونتائج جهود مكافحة البطالة والفقر (من ص 198 إلى 202)، الأمر الذي يضعف الثقة في صدقية تلك الأرقام.
مع ذلك، فإننا إذا صدقنا ما يقال من بيانات رسمية، وأحسنّا الظن بها، وفي الوقت ذاته وجدنا أن الأوضاع المعيشية للناس تزداد سوءاً، فذلك يعني ثلاثة أمور: أولها أن المشكلة الاقتصادية والاجتماعية لم تحل، وثانيها أن ما اتخذ من إجراءات ليس كافياً، وثالثها أن السياسات المتبعة ذاتها تحتاج إلى إعادة نظر.
نسمع حديثاً مستمرًا عن ارتفاع الأسعار العالمية، وذلك حق يراد به باطل. أولاً، لأن ارتفاع الأسعار العالمية لا يشمل كل السلع، في حين أن الارتفاع الفاحش في الأسعار لم يستثن سلعة موجودة في السوق المصرية.
ثانياً، لأن ثمة دلائل تشير إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية بولغ فيه كثيراً، بحيث احتج به بعض الصناعيين ليضاعفوا أسعار منتجاتهم بمعدلات أعلى بكثير من معدل الارتفاع في السوق العالمية، وجنوا من وراء ذلك أرباحاً خرافية. آية ذلك أن أحد كبار الصناعيين صرح للصحف في الأسبوع الماضي بأنه دفع ضرائب عن السنة المالية الأخيرة بما قيمته 375 مليون جنيه. وإذا صح ذلك، وكانت تلك قيمة الضريبة التي دفعها على صافي ربحه في العام، بعد سداد كل التكاليف والنفقات - فمعنى ذلك أنه حقق ربحاً يعادل ملياراً و700 مليون جنيه في عام واحد. وهو ربح هائل لا نحسده عليه لكنه يفسر لنا في الوقت نفسه لماذا ظل سعر السلعة التي ينتجها يتزايد على مدار العام كل شهر، وأحياناً كل أسبوع، متذرعاً في ذلك بارتفاع الأسعار العالمية. في حين تبين لنا أن تلك الزيادات التي ضربت سوق العقار، كان هدفها زيادة أرباحه بمعدلات فاحشة، وليس تغطية ذلك الارتفاع في الأسعار.
على صعيد آخر، فإن تأثر مصر الشديد بارتفاع الأسعار العالمية جاء كاشفاً لمدى هشاشة وضعف هيكلها الاقتصادي، الذي أصبح يقوم على الخدمات بالدرجة الأولى وليس الإنتاج، لأن الدول إذا كان لديها ما تنتجه فإن اكتواءها بنار ارتفاع الأسعار العالمية يظل محدوداً، خصوصاً إذا كانت تصدر شيئاً مما تنتجه، مما قد يحدث توازناً مع ما تستورده. أما الدول غير المنتجة فإنها تصبح فاقدة المناعة أمام رياح الأسعار العالمية.
(3)
قبل سبعين عاماً (سنة 1938) قام أحد اليابانيين المسلمين اسمه تاكيشي سوزوكي- برحلة لأداء مناسك الحج، وبعد أن عاد ألف كتاباً عنوانه “ياباني في مكة” ترجمه إلى العربية الدكتور سمير عبدالحميد ابراهيم وزوجته اليابانية سارة تاكا ها شي- ولأسباب متعلقة بتأشيرة الدخول، جاء الرجل إلى القاهرة واستقل الباخرة من السويس إلى جدة. وهم على الباخرة، عرض عليه فيلم فكاهي أمريكي، وفيلم تجاري مصري. وهو يصف الفيلم الاخير قال إنه بدأ بعرض مهرجان أو حفل مقام في قرية مصرية، قدمت فيه بعض النسوة رقصات مختلفة، في حين جلس آخرون يتابعونهن. وقد قامت واحدة من بين المتفرجين لتشترك في الرقص، ولكن الأيدي امتدت لتجذب ثوبها، الذي تمزق، فسألتها الراقصات عن مصدر قماشه، وعرفن منها أنه ياباني الصنع. فشرعن في توبيخها لهذا السبب، ما أثار استياءها ودفعها إلى الاشتباك معهن بكلام تطور إلى عراك حاولت خلاله المرأة أن تنال من ثياب الأخريات لكنها فشلت، وحينئذ قالت لها النسوة: لماذا اخترت القماش الياباني الضعيف، وفي مصر أفضل منه، وشركة مصر للأقمشة تنتج أصنافاً رائعة. وعلى المصريين أن يستخدموا منتجات بلدهم، وأن يتخلوا عن الاقمشة المستوردة. وفي اللحظة الأخيرة من الفيلم ذهبت المرأة باكية إلى المدينة، واشترت قماشاً من إنتاج شركة مصر، وعادت إلى الحفل فرحبت بها الراقصات وصرن جميعاً صديقات لها. وعند هذه النهاية صفق المسافرون إلى الحج طويلاً. وهو ما أغاظ صاحبنا الياباني، الذي لم يسترح إلا عندما وجد أن الشاشة التي عرض عليها الفيلم مصنوعة في اليابان.
أذكر بأن ذلك حدث قبل سبعين عاما، حين كانت في مصر صناعة للنسيج تعتز بها، وكانت هناك غيرة على المنتج المصري، الذي تدهور الآن، وسقط من أعين المصريين.
(4)
لست أشك في أن الذين اعتزوا بالقماش المصري وقتذاك وأرادوا إقناع ركاب الباخرة بأنه افضل من الياباني، لم يخطر على بالهم الموقف الذي وصلنا إليه الآن. وربما تصوروا أن بلدهم سوف تكتسح اليابان في الأسواق، الأمر الذي يطرح على أهل الذكر في مصر سؤالين كبيرين هما: لماذا جرى ما جرى، وهل المشكلة في الاقتصاد أم في السياسة أم في الاثنين معاً؟ ثم ما العمل؟ ولأنني لست من هؤلاء فلا كلام لي في الموضوع. لكني لا أتردد في القول بأن النتائج التي تحققت حتى الآن تدلنا على أن خطأ جسيماً حدث في التشخيص أو التنفيذ او السياسات أو الأشخاص والآليات. وفي كل الأحوال فالامر لا يحتمل انتظاراً، وانما يحتاج الى مراجعة شاملة وعاجلة، تصوب الخلل أياً كان مصدره. والعجلة ليست وحدها المطلوبة، وإنما نحن بحاجة إلى شجاعة ايضاً. لأن الذين أعطوا أكثر من فرصة واستنفدوا مرات الرسوب، يجب أن يخلوا مواقعهم لمن يستطيع أن يسترد ثقة الناس، وينهض بما عجزوا عن القيام به. وإذا كان مدرب كرة القدم يستبعد بمجرد الفشل في أي مسابقة مهمة، فإن إدارة اقتصاد البلد واستقرار أوضاع الناس المعيشية ليست أقل اهمية من مباريات كرة القدم.
لقد قال لي أحد الوزراء المخضرمين إن الرئيس جمال عبدالناصر كان يقول في اجتماعات مجلس الوزراء إن هناك سلعاً إذا نقصت في الأسواق يوماً ما، فينبغي ألا يذهب الوزير المختص إلى مكتبه في اليوم التالي. وحدد هذه السلع بخمس هي: الخبز والقمح والفول والعدس والسكر، ما رأيكم دام فضلكم؟

الخميس، ٢٠ مارس ٢٠٠٨

فضيحة مدوية لجهاز أمن الدولة فى مصر .. الضباط يعذبون معتقلين فلسطينيين



20 / 03 / 2008

- ضباط أمن الدولة يعذبون المعتقلين ليدلوا بمعلومات عن الجندى شاليط ورئيس الوزراء هنية وقائد كتائب القسام ، فلمصلحة من يسألون ؟!
- ضباط أمن الدولة يتفاخرون بأنهم مثل الصهاينة .
- الضابط عذبوا المجاهدين بالصعق بالكهرباء فى أماكن حساسة وبالتعرية من الملابس وبالحرمان من المياه لأيام ...
- أسير محرر من يد زبانية التعذيب : شعرت أننى فى سجن أبو غريب الأمريكى
.
كشفت شبكة فلسطين الآن عن تحقيقات قام بها جهاز أمن الدولة تتعلق بالمقاومة الفلسطينية وقياداتها ، وأساليب تعذيب وحشية ، وتعرية كاملة ، وصعق بالكهرباء ، ومحاولة انتزاع معلومات أمنية خطيرة تتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة ، والتحقيق حول أماكن قيادت عسكرية من كتائب القسام كالقائد العام محمد الضيف والقائد أحمد الجعبري ..وقد افتخر المحققون والضباط المصريون من جهاز أمن الدولة وشبهوا أنفسهم بالمحققين الصهاينة هناك ...
بداية القصة
تبدأ القصة كما يرويها شهود عيان عندما اقتحم الشعب الفلسطينى الحدود بين مصر وغزة باحثا عن متنفس من الحصار الخانق الذى عانى منه القطاع منذ اكثر من 8اشهر وشارك فيه نظام مبارك بفعالية وكفاءة ... حيث قامت الشرطة المصرية باحتجاز اكثر من 60 مواطن فلسطينى معظمهم من ابناء حماس وبعضهم من قيادات القسام حيث يكون الاحتجاز فى الاوقات المتأخرة من الليل او بعيدا عن التجمعات العامة وبطريقة عشوائية غيرمقصودة وبعدها تجمع المختطفين فى قسم شرطة رفح بالعشرات ومن ثم تم نقلهم الى جهاز مباحث امن الدولة لتبدأ رحلة عزف فيها النظام الفاسد وجهازه الامنى الفاشستى سيمفونية التعذيب والخيانة والعمالة
فقد مارست الاجهزة الامنية المصرية بحق هؤولاء الفلسطينين مايندى له الجبين مع بداية ادخال هؤولاء الشباب المجاهدين الى مقر امن الدولة بدأت الحفلة المعتادة التى يتعودها الشعب المصرى بالركل بالاقدام والضرب على القفى والصفع على الوجه وبالطبع كل هذا وهم معصوبى العينين بالضبط كما يفعل هؤولاء الفاشستيين مع شباب الاخوان فى مصر ... وبعدها وضعوهم فى غرف احتجاز لاتتعدى الواحدة منهم 2فى 4 متر وكان عدد المحتجزين فى الغرفة الواحدة اكثر من 20 شخص وهم معصوبى العينين بحيث لايستطيع ان ينام الشخص على ظهره وانما ينام على احد جنبيه فقط طوال الليل ... وبعدها بدأ التحقيق ومأدراك ماالتحقيق فى سجون ابوغريب المصرية خلال مدد التحقيق التى قد تصل المدة الواحدة منها الى اربع ساعات يكو ن الشخص عارى الجسد معصوب العينين بعضهم سكبوا على جسده العارى ماء بارد جدا لكى يدلى بمعلومات عن رئيس الوزراء اسماعيل هنية حيث ان هذا الشخص هو سائق هنية الشخصى اردوا ان يعرفوا اين يذهب هنية فى اوقات الطوراىء... من يأتى اليه وغيرها من المعلومات التى تؤكد عمالة هذا الجهاز الصهيونى الخائن
ااحد الاشخاص فى بداية التحقيق سألوه هل انت من القسام قال نعم بحسن نية لانه كان يظن ان هؤولاء مصريين ولكنه اخطأ التقدير فانهالت عليه اللكمات والضربات لماذا ...
ليس لانه من القسام فقط ... ولكن ليجيبهم اين محمد الضيف وأحمد الجعبري قادة القسام فى فلسطين ... لمصلحة من ؟ معذرة نسيت اننا امام فريق صهيونى لايجب ا ن نطرح عليه مثل هذا السؤال فكل شىء واضح وضوح الشمس
ليس هذا فحسب ولكن كيف لايسئلوا عن شاليط ليقدموا خدمة جليلة لاسيادهم
قدر الله ان يتم الافراج عن العشرات ويبقى العشرات ولكن خرج العشرات ليفضحوا هذا الجهاز العميل وهذا النظام الخائن ...

شهادات المحتجزين :
محتجز محرر من السجون المصرية: قابلت محققين كمحققي الاحتلال الاسرائيلي بدأ (ط.هـ) بسرد قصة احتجازه مبينا كيفيةما حصل من قبل السلطات المصرية فقال،:" كنا ذاهبين للأرضي المصرية لشراء بعض الأغراض حالنا حال كل المواطنين الفلسطينيين الذين حلموا بالحرية ولو لوقت قصير، وأثناء عودتنا من العريش إلى الأراضي الفلسطينية، التقينا بالشرطة المصرية، فقالوا لنا يجب عليكم إظهار بطاقاتكم الشخصية، فتفاجئنا من حديثهم إلينا بخصوص البطاقات، حيث كان هناك ما يقارب الاربعين شرطي، فقلنا لهم نريد ان نتفاهم في مكان آخر وكان مركز الشرطة قريب من المكان المتواجدين فيه طبعا، فذهبنا إلى المركز وقمنا بالتأكيد على الشرطة المصرية أننا قدمنا لشراء بعض الاغراض من العريش ونحن الآن ذاهبين الى ديارنا بغزة.
بداية غادرة
وواصل يقول :" قال لنا الضابط المصرين انه خلال ساعتين سيتم تسليمكم الحاجيات وتغادروا مركز الشرطة، ونحن بدورنا ارتحنا من كلامهم وقلنا لا إشكالية في ذلك ؟ ثم قاموا بإدخالنا الى قسم رقم "4" وقلنا هل سنظل واقفين لمدة طويلة فردوا علينا وقالوا ستغادرون بعد قليل، ثم قاموا بنقلنا داخل سيارات خاصة بهم وذهبوا بنا الى امن الدولة، وطبعا هناك جلسنا 4 ايام ولا يوجد شيئ هناك، واعترضنا جميعا على الوضع الذي كنا فيه، حيث تم وضعنا بداخل غرفة مترين في مترين وكنا عدد كبير داخل هذه الغرفة ولا يوجد بطانيات ولا حتى مياه فكنا نتيمم، ثم اتى الينا الضابط وقال سيتم نقلكم الى غرفة اخرى وبالفعل تم نقلنا الى غرفة اخرى، وكان عددنا 15 شخص جلسنا على هذه الحالة لمدة ثلاث ايام، ثم نقلونا في حدود الساعة الواحدة ليلا الى غرفة التحقيق .

أسئلة أمنية بحتة
قاموا بإدخالنا الى غرفة التحقيق كان هناك صراخ وصوت عالي كنا اربعة اشخاص على بطانية واحدة فكان هناك اهانة نوعا ما لنا، طبعا سألونا هل انتم من كتائب القسام ام ناس ( حي الله ) أي عاديين، فقلنا لهم اننا من كتائب القسام .
واستطرد (ط.هـ) في قوله، استمر التحقيق معنا لما عرفوا اننا من كتائب القسام طبعا، وقاموا بإدخالنا الى غرفة تحقيق وسألونا عدة أسئلة، كان منها : لماذا اتيتم الى العريش؟ قلنا لهم لشراء بنزين وبطاريتي سيارة وموتور كهربائي، ولكن بعدها تغيرت وجوه المحققين وبدأوا بالصراخ، والضرب على الوجه، وأكملوا أسئلتهم لنا، فقال لنا أحدهم: من ستستقبلون؟، وأين ستنزلوا، يعني مين اللي راح يستقبلكم ؟؟ ومن المسؤول عن الجناح العسكري للقسام؟؟ فقلت لهم محمد الضيف، وقالوا وماذا يفعل الجعبري؟ فأجبت الاثنين يكملون بعضهم البعض، فقال انت اين نشاطك؟ في الشمال ام في الجنوب؟ فقلت ليس لدي أي علاقة، وقال متى آخر مرة رأيت فيها محمد الضيف؟ قلت له قبل 4 سنوات وقال متى رأيت الجعبري آخر مرة؟ قلت له قبل 6 شهور كنا في طعام غذاء لأحد من أصحابنا، فقال يعني لم يكن لإجتماع او لقاء، فأحسسنا اننا لدى محققين صهاينة حيث كانت الاسئلة متلاحقة وسريعة وكانوا يريدون معرفة كل شيء .
وإكمالا لسرد القصة القاسية الذي مر بها المحتجزون لدى السلطات المصرية، قال (ط.هـ) ان الضباط المحققين حولوا التحقيق الى مسار آخر، حيث حاولوا اولا معرفة معلومات عسكرية عن القسام ثم سألونا عن هدم الجدار، حيث قال المحقق : هل انت خططت لتدمير الجدار؟ قلت له لا، فقال هل كان لديك علم؟ قلت له أيضا لا ليس لدي أي علم، قال لي اين كنت عندما تم تدمير الجدار؟ قلت له انا كنت في البيت، وقال كيف علمت بالخبر؟ قلت له عرفت به عن طريق .
لماذا تم هدم الجدار
وقال (ط.هـ): " سكت المحقق قليلا ثم استمر في أسئلته، لماذا تم هدم الجدار؟ قلت له هذا الجدار الذي بناه اليهود ويجب هدمه؛ لأنه على ارض فلسطينية، وقلت له ان الجدار المصري لا يتم هدمه ولكن ما حصل هو لتخفيف الضغط عن اهلنا بداخل القطاع لعدم توفر الكهرباء والماء والوقود والمواد الغذائية، وان هذه الثغرة كان لا بد منها لتخفيف الضغط عن القطاع وقلنا لهم ان ملجأنا الوحيد هم اخواننا المصريين، فقال المحقق: لكن لايجب ان يتم هدم الجدار وبنائه مرة ثانية، فقلت له هذا ما حصل، وكان كل هذا الكلام طبعا وسط اللكمات وصراخ وضرب على الحائط، محاولة منهم لترهيبنا من الوضع الذي وضعونا فيه .
وأكد (ط.هـ)ان المحققين كانوا يغيرون أسلوب التحقيق والتنقل بين الاسئلة عن المجال العسكري وبين هدم الجدار، فبعد ان تم سؤالنا عن الجدار وهدمه، رجع المحقق وسألني عن سبب مجيئنا الى مصر، فأجبنا لهم بنفس الكلام اننا جئنا للتبضع ليس الا، فقال المحقق بصوت عال تخلله ضرب ولكمات لنا: لا انتم جئتم لقتل وخطف ناس من فتح، قلنا لهم لا، هذا الكلام غير صحيح ، قال انتم قتلة وسفاحون، قلت له لا تقول عنا اننا قتلة ، لاننا لسنا كذلك فرأينا ان لهجتهم بدأت تهدأ وتسكن، ظناً منا بأنهم ممكن أن يكونوا قد اقتنعوا أو تحركت بهم نخوة، الا انهم فاجئونا بعمل آخر .
عذبوه وجردوه من ملابسه
ويقول (ط.هـ) أن المحقق أمر الشرطي الذي عنده وقال له :" اقلع" مما يعني تعريتنا بالكامل من ملابسنا، فأتى الشرطي وقام بتعريتي من ملابسي، فدخلت، فقال لي باستهزاء وسخرية، كيف؟ وما رأيك؟، قلت له لا إله الا الله، حسبي الله ونعم الوكيل، فقال المحقق: لماذا تتحسبن علينا؟، قلت يعني هل هذا الوضع يعجبكم؟، فتجاهل كلامي وسألني: قال هل الكهرباء مفصولةعن غزة؟، قلت له نعم مفصولة .
وبدأ المحقق بإعلاء صوته ولهجته معي، فقال: "سأوصل لك الكهربا بسلك، وسأوذيك في أعضائك التناسلية كما نفعل مع المجرمين، قلت له اعمل ما تريد، قال لي"يعني انت مش خايف؟، قلت له لا انا مش خايف، فتلفظ بكلمات بذيئة جدا ضدي، فقلت له لو سمحت لا تشتم فلو شتمتني سأرد لك شتيمتك علي بالمثل، فقال لا لا، وعاد ليهدأ .
تهم باطلة
وأضاف (ط.هـ) في القصة المؤلمة ان المحقق حور كالعادة التحقيق من مكان لآخر، حيث انهى تهديداته لي، ليسألني عن محاولة اختطاف أعضاء من فتح يقطنون في مصر، فقال الحقق لي" من تريدون من فتح لتخطفوه؟"، قلت له " نحن لا نريد خطف احد من فتح"، قال : من كنتم ستغتالون من فتح وتخطفوا؟، قلت: ما في من هذا الكلام، طبعا لا يخفى على أحد ان الضرب وبعض التعذيب كان حاضرا ومستمرا طيلة فترة التحقيق.
وقال (ط.هـ): "جلست ساعة وانا عريان، ومن ثم استكمل المحقق التحقيق معي فسألني: "كيف أتيتم؟ ولمن أتيتم؟ فقلت له مستثيرا غضبه:" ماعليك الا تكتب طبعا"، في هذه الحالة لم يستعمل الكهرباء فاستعمل اللكمات عوضا عنها، وقال حينها المحقق:" نحن على دراية بكل شيء، قلت له: اعرف، قال: ما علاقتكم بحزب الله وإيران وسورية؟ فقلت انا ما إلي أي علاقة بهم، قال: لماذا ؟ قلت لانه نحن مستهدفين والوضع الأمني لا يسمح لنا بذلك، قال: من تعرف من الجنوب؟ قلت له لا اعرف احد منهم، فقال ماذا بخصوص محمد ورائد ابو شمالة؟، متى شاهدتهم آخر مرة؟ قلت له انا شاهدت رائد من شهرين قال يعني ما كان هناك اجتماعات ولقائات بخصوص الجدار، قلت له لا لم يكن أي اجتماع ولقاء، قال هل تعرف عن تصنيع الصورايخ؟؟، قلت له لا اعرف شيئ عن ذلك.
وقال (ط.هـ) :"جلسنا 15 يوم بدون ماء كنا فقط نتيمم"، وحول شقيق أبي حمزة، قال : "طبعا هناك اخي (ن) قاموا بتعريته بالكامل واستخدموا الكهرباء ضده في الخصيتين والكرش" .
محققون يشبهون الاحتلال
وقال (ط.هـ ) بأن المحقق سأله أيضا عن تطهير غزة، واصفا النحقق التطهير بالانقلاب، فقال لي " كم شخص في رقبتك؟"، قلت له يارجل هو قتل الناس بسيط، قال كم يهودي قتلت؟؟، قلت له انا ما قتلت احد لا يهود ولا حتى فلسطينيين، كان يسألني عن الزنانة وعن الطائرات، فقلت له هل تحسبني خبير طائرات، وقلت له ان الزنانة هي التي تقصف المقاومين وتغتالهم .
الإفراج
وأنهى أبو حمزة القصة بطريقة الافراج عنه وعن بعض من زملائه في المعتقل، فقال:" نحن كنا في الانتظار وكان هناك اتصال مع الإخوان في غزة، وقالوا انه سيتم الإفراج كل يوم عن عدد معين فكانوا يوميا يفرجوا عن عشرة أشخاص ، كنا 63 شخص وعندما أفرجوا عنا كنا 40 شخص، وطبعا الباقي ما زالوا موجودين هناك".
أسير محرر من السجون المصرية .. شعرت أنني في سجن أبو غريب الأمريكي
تم شبحي.. تعريتي وصعقي بالكهرباء في أماكن حساسة جداً جداً في جسدي ، عصبوا عيناي لأكثر من 20يوما ، منعت من الوضوء والصلاة واقفا، فقدت من وزني أكثر من 15 كيلوجرام خلال هذا ما حدث مع (ح .ح) الذي حبذ عدم الكشف عن اسمه لدى احتجازه وتعذيبه في مراكز التحقيق التابعة لأمن الدولة المصري
.
(ح.ح) بدت عليه الآلام عندما بدأ يسرد ما حدث معه خلال توجه لمدينة العريش المصرية عندما تدفق مواطنو قطاع غزة إلى مدينة العريش لشراء حاجياتهم بعد أن أحكم الحصار على غزة وأصبحت على مشارف كارثة إنسانية، فيقول: كنا متوجهين نحن لجلب بعض السولار لسيارة صديق لنا يعمل في جهاز الشرطة ، ودخلنا بشكل طبيعي كانت هناك الشرطة المصرية متواجدة على الشريط الحدودي دخلنا بشكل رسمي أمام أعينهم، بعد ذلك توجهنا إلى منطقة تسمى المصورة، قمنا بشراء بعض من السولار ثم عدنا إلى القطاع، في طريقة العودة على بعد تقريباً نصف كيلو على الشريط الحدودي تم إيقافنا على أحد الحواجز التي أقامتها السلطات المصرية.
وأضاف في حديث خاص بشبكة فلسطين الآن قاموا بتفتيش السيارة بكل سهولة قلنا لهم تفضلوا فتشوا السيارة، فعثروا على جهاز لا سلكي كان لأخينا الذي يعمل في الشرطة كان الجهاز أمام أعينهم في السيارة لم يكن مخبأ أو ما شابه كأنه مهربات، طبعاً قاموا بإيقافنا لبعض الوقت، فسألناهم، فقالوا بعض الوقت ثم تذهبون إلى البيوت، بكل سهولة وبكل بساطة انتظرنا.
وشدد (ح.ح) على أنه لم يكن بحوزتهم أي نوع من سلاح أو أي مهربات أو ما شابه، لافتا إلى أنهم مكثوا في المكان ما يقارب ساعتين، ووعدوهم بالإفراج عنهم، لكنه تم اقتيادهم إلى مركز أمن الدولة في رفح، وتم زجهم في الزنازين في وبمجرد وصولهم إلى مركز أمن الدولة قاموا بوضع العصبات على الأعين ومباشرة نقلونا إلى التحقيق عند أمن .
برد قارص
وعن معاملة السلطات المصرية لهم بعد احتجازهم، قال: "في مركز شرطة رفح المصرية كانت معاملة الشرطة طيبة، لكن الأشياء الأساسية للإنسان لم تكن متوفرة بشكل طبيعي، كان هناك لا يوجد فراش على الأرض ، وكانت هناك موجة من البرد ، لا زال آثار البرد متواجد في أجسادنا حتى هذه اللحظة ونعاني منه بشكل كبير ، برد قارص جداً كل ثلاث أو كل أربع في غطاء لشخص واحد، والطعام كان متكرر وهو جبن وحلاوة، الوضع كان سيء نوعاً ما، المعاملة طبعاً من ناحية الشرطة كشرطة جيدة نوعاً ما لكن هذا هو المتواجد عندهم.
وأردف "بعد أن تم نقلنا لمقرات أمن الدولة كان التعامل سيء جداً على عكس تعامل الشرطة برفح المصرية ، حيث قاموا بوضع العصبات على أعيننا، ومباشرة أرسلوني إلى التحقيق.
تعرية وتعذيب..شتائم
وعن الأساليب التي مورست بحقهم أثناء الاحتجاز، أوضح أنهم تعرضوا للتعذيب وتعريتهم تعرية كاملة ثم تم صعقهم بالكهرباء وأنهم كانوا يصرخون من شدة التعذيب لا سيما وأنهم كانوا يصعقونهم بالكهرباء في أماكن حساسة جداً جداً، ناهيك عن توجيه الشتائم والألفاظ النابية لهم.
وأشار إلى أن أول سؤال تعرض له بعد أن أدخل غرفة التحقيق لدى أمن الدولة المصري، هل لديه معلومات عن القيادي في القسام محمد أبو شمالة، فقلت لهم: أنا لا أعرف أي شيء عن أبو شمالة هذا يسكن في منطقة رفح وأنا في خانيونس
.
مناصر لحماس
وأردف قائلاً "انتقل إلى السؤال الثاني، من هو مسئول خانيونس في كتائب عز الدين القسام.. قلت له هذا معروف وكل خانيونس تعرفه حتى الاحتلال هدم بيته وهو مطلوب يقولون له محمد السنوار.
وأضاف "بعد ذلك قال لي هل تعمل في كتائب القسام قلت لا، قال هل عندك سلاح قلت لا، هل تطلق النار قلت لا، أسئلة شاملة عن كتائب القسام، قالوا ما هي مجموعتك في حماس قلت لهم أنا مجرد مناصر لحركة حماس ولست حماس بشكل مباشر.
وتابع سألوني "ما هو ارتباطك في جهاز الدعوة؟ من هو مسئولك في الدعوة؟ ما هي أسرتك؟، قلت أنا ليس لي أي علاقة بشكل مباشر في التنظيمات الفلسطينية ؟، ثم سألوني لماذا لم تعمل في القسام، وهكذا أسئلة كانت تحيط بحماس والقسام وما دورك في القسام، وهل أنت شاركت في مهمات أو ما شابه ذلك، في قصف؟، هل عندك سلاح؟ أطلقت النار؟ وما شابه ذلك، طبعاً التحقيق كان على شاكلة جولات..

معصوبي الأعين
وقال: "مكثت في التحقيق أسبوع تقريبا ، وكانت الكارثة أنه طوال فترة التحقيق في سجون أمن الدولة المصرية ، كان جميع الشباب معصبين العينين، ليلاً نهاراً وأنت نائم وأنت صاحي وأنت تصلي كنا طوال المدة معصوبي العينين، منعونا من رفع العصب، و كانت هناك بعض المعاملة الحسنة من بعض الحراس، كانوا يسمحون لنا برفع العصب أثناء الصلاة وما شابه".
وتحدث (ح.ح) وعيناه تعبران عن أسفه لما لاقوه من معاملة من قبل السلطات المصرية عن الغرف التي كانوا محتجزين بها فقال:" كانوا يحتجزون من 25 إلى 29 شخص في غرفة صغيرة 4 في 5 متر لا تجد مكان فيها للنوم لتنام على ظهرك، ناهيك أنه لا يوجد فراش على الأرض، وإذا استطعت أن تجلس على حصيرة ذائبة تكون أنت في امتيازات عالية، وإذا استطعت أن تجد غطاء أنت وزميل لك يكون هذا امتياز، يعني كانت الحياة مأساة جداً، وقال: غرفة لا تستطيع أن تنام بها وأنت ممدد وما شابه ذلك إلا وأنت منكمش الرجلين، اثنين وثلاثة بغطاء واحد، الوضع سيء جدا."
تعذيب وضرب وصعق بالكهرباء
وأشار ( ح.ح) أنه سوء المعاملة معه وصل لحد قطع الماء عن المحتجزين ، كما أن عدد من الغرف لم يكن فيها دورات لقضاء الحاجة، وقال:" كنت أطلب مراراً وتكراراً حتى يقوم بإخراجك لقضاء الحاجة، وأحيانا يخرجك بعد أن يأخذ الإذن من الضابط ."
وأشار أنهم كانوا يتيممون للصلاة وكذلك لا يسمح لهم بالوقوف لتأدية الصلاة حيث كانوا يصلون وهم جلوس ومعصوبي الأعين.
وأوضح أن المحتجزين في الغرف كانوا يصرخون باستمرار نتيجة التعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء، لافتا على أنه أحد المحتجزين من شدة التعذيب أصبح وضعه الصحي سيئ للغاية، وناشد أمن الدولة بأن يحضروا له طبيب لكن دون جدوى ولاقى طلبه رفضاً لذلك ، ثم بعد أكثر من 12 ساعة سمحوا للطبيب بالحضور ، وبشكل سريع كشف عليه وكتب له بعض الأدوية وطبعاً قام بشرائها من حسابه الشخصي .
أوضاع صحية سيئة
وروى قصة أخرى توضح سوء الأحوال الصحية التي يلقاها المحتجزون في السجون المصرية وهي أن أحد المحتجزين ترك لفترة طويلة يعاني من آلام شديدة وتقيء وما شابه ذلك، ولم يحضروا له أي طبيب ."
ولفت على أن الوضع في السجون كان مأساوي جداً فالطعام سيء والأغطية غير متوفرة في ظل البرد، وشتمهم بألفاظ بذيئة جداً ، والأسئلة غريبة ونضع عليها علامات الاستفهام الكبيرة والكبيرة جداً.
أسئلة مشبوهة تثير الاستغراب
وأعرب(ح.ح) عن استغرابه من الأسئلة التي كانت تطرح عليهم في التحقيق، عندما يسألون أسئلة لا يسأل عنها إلا المحققين في سجون الاحتلال، وتساءل لماذا يريدون أن يعرفوا من يعمل في القسام وأين يعمل وما دوره ، بمجرد أن يكون سؤال بسيط كهذا ، أول هل انتماء سياسي سواء حماس أو فتح أو الجهاد ، هل أطلقت النار؟ هل عندك سلاح؟ ماذا عندك سلاح؟ بعض الأشخاص سألوهم هل شاركتم في عملية الحسم العسكري؟ هل قتلت؟ أحد أو ما شابه ذلك.
سألوا عن رئيس الوزراء
وتابع هناك بعض الأشخاص حدثوني بأنهم سألوهم عن دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، أين يجتمع أين يقوم بالإخلاء عند الوضع المضطرب أو ما شابه ذلك، من يأتي عليه وغيره، سألوهم عن شخصيات كبيرة مثل القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف والقائد أحمد الجعبري ،وهل يأتون إليه
.
سجن أبو غريب
وبين (ح.ح) أن السلطات المصرية وأمن الدولة المصري قام بتعريته محتجز فلسطيني يعمل سائقاً لرئيس الوزراء الفلسطيني في موجة البرد ووضعوه في الخارج ، ثم جاءوا بدلو من الماء وسكبوه عليه ليدلي باعترافاته ، كانوا يدققون عليه بحيث يستطيعوا انتزاع معلومات منه، فكانوا يقولون له أنت كنز بالنسبة إلينا بحيث أنه يعلم كم من المعلومات ، أين يذهب من يأتي إليه وما شابه ذلك، أسئلة كانت غريبة جداً تحتاج العديد العديد من علامات الاستفهام.
وأكد أنه من هول ما حدث له وما شاهده في السجن من ممارسة أسلوب التعرية والتعذيب بالكهرباء، شعر نفسه أنه محتجز في سجن أبو غريب هذا السجن الذي مارست فيه قوات الاحتلال الأمريكي الشبح والتعذيب والتعرية للمحتجزين العراقيين ، وقال ما شاهدته عاد بذاكرتي بما عرضته شاشات التلفزة من مشاهد التعذيب في سجن أبو غريب.
تلاعب في أعصاب المحتجزين
وأوضح أن السلطات المصرية كانت تتلاعب في أعصاب المحتجزين وسرد قصة حدثت معه قبل الإفراج عنه: " أخبرونا مرة أنه انتهى وجودكم في مصر، وسوف يتم الآن ترحيلكم لغزة، وتم تسليمنا الأمانات والتوقيع عليها ونقلونا في سياراتهم فتفاجئنا بهم إذ يزجون بنا في حجز ثاني من جديد.
وأضاف " كانت عملية تلاعب بنفسيات الشباب، وجدت هناك أشبال وأطفال صغار، كان هناك كبار في السن ، كان هناك رجل وزوجته وطفله متواجد معهم، وأبعدوهم عن بعضهم البعض ، لا يستطيع أن يعلم ماذا حل بزوجته وماذا حل بابنه وما شابه ذلك

الأربعاء، ١٩ مارس ٢٠٠٨

الديمقراطية على الطريقة المصرية



د. نهى الزيني : بتاريخ 17 - 3 - 2008
كانت أحلى أيام طفولتنا تلك التي توافق الأعياد والمناسبات الرسمية حيث نحصل على إجازة مدرسية غير نمطية لنجتمع في أحد بيوت كبار العائلة تضمنا الحديقة الواسعة بناتاً وبنين فنلهو بألعاب مشتركة أحياناً وفي الغالب كان للبنات لهوهن الهادئ وللأولاد ملعبهم الذي يتشاغبون فيه ويتعاركون .وفي أحد الأيام التي تجمّع فيها عدد كبير من أطفال العائلة والأصدقاء خطر لنا أن نلعب مباراة لكرة القدم على أن ننقسم إلى فريقين أحدهما للبنات والآخر للأولاد ، ورغم ممارستي لعدة رياضات وقتها إلا أنني لم أكن قد شاركت قبلاً في لعبة كرة القدم التي اعتاد الأولاد ممارستها دون البنات لذا فقد راقت لي الفكرة كما راقت لصاحباتي .منذ الدقائق الأولى للمباراة تبين لنا الفارق الهائل بين مهارتنا في اللعب ومهارة الأولاد ، فقد بدأت الأهداف تجتاح مرمانا المكون من قالبين من الطوب تقف وسطهما طفلة صغيرة تتلقى ضربات الكرة العنيفة التي تصيب جسدها الناحل ورأسها أحياناً في طريقها للاستقرار داخل مرمانا بين صيحات النصر من فريق الأولاد وصرخات الاحتجاج منا ، ولم يخطر ببالنا وقتها أن السبب في كثرة الهزائم التي منينا بها هو تلك الخبرة المتراكمة لدى الأولاد نتيجة ممارستهم هذه اللعبة طوال الوقت حتى في الشوارع بينما لاتملك إحدانا أية خبرة في هذا المجال ، لذا فقد بدأنا نفكر في حل يحفظ علينا كرامتنا التي ستجرحها بلا شك فضيحة هزيمتنا أمام الأولاد ، ولقد جربنا بالفعل كل الحلول الممكنة : ففي البداية ادعينا أن "الحَكم" منحاز لكونه صبياً وطالبنا بإسناد تحكيم المباراة لفتاة وهو ماحدث بالفعل ، ثم قمنا بتغيير حارسة المرمى فوضعنا صاحبتنا البدينة لكي تقلل ما أمكن من مساحة المرمى ولكي يتحمل جسدها القوي الضربات العنيفة المسددة من الفريق المنافس ، إلا أن الأهداف توالت على مرمانا دون هوادة وفي كل مرة كنا نتصايح مطالبات بإلغاء الشوط والبدء من جديد ، إلا أن شيئاً لم يتغير ولاحت لنا النهاية المحتومة والفضيحة المدوية فاتفقنا على تأجيل اللعب لما بعد الغداء على أن تقام بيننا مباراة وحيدة حاسمة يتحدد فيها مصيرنا النهائي .أثناء فترة الغداء تحلقنا نحن البنات في مكان قصي للتشاور واقترحت إحداناً خطة تحمسنا لها جميعاً بلا تردد ، وحين بدأت المباراة كنا قد وزعنا الأدوار بعناية لتحقيق هدفنا في الفوز على الأولاد فاستبدلنا حارسة المرمى البدينة لكي تقوم بدور أكثر أهمية واستعدت الهدافات – وكنت منهن – وفي اللحظة الحاسمة قامت صديقتنا البدينة بالهجوم على حارس مرمى الأولاد فأوقعته أرضاً وشلت حركته تماماً وبينما يصيح ويستغيث بلا مغيث بدأنا في تسديد الكرة داخل المرمى الفارغ وتوالت الأهداف حتى أذكر أنني وحدي أحرزت خمسة أهداف متتالية بلا أدنى مجهود .انتهت المباراة الحاسمة لصالحنا بالطبع وتقافزت البنات صائحات بالنصر ثم عدونا حيث مجلس عائلتنا لنعلن لهم " انتصار البنات على الأولاد" في مباراة كرة القدم ، وأخذنا نتلقى التهاني وعبارات الإعجاب غير عابئات باعتراض الأولاد واتهامهم لنا بالنصب والاحتيال .من أعماق تلافيف الذاكرة قفزت أمامي تلك الذكريات البعيدة وأنا أتابع حكومة الحزب الوطني في مباراتها الأخيرة مع الإخوان ، فالحكومة الافتراضية الهابطة على الوطن بالباراشوت لم تدرك أن نجاح الإخوان في لعبة الانتخابات إنما يرجع إلى خبرتهم بالعمل الميداني وأنهم مارسوا هذه اللعبة طويلاً في الشارع وليس داخل المكاتب وقاعات الاجتماع وبتجميع منهجي للأنصار وليس بشراء الأصوات واستئجار البلطجية وبودي جاردز رجال أعمال العصر وهو مامكنهم من الحصول على 88 مقعد في الانتخابات التشريعية الماضية رغم عمليات التزوير التي رجّع الإعلام صداها داخلياً وخارجياً، ثم استمرت محاولات التلاعب فأجري تعديل دستوري بهدف تغيير "حكام" المباراة باعتبارهم منحازين للإخوان حيث اكتشف عريفة الحزب فجأة ودون مقدمات أن قضاة مصر ماهم إلا عناصر إخوانية معادية ماداموا قد رفضوا التزوير لصالح حزبها الأوحد ، إلا أن خوف الهزيمة ظل رغم كل ذلك يتخايل لعيون فريق الوطني ... لذا فقد قرر نظام ديمقراطية الحزب الواحد أن تهاجم وزارته البدينة حارس مرمى الفريق المنافس لتشل حركته بينما يحرز هو أهدافه في انتخابات المحليات بلا تعويق فكانت حملة الاعتقالات التي طالت الألوف دون تمييز ثم جاءت الممارسات العجيبة التي لم يُسمع بمثلها منذ نشأت فكرة الديمقراطية في أثينا القديمة كخطف أوراق المرشحين لمنعهم من التقدم بها وامتناع وزارة الداخلية عن استخراج صحائف الأحوال لهم واصطناع طوابير وهمية لتضييع الوقت دون أن يتمكن المرشحون من الوصول، إلى غير ذلك من الألاعيب التي تجعل الحزب "الواحد" هو المنافس "الوحيد" لنفسه .تتداعى أمامي متداخلة مع مهزلة المحليات الأخيرة صورة صديق الطفولة حارس مرمى الأولاد وهو يستغيث ويئن تحت ثقل صاحبتنا ، غير أن الشئ الذي لم أذكره لكم بعد أن تلك المباراة كانت مباراة كرة القدم الأولى والأخيرة التي لعبتها طوال حياتي فقد شعرت بعد ذلك الفوز الهزلي لفريق البنات بنوع من وخز الضمير فقررت "الاعتزال" ، فهل يفعلها يوماً نظام ديمقراطية الحزب الواحد ؟

الثلاثاء، ١٨ مارس ٢٠٠٨

ضحكوا عليك يا مصري 2

عمي مصري راجل عاطفي وطيب وبيصدق بسرعه ... لما بيشوف الناس اللي متلمعه ومتألفطه ومتقعره في لغتها ... يخرجوا علينا وبيقولوا كلام جامد قوي عن توفير رغيف العيش وعن محاربه الغلاء وبيع الدقيق في السوق السوده(زي سنينهم طبعا) كلام جامد ورنان وبياخذ بالقلوب والابصار (وان يقولوا تسمع لقولهم) ... عمك مصري صاحب عيال يعني كتيبه اعدام ياكلوا الزلط (دا لو وجدوا الزلط اصلا) الراجل يوميا محتاج عدد من العيش ومضطر اسفا الي ان يذهب الي حلبه المصارعه في الحصول علي العيش ... عمي مصري بيقوم من النجمه يذهب الي فرن العيش والراجل يقف في الطابور مؤدب ومنتظر دوره . وهو واقف شاف عجب. شوله الدقيق عماله بتتسرب الي خارج الفرن ولما سال ايه ده قالوا له خليك في حالك يعني انت اللي حتصلح الكون وحنعمل ايه وكده يعني من الكلام اللي المصريين بيصبروا به انفسهم علي الغلب ... وعمي مصري برضوا واقف في الصف شاف طوله عيش وراها طوله عيش كل شويه طوله داخله فاضيه طالعه مليانه !!! تعجب ... وبعد شويه واحد واخد كيس عيش مفرود وميه ميه.... وبعد شويه واحد يدفع فلوس وياخذ عيش ... وبعدين يا عم مصري؟؟؟ الراجل كلم واحد قدامه في الصف امال مين دول اللي عمالين ياخذوا عيش ويمشوا قال له الاول عضو مجلس محلي والثاني قريب فلان المهم (اللي بيظبط بيع الدقيق) والثالث مفتش التموين .... صرخ عمي مصري وقال اذا كان دول اللي مفروض يراقبوا العمليه من اولها بيعملوا كده امال مين اللي حيحل المشكله ... عمي مصري قال للراجل قدامه سيبك من دول طب فين الجهات العليا فين الفكر الجديد ؟ عندها نظر الرجل الي عمي مصري ضاحكا ومستغربا وقال له تاني يا عم مصري صدقت الكلام ... يا عم دا فكر الهمبكه

الخميس، ١٣ مارس ٢٠٠٨

أنا إخوان: حبس خالد حمزة سلام مدير تحرير اخوان ويب بتهمة مساندة الشاطر

الحريه ..للمهندس خالد حمزه

أمرت أمس نيابة أمن الدولة العليا بالتجمس الخامس بحبس خالد حمزة سلام مدير تحرير موقع اخوان ويب و11 قيادي بجماعة الإخوان خمسة عشر يوما علي ذمة التحقيق والذي اتهمتهم فيه مذكرة من جهاز مباحث أمن الدولة بأنهم ينتمون لجماعة محظورة علي خلاف القانون وإدارة النقاط الساخنة بها لإدارة حملة الدفاع عن خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة و39 قياديا ينتظر الحكم عليهم من المحكمة العسكرية العليا يوم الثلاثاء 26 فبراير
هذا وقال حمزة من مقر النيابة بالتجمع الخامس أنه بعد
اختطافه من الشارع تم تعصيب عينيه وتوجيهه لمكان غير معلوم يظن أن مقر مباحث أمن الدولة بلظوغلي وحقق معه عدد من ضباط الشرطة الذين أكدوا له أنه لن يصمتوا كثيرا عن الوفود الحقوقية الكثيرة التي تزور القاهرة لمراقبة المحكمة العسكرية يذكر أن حمزة كان قد قدم معلومات حقوقية عن وضع حقوق الإنسان للناشطة سيندي شيهان التي زارت القاهرة الأسبوع الماضي ووجهت رسالة للسيدة سوزان مبارك رئيس المجلس القومي للمرأة تطالبها بتحقيق العدالة لأسر وزوجات 40 مدنيا يحاكمون أمام القضاء الاستثنائي

الأربعاء، ١٢ مارس ٢٠٠٨

عشرين مهارة تجعلك محبوبا بين الناس


1_ أبدأ الآخرين بالسلام والتحية , ففي السلام تهيئة وتطمين للطرف الآخر ...2_ابتسم, فالابتسامة مفعولها سحري وفيها استمالة للقلوب. 3_أظهر الاهتمام والتقدير للطرف الآخر وعامل الناس كما تحب ان يعاملوك .. 4_للناس أفراح وأتراح فشاركهم في النفوس. 5_اقض حاجات الآخرين تصل إلى قلوبهم فالنفوس تميل إلى من يقضي حاجاتها . 6_عليك بالعفو عن الزلات وتغليب نفسية التسامح . 7_في تفقد الغائب والسؤال عنه ضمان لكسب الود واستجذاب القلوب. 8_لا تبخل بالهدية ولو قلّ سعرها ,فقيمتها معنويه اكثر من مادية. 9_اظهر الحب وصرّح به فكلمات الود تأسر القلوب . 10_تفنن في تقديم النصيحة ولاتجعلها فضيحة. 11_ حدث الآخرين بمجال اهتمامهم فالفرد يميل إلى من يحاوره في مدار اهتمام ..12_ كن ايجابياً متفائلاً وابعث البشرى لمن حولك .. 13_امدح الآخرين إذا احسنوا فالمدح أثره في النفس ولكن لاتبالغ . 14_انتق كلماتك ,, ترتفع مكانتك فالكلمة الحسنه خير وسيلة لاستمالة القلوب .. 15_ تواضع فالناس تنفر ممن يستعلي عليهم . 16_تجنب تصيُّد عيوب الآخرين وانشغل بإصلاح عيوبك .. 17_تعلم فن الإنصات فالناس تحب من يصغي لها ... 18_ وسع دائرة معارفك واكسب في كل يوم صديق. 19_ اسع لتنويع تخصصاتك واهتماماتك تتسع دائرة معارفك وصداقاتك . 20_اذا قدمت معروفاً لشخص ما لا تنتظر منه مقابل

فهمي هويدي يكتب: مفاجآت أسبوع ساخن 3/11/2008


مفاجآت أسبوع ساخن
شاء ربك أن ينقلب السحر علي الساحر‏‏ إذ ما أن أسدل الستار علي مشهد المحرقة في غزة حتي توالت المفاجآت التي ردت الروح للضحايا‏‏ وفضحت مخططات التآمر علي المقاومة‏.‏ ‏
1_بعدما انتهت يوم الاثنين قبل الماضي‏(3/3)‏ المرحلة الأولي من حملة الشتاء الساخن التي شنها الإسرائيليون علي غزة‏‏ كانت المفاجأة أن التعليقات والتحليلات التي نشرتها الصحف العبرية أعربت عن الشعور بخيبة الأمل لأن العملية لم تحقق هدفها‏‏ بالتالي فإنها كانت حفلا دمويا بأكثر مما كانت إنجازا عسكريا‏‏
وكان الدليل الماثل في أذهان الجميع أن إطلاق الصواريخ استمر بمعدل تراوح بين‏40‏ و‏50‏ صاروخا يوميا أثناء الحملة وبعدها‏‏ وهو ما دعا أحد الكتاب الإسرائيليين ـ امير تسورياـ إلي القول بأن العملية فشلت بكل المقاييس‏‏ وعلي حد تعبيره فإن القوات الإسرائيلية كما دخلت خرجت‏‏
أضاف في هذا الصدد قوله‏:‏ إن التجربة أثبتت أن الجيش الإسرائيلي الذي اعتاد علي القيام بضربات سريعة غير مستعد لخوض قتال طويل في المناطق المأهولة بالسكان‏.‏
في نفس اليوم الأربعاء‏3/5‏ قال بن كاسبيت في صحيفة معاريف ان المقاومة الفلسطينية عرفت كيف تتعامل مع السلاح الإسرائيلي‏‏ ومن ثم أصبحت قادرة علي استنزاف الجيش الإسرائيلي من خلال المناورة وإملاء قواعد اللعبة عليه‏.‏
الصحفي كوبي نيفالي تحدث عن فشل الجيش في تحقيق الأهداف الأربعة التي حددها وزير الحرب ايهود باراك والتي حصرها في إسكات صواريخ القسام‏‏ ووقف تهريب السلاح عبر محور فلاديلفيا‏‏ وإضعاف حكم حماس وإسقاطه‏‏ واستكمال فك الارتباط مع قطاع غزة‏‏ قال ان هذه كلها أهداف حيوية‏‏ لكن ثبت انه لا يمكن تحقيقها علي أرض الواقع‏‏ وهو يسخر من باراك قال ان فك الارتباط مع غزة لا يتم إلا بعملية بتر عميق تقطع قطاع غزة من قلب الكرة الأرضية‏‏ ثم تضعه في جزيرة تعبر قناة السويس نحو المحيط الهندي لغرسها في مكان بين الهند وتايلاند‏.‏
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن البروفيسور مناحيم كلاين من جامعة بار إيلان في تل أبيب انتقاده لغياب التفكير الاستراتيجي في حملة الجيش علي القطاع‏‏ وقوله إن إسرائيل تتصرف كعملاق أعمي يضرب بقوة دون هدف سياسي‏.‏
وكانت نتيجة ذلك أنها لم توقف إطلاق الصواريخ في حين أضعفت محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بشكل كبير‏‏ فضلا عن أنها أثبتت أنها لا تفهم الفلسطينيين‏‏ ايمانويل سيفان المهتمة بقضايا الاستشراف قالت في حوار بثته القناة العاشرة ان حسم مسألة الصواريخ عسكريا غير ممكن‏‏ وانه لا بديل عن التفاهم المباشر مع حركة حماس لإيقافها‏‏ وهذه الفكرة أيدها رئيس الشاباك السابق عامي ايلون‏‏ ويولي تامير وزيرة التعليم في الحكومة الحالية التي قالت ان الوضع في جنوب البلاد أصبح لا يطاق نتيجة استمرار إطلاق الصواريخ‏‏ الأمر الذي يبرز أهمية التفاهم والحوار المباشر مع حماس لإيقافها‏.‏ ‏ ‏
2_لأن حفلة الدم التي تمت في القطاع خلفت‏120‏ شهيدا فلسطينيا‏‏ وأصابت أكثر من‏350‏ جريحا‏‏ فقد كان الرد في القدس مفاجأة أخري خلفت‏7‏ قتلي إسرائيليين و‏35‏ جريحا‏.‏
ولم تكن عملية القدس هي التعبير الوحيد عن الثأر الفلسطيني لأنه في صبيحة اليوم الذي تمت فيه العملية‏(‏ الخميس‏3/6)‏ ومن أعماق بحر الدم الذي أغرقت فيه غزة خرجت مجموعة من شباب حركة الجهاد لتنصب كمينا لدورية إسرائيلية‏‏ أسفر عن قتل جندي وجرح ثلاثة‏‏ الأمر الذي أدي إلي تدخل الطيران الإسرائيلي واستخدامه الصواريخ التي قتلت المجاهدين الأربعة‏.‏
عملية القدس استأثرت بالاهتمام الأكبر لأسباب عدة‏.‏ منها انها وقعت في قلب إسرائيل وأن ضحاياها عددهم كبير نسبيا‏‏ ولأنها الأولي من نوعها منذ أربع سنوات ولأن منفذها علاء هاشم أبو دهيم‏(25‏ عاما‏)‏ استطاع ان يخترق عشرات الحواجز العسكرية بسلاحه وذخيرته‏‏ وأن يدخل إلي مقر المعهد الديني والعسكري مستفيدا من معلوماته التي حصلها منذ عمل سائقا بها‏.‏
العملية أحدثت صدمة في الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية التي شغلت بالإجابة عن سؤالين هما‏:‏ ما هي الجهة التي وقفت وراء الفاعل وكيف وصل إلي هدفه‏(‏ معهد مركاز هراف‏).‏
حتي كتابة هذه السطور لم يتم تحديد الجهة التي تبنت العملية‏‏ وفي حين تضاربت الأنباء حول مسئولية حركة حماس عنها‏‏ فبعد إعلان ذلك‏‏ نفي الخبر المتحدث باسم جناحها العسكري‏ (كتائب القسام‏).‏
في وقت لاحق ذكر موقع صحيفة ها أرتس الالكتروني يوم الجمعة ‏3/7‏ ان الشبهات تدور حول دور لحزب الله اللبناني في العملية‏‏ وأشار تقريرها إلي أحد الفلسطينيين محمد شدا‏)‏ معتبرا انه قد يكون حلقة الوصل بين الحزب وبين منفذ العملية‏.‏
يوم الخميس‏3/6‏ بث موقع قناة الجزيرة نت تقريرا من غزة حول الدراسات الإسرائيلية التي أجريت حول خبرة الفدائيين الفلسطينيين في عملية التمويه والتخفي‏‏ التي مكنتهم من الوصول إلي أهدافهم‏‏ فبطل العملية الأخيرة تنكر في زي وهيأة طلاب المعهد الديني‏‏ ومنفذ عملية فندق بارك في مدينة نتانيا الشهيد عبد الباسط عودة ارتدي ملابس نسائية كاملة‏‏ من تلك التي تميز نساء المستوطنين‏.‏
والشهيد سعيد الحوتري الذي نفذ عملية الدولفيناريوم في تل أبيت ارتدي ملابس شباب الفرق الموسيقية‏‏ وحمل حزامه الناسف في داخل جيتار وهمي حمله علي كتفه‏.‏
وفي تقرير بثته وكالة الأنباء الفرنسية حول الموضوع‏‏ ذكرت أن القسم الاجتماعي التابع للشرطة الإسرائيلية قام بتوزيع نشرة علي الإسرائيليين لتنبيههم إلي معالم الفدائي الذي يتعين ملاحظتها‏‏ ومنها أنه عادة ما يصبغ شعره باللون الأشقر‏‏ ويضع حلقا في أذنه‏‏ ويرتدي الزى العسكري‏‏ أو القبعة الدينية اليهودية وهو ما حدث في حالة هاشم أبو دهيم منفذ عملية القدس الأخيرة‏.‏
إنهم في إسرائيل يبذلون جهدهم لطرح مختلف الأسئلة التي تتعلق بالعمليات الاستشهادية‏‏ لكنهم لا يتطرقون إلي سؤال واحد هو‏:‏ لماذا يقدم عليها الفلسطينيون؟‏..‏ ويكتفون في ذلك بتسويق مقولة ساذجة وغبية‏‏ اختزلت دوافعهم في أنهم إرهابيون‏!.‏ ‏ ‏
3_في‏2007/6/19‏ كتبت مقالا تحت عنوان محاولة لفهم ماجري في غزة‏‏ طرحت في مستهله السؤال التالي‏:‏ هل الذي حدث في غزة انقلاب أم انه اجهاض لانقلاب؟ ومن خلاله عرضت لمجموعة من الوثائق والشهادات التي دلت علي أن الحوادث التي تلاحقت في القطاع‏‏ خصوصا ماتعلق منها بإشاعة الفلتان الأمني‏‏ لم تكن مصادفات أو تفاعلات وقتية‏‏ ولكن التدبير والتخطيط السابقين لها كانا واضحين‏‏ وقتذاك‏‏ قبل أكثر من ثمانية أشهر‏‏ تشكك البعض في معلومات المقال‏‏ استسهل البعض تصنيفها بحسبانها تعبيرا عن موقف أيديولوجي‏.‏
المفاجأة أطلقتها قبل أيام مجلة فانيتي فير الأمريكية الشهرية‏‏ التي نشرت في عدد إبريل تقريرا ضافيا أجاب بصراحة عن السؤال الذي ألقيته‏‏ ولأن كاتب التقرير ديفيد روز يتعذر اتهامه بالتعاطف الإيديولوجي‏‏ فربما كانت شهادته مبرأة من الشبهات‏‏ الأمر الذي يدعونا إلي تلخيصها في الظرف الراهن‏ لأنها تسلط أضواء قوية علي الجانب المسكوت عليه في الصراع الدائر علي أرض فلسطين‏.‏
من أبرز النقاط التي أوردها الكاتب في تقريره المثير الذي جاء في‏8000‏ كلمة مايلي‏: ‏ إنه حصل علي وثائق تكشف عن وجود خطة سرية وافق عليها الرئيس بوش‏‏ وتولي تنفيذها كل من كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية ونائب مستشار الأمن القومي اليوت ابرامز لإثارة حرب أهلية فلسطينية‏‏ تؤدي إلي إفشال حكومة حركة المقاومة الإسلامية وإسقاطها‏.‏ ‏ إن الطرف الفلسطيني الذي تم التعويل عليه في تنفيذ الخطة هو محمد دحلان الذي تم تزويد جهاز الأمن الوقائي التابع له بأسلحة جديدة بناء علي طلب أمريكي‏‏ بحيث تتولي عناصر ذلك الجهاز - الذي طلبت واشنطن من أربع دول عربية تدريبهم لرفع كفاءتهم - إشاعة الفوضى في القطاع وتفجير الموقف الداخلي في مواجهة الحكومة‏.‏
وقد امتدح الرئيس بوش دحلان علنا في عام‏2003‏ قائلا‏:‏ إنه قائد جيد وصارم‏‏ وقال مسئولون أمريكيون سرا إن الرئيس وصف دحلان قائلا‏:‏ هذا رجلنا‏.‏ ‏ إن ديفيد وورمسير الذي كان كبير مستشاري نائب الرئيس ديك تشيني واستقال قبل أشهر اتهم إدارة بوش بالمشاركة في حرب قذرة من أجل تقديم انتصار لوضع فاسد كان قائما‏‏ وهو يؤكد أن حماس لم تكن لديها نية السيطرة علي غزة‏‏ حتي أجبرتها قيادة فتح علي ذلك‏‏ كما يؤكد أن ما جري لم يكن انقلابا من جانب حماس‏‏ و إنما كان انقلابا من حركة فتح تم إجهاضه قبل أن يحدث‏.‏ ‏ إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بعثت بأكثر من رسالة وإنذار للرئيس محمود عباس تدعوه صراحة إلي إعطاء مهلة لحكومة حماس لتقبل بمباديء الرباعية الدولية‏‏ وإذا لم توافق علي ذلك خلال المهلة‏‏ فيجب أن تعلن حالة الطوارئ‏‏ وتشكل حكومة طوارئ تلتزم بموقف الرباعية‏‏ وبقية القصة معروفة بعد ذلك‏.‏ ‏
4_ماالذي تعنيه هذه المفاجآت المتلاحقة؟ إجابتي أنها تعني أن الصراع الذي انفجر عام ‏1948‏ لم ينته‏‏ ولا يزال مفتوحا علي كل الاحتمالات‏‏ وأن إسرائيل مستعدة لأن تذهب إلي أبعد مدي يخطر علي البال لكسر إرادة الفلسطينيين وتركيعهم‏‏ وفي الوقت ذاته فإنه يعني أيضا أن الإرادة الفلسطينية الحديدية مازالت عصية علي الانكسار‏‏ ومصرة علي التحدي‏‏ كما انها لن تعدم حيلة في نقل الوجع إلي إسرائيل‏.‏ وهذه الإرادة أكبر من حماس وفتح‏‏ وأكبر من القطاع والضفة‏‏ لأنها كامنة في ضمير كل فلسطيني‏.
أخيرا فإنها تعني أن الولايات المتحدة الأمريكية موجودة في قلب الصراع‏‏ وفي اصطفاف كامل مع الموقف الإسرائيلي‏‏ بالتالي فإن كل تدخل لها يظل محكوما بطبيعة تلك العلاقة‏‏ وكل مراهنة عليها أو حتي إحسان للظن بها هو خداع للنفس وتعلق بالسراب‏.‏
أدري أن هذا الكلام ليس جديدا‏‏ لكن المشكلة أن ذاكرتنا السياسية أصابها الوهن الذي أصاب أصحاب قدراتنا السياسية والعسكرية‏‏ لذلك من المهم أن نستعيده ونذكر به بين الحين والآخر‏‏ عل الذكري تنفع المؤمنين‏.