مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

الثلاثاء، ٢٦ فبراير ٢٠٠٨

صوت الضمير المصري


بقلم الاستاذ : فهمي هويدي
تلقيت عدة تعليقات حول ما كتبته في هذا المكان خاصاً بعبور الفلسطينيين المحاصرين للحدود في سيناء. وكان أبرز ما فيها أنها تحدثت بلغة أخرى وروح مغايرة لما ساد في أغلب وسائل الإعلام المصرية. وقد انتقيت منها تعليقات لثلاثة من أبرز المثقفين المصريين. هم الدكتور رؤوف عباس أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، والمستشار طارق البشري النائب السابق لرئيس مجلس الدولة، والدكتور سيد مصطفى سالم أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء. آراؤهم كما تلقيتها:
(1)
أرقب بحزن شديد ما تتداوله وسائل الإعلام من كتابات وتصريحات تلوك الأمن القومي لمصر بصورة مزرية مغلوطة تتنافى مع حقائق التاريخ والجغرافيا ومبادئ علم السياسة وأبجديات الأمن القومي. ذلك أن إدارة الظهر لكل ما يجري على أرض فلسطين معناه عمى الألوان عن التمييز بين الصديق والعدو. وهو ما يعرض أمن هذا الوطن لخطر داهم ويرشحه لمخططات التفتيت التي لم يعد أمرها سراً. فلسطين يا سادة بوابة مصر الشرقية منذ أقدم العصور وأمن مصر وسلامتها رهين بما يدور على أرضها حقيقة واضحة لكل من يجيد قراءة التاريخ، منذ عصر رمسيس الثاني حتى عصر جمال عبد الناصر، حيث أدرك حكام مصر أن حماية بلادهم تقتضي عدم التغاضي عن وجود من يعاديها على بوابتها الشرقية، بل ما وراءها حتى جبال طوروس جنوب الأناضول.
ويكفي أن نورد مثالاً واحداً لذلك، فحمل مصر لأعباء النضال ضد الغزو الصليبي والغزو المغولي على مدى ما يقرب من القرون الثلاثة على اختلاف العهود لم يكن مجرد أداء لفريضة الجهاد. ولكنها كانت تدرأ عن نفسها خطرا داهما لو تقاعست عن مواجهته لأصابها في مقتل يهدد وجودها.
هذه الحقيقة وعاها محمد علي باشا بفطرته، حين أدرك أن مشروعه لإقامة دولة مستقلة في مصر يحتاج إلى تأمين الشام انطلاقاً من فلسطين. بل إن كل من يقرأ مراسلات إبراهيم باشا إلى أبيه محمد علي سوف يكتشف أن إبراهيم كان يدرك تماماً أهمية تأمين المنطقة الممتدة من جبال طوروس شمالاً حتى غزة كدرع لحماية مصر أو كمتطلب للأمن القومي المصري. وهي حقيقة وعاها تماماً مصطفى النحاس باشا عام 1936 أيام الثورة الفلسطينية الكبرى، عندما طلب منه المندوب السامي البريطاني اللورد كيلرن إصدار بيان يدعو الفلسطينيين إلى التعايش مع اليهود فرد برفضه القبول بوجود كيان في فلسطين يعرض أمن مصر للخطر. وهي حقيقة وعاها جمال عبد الناصر عندما رفض القبول بمشروع تسوية القضية الفلسطينية والاعتراف بالكيان الصهيوني عام 1955 فكان ذلك في مقدمة أسباب عدوان 1956.
ما أحوجنا إلى صحوة الضمائر وإدراك ضرورة التمييز حرصاً على سلامة هذا الوطن الذي لن يغفر التاريخ جرم من فرطوا في أمنه القومي على نحو غير مسبوق.
د. رؤوف عباس
(2)
أفي كل يوم صار حتماً علينا أن نعيد الحديث ونكرره في المسلّمات وفيما ينبغي أن تكون عليه السياسات الوطنية لمصر، حماية لأمنها وأمن المصريين الجماعي؟
أفي كل يوم صار حتماً علينا أن نزيد ونعيد ونقول، بأن فلسطين ليست شأناً فلسطينياً، وأن القوى العالمية لا تهتم بها لذاتها، ولكن يجري الاهتمام بها لموقعها ولإمكان السيطرة بها على الآخرين من بلاد العرب، وأن "إسرائيل" لم تُزرَع عندما زُرعَت إلا من أجل ضمان بقاء السيطرة الاستعمارية على مصر؟
إن هناك أطناناً من الكتب والمقالات والدراسات تتحدث عن التاريخ والجغرافيا ومسائل الأمن القومي لمصر وبلاد العرب ودور "إسرائيل" المدمر للمستقبل العربي كله وأمن شعبه وأقطاره ودوله. يكفي أن هذه المنطقة منذ انزرعت "إسرائيل" في قلبها لم تعرف استقراراً سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً.
يذكر أمين هويدي وزير الدفاع الذي أعاد بناء الجيش المصري بعد حرب 1967 ورئيس المخابرات العامة، يذكر أن حرب 1967 مثلاً بدأت من سنة 1952 "أما نهايتها فلم تتحدد بعد ولا يعرف أحد متى ولا كيف تكون" (حرب 1967 الطبعة الأولى 2006 ص 17). ويلاحظ اللواء المرحوم حسن البدري المؤرخ العسكري الشهير تكرار الجولات الحربية مع "إسرائيل" بفواصل زمنية قصيرة نسبياً (الحرب في أرض السلام 1967 ص 14). وهي صارت الآن ثماني حروب وانتفاضات مسلحة خلال ستين سنة، بمتوسط أقل من ثماني سنوات فارقا زمنياً بين كل واحدة والأخرى. ولا تزال كتابات اللواء الدكتور فوزي محمد طايل أستاذ الاستراتيجية الشاملة، وكتابات اللواء المرحوم صلاح سليم وأحاديثه ودراساته حية في أذهاننا، نعرف منها من هو العدو من الصديق.
هل نشأ بيننا اليوم من لا يعرف من هو العدو ومن هو الصديق، فينظر إلى الشعب الفلسطيني باعتباره شعبا يغزو مصر وأرض سيناء، ولا يدرك الخطر على بلده وشعبه من قوة العسكرية "الإسرائيلية" الصهيونية ذات السلاح النووي والأطماع التوسعية؟ ألم يعرف هذا الناشئ فينا من قتل جنودنا وأهالينا واحتل أرضنا وبنى عليها المستوطنات حتى حررتها قواتنا المسلحة؟
أقصد "بالناشئ بيننا" أصحاب هذه الأقوال المستنبتة التي لم نعرفها قط من قبل، فلم نعرف من قبل مصريين يقولون إن خطراً يهدد بلدهم يأتيهم من الشعب الفلسطيني والعربي، ولا يأتيهم من "إسرائيل" وقواتها المسلحة. وقد قامت الحركات الوطنية المصرية طوال القرن العشرين على هدف الاستقلال الوطني، وهي بهذا تستهدف إجلاء المحتل الأجنبي إن وُجد محتل، وتستهدف علاقات وثيقة مع السودان المستقل إن تهدده خطر من خارجه، وتستهدف أيضاً الوقوف مع الشعب الفلسطيني ضد الغزاة لأرضه، لأن في هذا الوقوف مكافحة للخطر الذي يتهدد مصر بمثل ما يتهدد الفلسطينيين.
أنا لا أعرف من أي مورد فكري أو سياسي جاء هؤلاء "الناشئون بيننا". إذ في بضع سنوات وجدناهم متصدرين ومتربعين، ويقولون بالتحالف الاستراتيجي مع العدو الاستراتيجي المتمثل في "إسرائيل" والولايات المتحدة، ويتكلمون عن الأمن القومي بحسبانه أمن أفراد ومصالح فردية وليس أمن شعب وجماعة سياسية. ووطن فداه أبناؤه دائماً بأرواحهم.
إن العسكريين الوطنيين المصريين، هم من علمونا أن لا أمان لمصر كأرض وشعب، متى وجدت دولة معادية لها في فلسطين أو في السودان، وهم يقصدون بالدولة المعادية أن تكون هذه الدولة ذات قوة قادرة على الفعل العسكري من دون أن تملك أنت أن تقاومه أو ترده، وأن تكون هذه الدولة ذات سياسات متناقضة للسياسات التي تتبعها دولتك تحقيقاً لما تراه صالحاً لها. وهذا بالضبط هو موقف "إسرائيل" بالنسبة لمصر.
وغزة بالذات كانت خاضعة للإدارة المصرية من سنة 1948 حتى 1967، واحتلتها "إسرائيل" من أيدينا في حرب تلك السنة، وساومنا نحن "إسرائيل" على سياساتنا كلها ومستقبلنا كله وتنميتنا المستقلة كلها، وساومناها على نزع السلاح المصري من سيناء المصرية، ساومتنا بذلك كله مقابل أن تجلو عن سيناء وتبرم معنا اتفاقية سلام، رغم أننا كنا منتصرين في حرب 1973. وتركنا لهم غزة التي كانت عهدة في رقبتنا السياسية. واليوم تعلو أصوات بأن أهالي غزة الفلسطينيين خطر على الأمن القومي المصري، أهالي غزة وليس جيش "إسرائيل" هم الخطر على مصر.
إن جاز أن يرفع أمر من أمور هذه الدنيا إلى مرتبة القداسة، فهو مسألة الأمن القومي، لأن فيه أمان الجماعة ومصيرها على المدى الطويل. ولذلك فهو لا يقبل تلاعباً ولا خفة في المعالجة، ولأنه هو مما نموت دفاعاً عنه ونكون شهداء. وما من أمة تختلف بعضها مع بعض في مسائل أمنها القومي أو تتخذ مسائِلُهُ مجرد أدوات لصراعات سياسية يومية بين اتجاهات حكومية ومعارضة. إننا إن التبس علينا أمر كهذا مع وضوحه وحسمه وتبلوره بخبرة التاريخ ومحن السياسة ودماء الشهداء، نكون إذا من الهالكين، وقانا الله شر المصير- والحمد لله.
طارق البشري
(3)
هل يحق لنا أن نمن على الفلسطينيين بأننا بذلنا الدم والمال والجهد، وضحينا من أجلهم وليس من أجل مصر وأمنها؟
لقد أصابتني الدهشة والتعجب عندما وجدت السؤال مطروحاً في الساحة المصرية، لأنني انظر إلى القضية باعتبارها قضيتي الخاصة، وقضية مستقبل مصر وأمنها. لقد جاء لص خبيث ودنيء، ووضع قنبلة أمام باب منزلي عام 1917م (الذي صدر فيه وعد بلفور) مستغلاً ظروف ذلك العام الوطنية والقومية والدولية. وهي ليست قنبلة موقوتة كما قد يظن البعض، بل هي قنبلة شيطانية تنمو وتنفجر من حين إلى آخر. وفي تفجرها المستمر تنمو وتترعرع وهي محاطة بلصوص دوليين يباركون ترعرعها وتفجره. ولم نسمعها حينذاك رغم أنها كانت أمام باب منزلنا، بل تجاهلنا انفجاراتها المستمرة. ولم تكتف بذلك بل أعلنت عن وجودها للعالم عام 1948م حيث أسرع باقي اللصوص إلى الاعتراف بها. وحينذاك اكتوى المستمعون فقط بنارها، ونالتهم فرقعتها وشظاياها.
واستمر ذلك شأنها، ولا نشعر بأنها تنمو إلا كلما ازدادت فرقعتها، حتى دخلت صحننا (سيناء) وأغلقت سلم منزلنا (قناة السويس) مدة تزيد على العقد. ولم تكن لنا حركة إلا من فوق أسطح الجيران غرباً وجنوباً. ونتيجة هذا الاختناق تحركت لأخرج هذه الشعلة من سلم المنزل وصحنه، وكان لهذا الخروج ثمنه الغالي، إذ دعت باقي اللصوص لوضع أقدامهم في الصحن لحمايتها، وظلت تفرقع وتشتعل أمام باب منزلي لتشغلني وتشغل باقي الجيران، بينما هي تتوهج وتزداد فرقعة. فملكت ما لم نملك وحازت سلاحاً تخلينا عنه منذ مدة ثم بدأنا نفكر فيه الآن. لقد أصبحنا ألعوبة في بيتنا، نهتز ونجري إلى الشبابيك عند كل انفجار يدوي أمام باب المنزل. أو ما قد يصل أحياناً إلى صحن المنزل، فقد نغضب ونشجب حينئذ ثم نعود إلى أرائكنا للتحدث ثم للنوم.
أيها السادة، هل يحق لنا أن نَمنّ، أم أننا أصبحنا في بيتنا مذعورين خائفين نبحث عن جيران آخرين نقذفهم بالتهم والأخطاء لنخفي أن بيتنا قد انتهك أكثر من مرة، وأننا ضعاف خائفون، لا نستطيع أن نحاصر هذه القنبلة فنتركها تحرق نفسها بنفسها، وذلك أضعف الإيمان، ولا نستطيع أن نرمم بيتنا حتى لا تصيبه تلك القنبلة بشظاياها بعد ذلك، حتى نرتفع بأخلاقنا عن المنَّ..

فوائد دعوية من قواعد الفقه الكلية


بقلم :أبوالعزايم عبدالحميد
اليقين لا يزول بالشك
لم تقتصر القواعد الفقهية فى ضبط العبادات والمعاملات وعدم اضطرابها فحسب بل ساهمت أيضا فى اتزان شخصية المسلم واستقرارها والحفاظ عليها من الأوهام والإضطرابات حتى خرجت لنا شخصية مستقرة ناضجة عملت فى إخراج حضاره مشرقة عبر التاريخ ومن أبرز تلك القواعد قاعدة اليقين لا يزول بالشك
أوردها السيوطي فى القاعدة الثانية من كتاب الأشباه والنظائر وهذه القاعدة تدخل فى جميع أبواب الفقه والمسائل المخرجة عليها تبلغ ثلاثة أرباع الفقه وهذه القاعدة مستخرجة من أدلة ثابتة من القرآن وسنة النبى صلى الله عليه وسلم يقول تعالى(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) ويقول سبحانه(إن الظن لا يغنى من الحق شيئا) .
ويقول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث ابى هريرة(إذا وجد أحدكم فى بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) يقول الإمام النووى فى شرح هذا الحديث*إنه أصل من أصول الإسلام ما ثبت بيقين لاينصرف عنه إلا بيقين مثله*
ويقول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه مسلم من حديث أبى سعيد الخدرى(إذا شك أحدكم فى صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن) .
مضمون هذه القاعدة أن ما يثبّت بيقين لا يزول إلا بيقين ولا يزول بمجرد الشك ولا يكون المسلم أسيرا للوساوس والأوهام وقد ُبنى على هذه القاعدة مصدراً كاملا من مصادر الفقه وهو الاستصحاب ومعناه استصحاب ما ثبت فى الماضى الى الحاضر وكان من استقراء الاصول الثابتة التى تستصحب فى الحاضرولا ينصرف عنها إلا بيقين القواعد التى رسمت منهاجا متماسكا أمام المسلم من هذه القواعد الأصل بقاء ما كان على ما كان. ومن أمثلة ذلك من تيقن الطهارة وشك فى الحدث فهو متطهر ومن تيقن الحدث وشك فى الطهاره فهو محدث فالأصل بقاء ما كان على ما كان.
الأصل براءة الذمه فمن ادعى على آخردينا فعليه إثباته لأن الأصل براءة الذمه والمدعى خلاف الاصل عليه عبء الاثبات ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) ولم يقبل فى شغل الذمه شاهد واحد ما لم يعتضد بآخرأو يمين المدعى عليه ولذا أيضا كان القول قول المدعى عليه لموافقته الأصل
الأصل فى الأشياء الإباحة وأساس ذلك قوله سبحانه وتعالى (وسخرلكم ما فى السماوات والأرض جميعا منه) وقد خالف أبو حنيفه فى ذلك فقال الأصل فيها التحريم وفائدة إعلان ذلك فى المسكوت عنه فمن قال بالأصل فى الأشياء الإباحة كان المسكوت عنه من قبيل المباح ومن قال الأصل الحرمة كان المسكوت عنه حرام ويخرج على هذه القاعدة مسائل كثيرة فى الفقه ، منها الحيوان المشكل أمره فيه وجهان أصحهما الحل كما قال الرافعى علي القاعدة ومنه النبات المجهول تسميته قال الثورى بالحل على القاعدة ومنها مسألة الزرافه قال السبكى المختار حل أكلها لأن الأصل الإباحة وليس لها ناب كاسرفلا تشملها أدلة التحريم وأكثر الأصحاب لم يتعرضوا له أصلا لا بحل ولاحرمه وصرح بحلها فى فتاوى القاضى حسين والغزالى .
ومن يلحق بها الأصل فى العادات الإباحة سواء فى اللباس والمسكن وطريقة الحياة فما لم يرد نص بالتحريم فى أي شيء منها فالأصل فيها الإباحة الأصل فى الأعراض التحريم وأساسه قوله تعالى(والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) فالأصل فى الأعراض الحرمه ولاتباح إلا بدليل ومن المسائل المخرجه على ذلك إذا تقابل فى المرأة حل وحرمة غلبت الحرمة لأن الأصل التحريم ولهذا امتنعت الاجتهاد فى إذا اختلطت محرمة لنسوة قرية محصورات لأنه ليس أصلهم الإباحة وفيها من تحقق اسلامها فى بلادها وأنه لم يجر عليها رقٌ قبل ذلك فهذه لاتحل بوجه من الوجوه إلا بنكاح شروطه .
الأصل فى الأمور والصفات العارضة العدم وأساسه قوله تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) فالأصل فى الإنسان أنه لم يفعل الشيء ولذلك من شك هل فعل شيئا أم لا ؟ فالأصل أنه لم يفعله لأن الأصل العدم ومن فروع ذلك شك فى ترك مأمور فى الصلاة سجد للسهو وشك فى ارتكاب فعل النهى فلا يسجد لأن الأصل أنه لم يفعل المأمورفسجد للسهو والأصل أيضا أنه لم يفعل الفعل المنهى عنه كالأكل والكلام فلم يسجد للسهو ومن شك فى أثناء الوضوء أو الصلاه أو غيرها من العبادات فى ترك ركن وجبت إعادته لأن الأصل العدم . ولا يزول إلا بيقين ومنها أيضا القول قول نافى الوطء غالبا لأن الأصل العدم .
الأصل فى العبادات المنع لأنها قربة للرب سبحانه فتكون وفق ما أمر ومن ثم فلا يجوز فعل عمل عن سبيل العبادة والقربة . دون دليل وإلا كان بدعة محدثه
الأصل فى الكلام الحقيقة ولايعار الى المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة ومن أمثلتها (قال وقفت هذه الدار على حفاظ القرأن الكريم لم يستفد منها من كان حافظا للقران الكريم ونسيه لأنه لا يطلق عليه حافظ إلا مجازاً بإعتبار ما كان ومنها أيضاً لو حلف ألا يبيع أولا يشترى لم يحنث فى هذا اليمين إذا أوكل من يبيع له ويشترى حملا للفظ على الحقيقة وفيها لو حلف لا يأكل من هذه الشاة حنث بالأكل من لحمها دون الأكل من لبنها لأنه الحقيقة.
ومنها ايضا قاعدة لا عبرة بالظن الذى ظهر خطؤه فلو صلى ظنا منه أنه متوضأ ثم ظهر أنه غير ذلك لم تصح صلاته ولو أكل ظنا أن الشمس قد غربت ثم تبين أنها لم تغرب فسد صومه ولو أنفق على المطلقة بائنا ظنا أنها حاملا ثم ظهر انها حائلا استرد ما دفعه وهكذا وذلك كله مبنى على إذا ظهر اليقين فلا عبرة بالشك فلا يزول إلا بيقين.
وكما قدمنا هذه القاعدة وفروعها تدخل فى جميع أبواب الفقه ويتخرج عليها من المسائل ثلاثة أرباع الفقه :
ولاشك أن سير المسلم فى عباداته ومعاملاته طبقا لهذه القاعدة وفروعها قد أكسبه ملكة يستطيع أن يسير بها فى كافة نواحى الحياة ليس فى العبادات فحسب وما أحوج الصف الدعوى ان تنشر فيه تلك الثقافة المنتشرة من هذه القاعدة فتصبح جزءا من شخصية أبناءه فلا يتبعون الظن ولا يسيرون نحو الأوهام ولا تحركهم مجرد الشكوك وإنما يتحركون من مواقف ثابتة لا تزول إلا بيقين آخر شعرت بحاجة ملحة إلى نشر تلك الثقافة فى واقعنا الدعوى فى أوقات كثيرة تضطرب الأمور وتنشر الشائعات ونجد من يسمع ويسير ولا يحقق فى بعض الأوقات فى ظرو ف الإنتخابات مثلا نشرت الشائعات بأن المرشح قد تنازل وانسحب فترى كثير من الأخوة قد قعدوا وكفوا عن الوسائل الدعوية فى تزكية والدعاية لهذا المرشح وعندما تسأل يقول إنه انسحب هل علمت انسحابه بيقين حتى تكف عما كنت تقوم به من عمل أم تركت اليقين لمجرد الشك أو لاحتمال ويمكن أن نرى بعض الأخوة يستنبط من الأحداث أو يقرأها قراءة ما سيتخلص أمرا ما يجعله أساس تكليفه الدعوى ولا شك أن ما استنبطه هو ظن لايمكن أن يؤثر فى ما عليه من يقين ولاأريد الإكثار من الأمثلة وإنما أردناه من هذه الدراسة مجرد تذكير بالقواعد والبناء عليها وليس الحكم عن حالات جزئية فإنها لاشك يخرج عليها الكثير من الجزيئات ويبقى تفصيل تلك القواعد فى واقع الصف الدعوى فى نطاقين:
الأول : تنظيف الأجواء الدعوية من الأوهام والخرافات والأعمال التى تبنى عليه والثبات على ما استقر بيقين
الثانى: التعامل مع الأفراد فى الصف على أساس تلك القواعد فالأصل براءة الذمة ولا تشغل الذمة إلا بدليل وليس على الظن فالأصل فى نية الأخ فى إنتظامه فى طريق الدعوة القربة والطاعة لأن هذا هو الظاهر فلا تكال الإتهامات جزافا بإنه ليس مخلص أوأراد كذا أو كذا حتى يثبت عكس ذلك بيقين والأصل فى الأفعال أنه لم يفعل فلا ينسب لإنسان فعل عن طريق الظن ولا ينسب لساكت قول على طريق الظن ولا تنسب له صفة على سبيل الظن أو الإهمال فالأصل فى كل هذا العدم الأصل أن الأخ بريء الذمة نقى السريرة فلا يعدل عن كل ذلك لمجرد الشكوك أو الظنون وهكذا .
ترى كم من الطهارة والشفافية تنتشر بين الآجواء الدعوية إذاسرنا على تلك القواعد واعتبرناها ثقافة ومنهج وجزء من شخصيتنا وطريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الأشياء والأشخاص . لا يحتاج الأمرمنا أكثرمن أن نحفظ كلمتين اليقين لايزول بالشك.

شارون ساند ظهره !!!


رئيس لجمعية أنصار السنة يفتي بجواز توريث الحكم لجمال مبارك ويصف مبارك بأنه "أمير المؤمنين" !!



بقلم: مصطفى سليمان
أفتت جمعية أنصار السنة بمحافظة دمنهور، شمال العاصمة المصرية، بجواز توريث الحكم من الرئيس المصري حسني مبارك إلى نجله "جمال"، فيما يعد أول فتوى دينية تصدر بشأن رئيس الدولة في مصر منذ نهاية الحكم الملكي في عام 1952.
وقال الشيخ محمود لطفي عامر رئيس الجمعية المعروفة بانتسابها للتيار السلفي، وصاحب الفتوى "إنها ليست ابتداعا أو اجتهادا جديدا، وإنما ما استقر عليه السلف الصالح، وهم خير القرون الثلاثة الأولى المفضلة من تاريخ الإسلام"، ووصف الرئيس مبارك بأنه "أمير المؤمنين".
وشرح ما يعنيه في تصريحات لـ"العربية. نت" بأن كلامه ينصب على موقف السلفيين من قضية التوريث، والتي ما زالت تشغل الرأي العام المصري رغم حسم الدستور لهذه القضية. وعرف الشيخ عامر السلفيين "بأنهم الذين يدعون لفهم الدين وفق فهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين".
لم أفت ببدعة
وعن الأسس الشرعية التي استندت إليها الفتوى أضاف، "ما قلته ليس بدعا فقد توفي الرسول ولم يستخلف أحدا بعينه تصريحا، وإنما قدم أبا بكر الصديق لإمامة الصلاة أثناء مرضه تفضيلا، فأخذ المسلمون أولويتهم بالخلافة فبايعه المسلمون الأوائل، ثم استخلف أبو بكر عمر رضي الله عنهما، واجتمع المسلمون على ذلك، ثم جعلها عمر في ستة، فاختير من الستة عثمان رضي الله عنه ثم استشهد ولم يستخلف، واختار المسلمون عليا بن أبي طالب ولم يستخلف هو أيضا، ثم اختار المسلمون الحسن بن علي حتى انتهى المقام بتنازل الحسن، وسمي هذا العام عام الجماعة".
وأكد الشيخ عامر لـ"العربية. نت" أن اختيار الخليفة أو الحاكم ليس فيه نص شرعي صريح، ولو كان الأمر كذلك لحسم الأمر في خلافة أبي بكر وما بعدها، فدل ذلك على أن الأمر خاضع للاجتهاد من أهل الاجتهاد.
وأضاف "أن التوريث بدأ في عهد معاوية رضي الله عنه ولم يعترض غالبية الصحابة وعلى رأسهم ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، وعد هذا الأمر اجتهادا من الخليفة معاوية، ولعدم شق عصا الجماعة وافق المسلمون على ذلك، واستمر الحال قرونا باستخلاف ولي للعهد ولم ينكر هذا الصنيع أي إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل
".
وانتقد الشيخ عامر "من يثيرون الناس على مسألة توريث جمال مبارك الحكم"، وتابع "مبلغ علمي لا يوجد نص دستوري يمنع جمال مبارك بعينه من تولي الحكم باعتباره مواطنا مصريا توافرت فيه الشروط الدستورية المعروفة".
وقال "ان ورث مبارك ابنه فقد ورث من هو خير منه قبل ذلك، ولم يعترض عليه الصحابة وهو معاوية كاتب الوحي، فماذا تقولون ولماذا لا تعترضون؟".
سنسمع ونطيع
وأكد الشيخ لطفي عامر أن الفتوى التي قالها بجواز التوريث شرعا "جاءت لدرء فتنة الصراع على السلطة، فإن تولاها جمال مبارك فإننا معاشر السلفيين سنسمع ونطيع في المعروف لجمال مبارك".
وأصر عامر على فتواه "متحديا أي عالم شرعي يخطئ ما ذكرت، أنا لا أناقش صلاحية جمال مبارك للحكم من عدمها، فهذه ليست قضيتي، ولكنى أبحث في الموقف الشرعي من نظام الحكم، وإننا نتعامل مع واقع كما فعل الصحابة أنفسهم لدرء فتنة الصراع الذي تسفك فيه الدماء".
وتابع الشيخ عامر حديثه قائلا "إن عقيدة السلفيين تحذر العلمانيين والإسلاميين من هذا الصراع، فتقرر هذه القاعدة التي نص عليها الإمام أحمد في أصول السنة، وهي السمع والطاعة لأمير المؤمنين، سواء كان أميرا ببيعة أم بغلبة، وعدم جواز الخروج عليه، فهذه عقيدة الإسلام تجاه الحاكم، سواء كان بارا عادلا أم غير ذلك، وسواء جاء للحكم ببيعة وشورى، أم جاء بغلبة وسيطرة ودانت له المؤسسات العسكرية والمدنية".
وطالب الشيخ عامر لطفي المعارضين أن يأتوا بنص شرعي خلاف ذلك، وقال "ما يقال عن الدستور فلا شأن لي به يسأل عنها غيري".
وعن مبرر اطلاقه لقب "أمير المؤمنين" على الرئيس مبار ك، قال الشيخ لطفى عامر "إن الذى أطلق هذا الوصف وسمى الحاكم أسماء متعددة هو الرسول فى الأحاديث الصحيحة، ومن هذه الأسماء (أمير، ولي الأمر، والسلطان، خليفة، ملك)، فهذه الألقاب هي التي أطلقت على من تولى أمر المسلمين في بقاع الأرض".
وتابع بأن "كلمة أمير مضاف، والمؤمنين مضاف إليه، أي أن صفة الحاكم من صفة من أضيف إليه، فلست أجد أي وجه للاعتراض، وقد كان أئمة المسلمين يطلقون هذا اللقب على الحكام الصالح منهم والطالح، فإذا استحدث الناس لقبا آخر كالرئيس أو خادم الحرمين فلا مانع".

الاثنين، ٢٥ فبراير ٢٠٠٨

كيف تنجز أكثر في وقت أقل


أكثرمن وسيلة وحيلة

لمساعدتك علي رفع معدل الإنتاج

والتغلب على عادة التأجيل

التفكير

لا يوجد وقت كافي لعمل كل شئ ، تقبل هذه الحقيقة ببساطه لذا من الضروري التركيز على الأشياء الأكثر أهمية ؛وإذا فعلت ذلك فى كل من عملك وحياتك الشخصية ، فإنك ستنجز أكثر بحسن إدارة الوقت
ـصفى ذهنك ؛ اهدأ ؛ وركز على مهمتك ؛تجاهل أي شئ آخر ؛ فالتوتر الزائد يجعل
مهمتك تبدو أصعب مما هى عليه
يمكنك التحكم فى صفائك الذهنى بحيث لا تجعل الضغوط الخارجية تؤثر عليك
تفهم جيداً ما يجب عليك فعله وقم به فى هدوء وراحة وثقة

لا تحاول أن تنشد الكمال .فمن السهل أن تقع فى فخ المحاولات لجعل العمل أفضل قليلاً لكن فى أغلب الأحيان تؤثر محاولات تحسين العمل فى النتيجة العامة ، بالإضافة إلى زيادة استهلاك الوقت والمجهود بدون داعى

تقبل عيوب إنتاجك لأنها طبيعة بشرية . فمن غير المفيد لوم نفسك . وعندما يقل معدل إنتاجك فإنك تحتاج للتوقف وإعادة التفكير . لا تفكر فى محاولاتك الفاشلة السابقة ، تقبلها لأنها ببساطة طبيعة البشر . واصل عملك

تعامل مع مكان عملك كموقع للإنتاج .هيئ ذهنك للتفكير فى مكتبك كمكان لإنجاز المهام ، فكر باستمرار بهذه الطريقة ، وستجد نفسك أكثر إنتاجاً كلما تواجدت هناك . خصص مكان آخر للأعمال والأحداث والأنشطة الأقل أهمية . وأجعل مكان عملك حصرياً للأنشطة الأكثر أهمية
التخطيط
جهز قائمة بالمهام التى يجب إنجازها. أدرج بها كل الأفكار التى ترد لذهنك. تكمن الفكرة فى أن تدون كل شئ على الورق . لا تتوقف لصياغة أسلوبك أو للتفكير فى أحد النقاط . كل ما عليك هو الاستمرار فى كتابة القائمة حتى تكتمل
درج قائمتك تبعاً للأهمية .وأسهل طريقة للقيام بذلك هى تصنيف كل مادة إلى ثلاثة أقسام رئيسية :أ ـ عاجل وهام
.ب ـ هام وليس عاجل.
ج ـ لا هام ولا عاجل.
النقـاط ( أ ) هى الأكثر أهمية لذلك تأخذ الأولوية القصوى دائماً .والنقاط (ب ) تليها فى الأهمية .أمــا ( ج ) فلا تستحق تضييع الوقت بها .اتخاذ الوقت اللازم لتحديد الأولويات سيساعدك على إنجاز المهام واحدة تلو الأخـرى ، دون التوقف لتحديد أهمية الخطوات لإنجاز المهمة .
خمن بإحساسك أكثر الخطوات أهمية ، فإنه نادراً ما يخذلك .قم وببساطه بحذف أي خطوه غير هامة مدرجه بالقائمة .اسأل نفسك " ما هو أسوأ ما يمكن حدوثه إن أسقطت هذه كلياً من القائمة ؟ .وإن رأيت أنك تستطيع تحمل النتائج دون خسارة ، احذفها فوراً
أجل المهام الغير ملحة لصالح الأكثر إلحاحاً .فليس من الضرورى عمل كل شئ الآن . أحياناً يعطل العمل من قبل الممولين أو المنفذين أو المستفيدين أنفسهم . احذف ما استطعت ، ثم استغل هذا الوقت لتنفيذ الخطوات الأكثر إلحاحاً لإنجاز المهمة
طور عادة تدوين خطه على الورق لإنجاز المهام ، سواء كانت كبيرة أم صغيرة .فالنجاح الذى يتمتع به الكثيرون يرجع إلى دقة تخطيط حياتهم . ارسم طريقك ثم أسلكه هكذا ، عمل بسيط لكن فعال جداً
استثمار الوقت عامل مطلوب لإنجاز كل مهمة على قائمتك . احسب الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة مثل السفر والمقابلات والتخطيط .. إلخ . لا تنسى إضافة وقت ضائع للوقت الفعلى لإنجاز هذه المهام
توقف وفكر فيما تخطط له . كيف يمكن إنجازه بشكل أكثر فاعلية ؟ استغرق دقائق معدودة لتلخيص وبلورة وتبرير خططك . فالخلاصة البسيطة تغنيك عن ساعات من التردد .
حدد أهدافك . اكتبها واجعلها أمامك . حدد ما تعمل من أجله . سجل أهدافك فى خطتك اليومية وارجع إليها باستمرار . ثم ضع تسلسل زمنى منطقى لإنجاز كل هدف
ضع خطه مرنه لكل مشروع .سجل الهدف المراد إنجازه فى قمة القائمة . يمكن تقييم كل مهمة إلى خطوات لكل منها ميعاد نهائى لإنجازها . الفكرة من الخطة المرنة هى أن تقسم الخطوات باستمرار لخطوات أصغر ، وفى كل سلسلة قم بتدريج الأعمال حسب الأهمية . تزودك الخطة المرنة بحلول للمواقف الحرجة مما يؤدى مباشرة لإنجاز مهمتك
خطط لكل ساعة من عملك اليومى . حدد أوقات لمهام جدولك اليومى . أعطى لكل مهمة الوقت اللازم لإنجازها . استغل وقتك لمعالجة الأمور ذات الأولوية . وإذا انتهيت من المهمة مبكراً ، ابدأ مباشرة فى إنجاز التالية . استغل الأوقات التى تكون فيها فى ذروة طاقتك لإنجاز المهام الأكثر إلحاحاً. وكلما أكثرت من استعمال تقنية الوقت المحدد لكل مهمة ، كلما أصبحت أكثر مهارة فى تحديد الوقت المطلوب
استعد جيداً قبل كل اجتماع .ضع هدف محدد لكل اجتماع . أجعل المجتمعين متوقعين بالضبط ما المطلوب من كل منهم . أخطرهم بجدول الأعمال مسبقاً، وبهذا يمكن أن يساهم كل الحاضرين بشكل أكثر فاعلية . قبل نهاية الاجتماع يجب أن يكون كل شخص قد أدى مهمته السابقة ويكلف بمهمة جديدة . أظهر التزامك لقيمة أوقات
الحاضرين بإنهاء الاجتماع فى الوقت المحدد

ركز . حتى وإن كنت مطالب بإنجاز (101) مشروع ، يجب أن تعمل على زيادة مجهودك . هناك الكثير من الإغراءات التى تصرف انتباهك . الكثير من الأشياء الشيقة لتعملها والأماكن لتذهب إليها والناس لتختلط بهم ، فبإمكانك قضاء وقتك بعدة طرق أخرى . لكن إذا أردت أن تنجز فما عليك إلا أن تركز على ما هو أكثر أهمية ، هكذا ببساطه
فى نهاية اليوم اقضي 10 دقائق للتحضير لعمل الغد . اكتب قائمة بأولويات اليوم التالى مسبقاً . سيوفر لك هذا وقتاً ثميناً فى الصباح . يمكنك أن تدخل مباشرة فى عملك دون الحاجة لعمل قوائم واختيارات . إتباع هذه الاستراتيجية يضمن لك استغلال اليوم من أوله والعمل على إنجاز أكثر المهام أولوية
حدد باستمرار الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة . عندما تبدأ فى إنجاز المهام ، فإنك تحتاج للعمل دون أى عوائق وعندها ستشعر بحدوث النتائج المطلوبة بشكل أسرع
قسم الأهداف إلى مهام أساسية . لا يهم إن كان الهدف كبيراً أم صغيراً . أى هدف قد يبدو مثل حلم بعيد المنال حتى تبدأ فى تقسيمه إلى خطوات عمل صغيرة جداً يمكن أن تبدأ بها فى الحال . تقسيم الهدف إلى مهام أساسية يجعلك تنجز خطوات توصلك إلى ما كنت تحلم به . إذا فشلت فى عمل هذا، ستصبح أهدافك أحلاماً بعيدة المنال

محمود عباس قائد شرطه اولمرت في الضفه الغربيه المحتله

عباس ينفذ اوامر اولمرت عدو الله .... وذلك بمحاربة وتتبع رجال المقاومه ....وهذه الصوره حاله من ضحايا الرمزابومازن!!! الشهيد الحافظ لكتاب الله محمد رداد اغتالته ميليشيات عباس اذناب الصهاينة في نابلس

كم من المليارات ستأخذها جائزة يا عباس على هذه الجرائم

امن عباس امام الصهاينه واليهود
امن عباس وفياض علي الشعب الفلسطينيحسبنا الله ونعم الوكيل

حمدي حسن يكتب.. مولاي أبو الغيط أمسك عليك لسانك


التصريح الشهير لوزير الخارجية المصري بعد اجتياح المحاصرين والجوعى من أهالينا في فلسطين لمعبر رفح الحدودي بأنه "سيتم كسر رِجْل كل مَن يحاول اجتياز الحدود بين مصر وقطاع غزة" يُذكرني للأسف الشديد بتصريحات رئيس الوزراء الصهيوني شارون حين هدَّدَ بكسر ذراع أطفال الحجارة في 1997م، ورحل شارون وما زال أطفال فلسطين يُمسكون بالحجارة ويَرجمون المحتلين.
كان الأولى بوزير الخارجية المصري أن يُقدم يد العون والمساعدة للمحاصرين لا أن يقوم بتهديدهم بكسرِ أرجلهم والسُخرية من مقاومتهم وصواريخهم الكرتونية- أو الكاريكاتورية بزعمه- وسط حملةٍ إعلاميةٍ حكومية موجهة وغير مسبوقة تُحاول تسميم الأجواء وإفساد العلاقات بين الشعبين المصري والفلسطيني.
هذه الحملة المُوجَّهة والتي عدَّدَت وَوَجَّهت اتهامات ملفقة وغير صحيحة، مستغلةً بعض التصرفات غير المسئولة والحمقاء من بعض الفلسطينيين لتشويه صورة الشعب الفلسطيني المقاوم وإظهاره على غير الحقيقة.
ومن الاتهامات التي وجهت للفلسطينيين أنهم يشاركون في مؤامرة لتفريغ غزة من سكانها وتركها للمحتلين ومحاولة احتلال سيناء كوطنٍ بديلٍ لهم!! هذا الاتهام المتهافت والوضيع الذي ألصقته أجهزة الإعلام الموجه ضد أشقائنا الفلسطينيين- وحماس على وجه الخصوص- متجاهلةً معاناة الفلسطينيين على معبر رفح، وفي مطار العريش أيامًا وشهورًا منتظرين فتح المعبر للعودة إلى ديارهم، ومتجاهلةً معاناة المحتجزين وانتفاضاتهم المتكررة ضد حبسهم بالمطار أو بالعريش، مطالبين بعودتهم إلى ديارهم، ولو كان هؤلاء ينوون التوطن ما فعلوا ذلك أبدًا.
ووسط هذه الاتهامات الملفقة أدهشني ما رَصدتُه في اتفاقية الشراكة الأوربية أثناء مراجعتي لها بمناسبة الأزمة الأخيرة لقرار البرلمان الأوروبي بإدانة مصر لمخالفتها لمبادئ حقوق الإنسان والانتهاكات المستمرة في هذا الشأن.. فوجدت أنه في المادة 69 من الاتفاقية ما ينص على أن "تتفاوض مصر مع الاتحاد الأوروبي على توطين طرف ثالث بالأراضي المصرية على أن يُوفِّر الاتحاد الأوروبي المعونات الفنية والمالية مقابل هذا التوطين"!!.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه، مَن هو هذا الطرف الثالث الذي سيُوَطْن في مصر؟ وأين سيتم توطينه؟ لا أدري ولم تفصح الحكومة المصرية عن أي شيء في هذا الخصوص، ولأن الحرة لا تأكل بثدييها، فعلى السيد وزير الخارجية أن يُفصح عن لغز هذه المادة ويُفسرها لنا، وكيف قبلت الحكومة المصرية أن تُوقِّع على معاهدة تحتوي على هذا البند وتوافق عليه، ثم تتهم حركة حماس والشعب الفلسطيني بأنه يعتدي على حدودِ مصر ابتغاءَ التوطن فيها!!.
الآن حصحص الحق ولن يَعفي الحكومة المصرية وهي تقتدي بشارون في تهديداتها للشعب المقاوم من أن تُوضح لنا هذا الموقف الذي لا يمكن أن يوصف إلا بأنه الموقف الغريب أو المتواطِئ أو المتخاذل، وإذا كانت الحكومة مسئولة أمام شعبها بتوقيع تلك الشراكة، وهي تحتوي على نصٍّ كهذا إلا أن مجلس الشعب أيضًا غير بعيدٍ عن هذه المسئولية والتي يتحملها رئيس المجلس الدكتور. أحمد فتحي سرور، والذي يكرر هذا الخطأ باستمرارٍ دون أن يتعلم من أخطائه للأسف الشديد.
فقد فعل هذا في اتفاقية حماية الملكية الفكرية ثم في اتفاقية الشراكة الأوروبية ناهيك عن حزمةِ القوانين سيئة السمعة المرفوضة شعبيًّا مرورًا بالقوانين التي أبطلتها المحكمة الدستورية العليا، وأخيرًا وليس آخرًا انقلاب التعديلات الدستورية الأخيرة والتي جعلت الدستور متعارضًا ومتضاربًا بعضه مع بعض، ولا يعفيه من المسئولية ادعاؤه بأن دوره فقط ينحصر في إعلان القرارات التي وافقت عليها الأغلبية، فمثله- وهو رجل القانون البارز وعضو بالمجلس قبل أن يكون رئيسه ومسئوليته لا شك فيها 99.9 %- لا ينبغي أن يتهرب من مسئوليته بمثل هذا التعليل الساذج.
لقد خصص المجلس جلستين "ست ساعات" لمناقشة الاتفاقية، ورغم ذلك كانت أغلبية الكلمات للمصفقين والشاكرين والحامدين للاتفاقية ولحكمة الرئيس القائد والمعلم، مع منع أكثرية المعارضين من الحديث حتى اضطروا للامتناع عن التصويت حتى يستطيعوا أن يبدو رأيهم في المضابط إلا أن المنصةَ منعتهم من ذلك في ذات الجلسة وكذا الجلسة التي بعدها- لمزيدٍ من التعنت- وحتى يفقد الموضوع قيمته "الآن وللراحة من صداع المعارضين تم تغيير اللائحة التي تُبيح للممتنع عن التصويت إبداء أسباب امتناعه لحرمان نواب المعارضة من تسجيل آرائهم بالمضبطة رغمًا عن رئيس المجلس الذي يختار مَن يتحدث وفقًا لحساباته"، وأثناء المناقشة قال د. عاطف عبيد رئيس وزراء مصر وقتها) وهو يعرض الاتفاقية بالمجلس: السؤال الأول والذي يُطرح على الساحة، هل بُذلت الجهود الكافية في إعداد الاتفاقية، وتوافرت لها المهارات الحتمية والضرورية والتي تتفق مع أهمية هذه الاتفاقية؟ وهل حصلت مصر على أقصى ما يمكن أن تحصل عليه الدولة في حوارها مع المجموعة الأوروبية؟ الإجابة بالإيجاب.
وقال سيادته إن المفاوضات استغرقت ست سنوات كاملةً بُذل فيها جهدٌ خارقٌ، وأن دولاً سبقتنا في توقيع الاتفاقية هي: المغرب، تونس، السلطة الفلسطينية، إسرائيل، مالطا، قبرص، الأردن، وجارٍ التصديق عليه في لبنان والجزائر، كما تجرى المفاوضات مع سوريا الآن، وأيضًا تتفاوض حاليًا دول مجلس التعاون الخليجي الستة لعقد اتفاق مماثل.
فهل يا سيادة وزير خارجية مصر يوجد مع هذه الدول التي وقعت قبلنا أو بعدنا مثل هذه المادة (69) بخصوص توطين طرف ثالث في بلادها وعلى أرضها؟ "أخشي أن المفاجأة ستكون أنهم اتفقوا على التوطين أيضًا على الأرض المصرية مع التكفل بالمساعدات المالية والفنية"!!.
وثار نقاش في المجلس على دقة الترجمة للعربية بين د. محمد مرسي (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان وقتها( وبين كلٍّ من د. عاطف عبيد، د. يوسف بطرس غالي؛ حيث أصرَّ د. محمد مرسي على أن كلمة الشراكة غير دقيقة الترجمة وإنما الأصح هي كلمة "اندماج" أو "اتحاد"، كما أن ترجمة "تنمية المنطقة" غير دقيق وإنما الأصح هو "تطوير المنطقة"، وهذا هو المقصود بالاتفاقية، وإذا بالدكتور بطرس غالي يرد عليه بأن ثقافته ليست إنجليزية مثل د. مرسي وأن ما يراه الدكتور مرسي ربما يكون فيه تلوين سياسي خاص بخلفيته!!! ويرد د. مرسي عليه بأن "خلفيتي خلفية مشَّرفة ومحترمة، ولا يستطيع أحد أن يكابر في هذا، هذه نقطة أولى، النقطة الثانية، أنا لم أذكر شيئًا عن خلفية معالي الوزير أبدًا، فليس هناك داعٍ لأن نقول هذا الكلام".
كلام محترم من د. مرسي وبأدبه الجم رفض أن يُذَكِّر الوزير يوسف بطرس غالي بجده الباشا الذي تعاون مع المحتلين وأعدم المصريين في مذبحة دنشواي، وهي خلفية لا أدري إن كانت مشرفةً للوزير أم لا؟؟!! "الجَدُ يحكم بإعدام المصريين لصالح المحتلين والحفيد يُفرِّط في أراضيهم لصالح المحتلين أيضًا- ذرية بعضها من بعض".
وهنا يتدخل الدكتور سرور في الحوار قائلاً: "العبرة بالبنود وليس بالعناوين"، والآن ما رأيك يا دكتور سرور هل تعجبك البنود المهينة وغير المسبوقة بالاتفاقية؟.
وينادي على الدكتور مصطفى الفقي ليدلي بدلوه فيقول: اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية هي اتفاقية تجارية تدور حول السلع والخدمات ورؤوس الأموال وتركز على التعاون الاقتصادي وحده.. ولكن نلفت النظر إلى أهمية الملف السياسي والأمني الذي يُشكِّل جانبًا رئيسيًّا في الاتفاقية ويحدد الإطار العام لها، فضلاً عن الجوانب الثقافية والاجتماعية.
كلام جميل ثم يردف سيادته قائلاً: لذلك تركز الاتفاقية أيضًا على أهمية الحوار بين البرلمانين المصري والأوروبي، كما أن الاتفاقية أيها السيدات والسادة تستند لدينا في مصر إلى روابط تاريخية مشتركة تجسدها روح دول البحر المتوسط والتي مثلها تيار ثقافي ضخم في مطلع القرن العشرين تشكل من المفكرين العظام مثل أحمد لطفي السيد، وطه حسين، وسلامة موسى.
"مش عارف إيه حكاية روح البحر المتوسط دي حد يفهمني!!" ثم قال سيادته: السيدات والسادة، لا بد أن أذكر هنا ذلك الدور المشرف الذي لعبه مجلس الشعب المصري في مراحل إعداد هذه الاتفاقية والتصديق عليها، فلقد كان لرئيس هذا المجلس الأستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور دور مشرف في الرد على الملاحظات التي أبداها البرلمان الأوروبي، فيما يتصل بطبيعة الحياة ومستوى الأداء المتصل بالمجتمع المدني في مصر، وذكر لهم باسم مجلس الشعب المصري أن مصر دولة عريقة لها أبعاد عميقة فيما يتصل بحقوق الإنسان حتى إن البرلمان الأوروبي رأى أن يضمن هذا الرد في ديباجة التصديق على الاتفاقية المشار إليها؛ لهذا فإننا نرى أن الاتفاقية إضافةً إيجابية للدور المصري وتعكس التحرك السياسي في التحرير الاقتصادي؛ لذلك فإنني أرى أن الاتفاقية حافز لمزيدٍ من التطوير والتحديث، كما كان دور صندوق النقد الدولي في مرحلةٍ معينةٍ حافزًا لنا أيضًا في المضي في برنامج الإصلاح الاقتصادي، فوجود شاهد أجنبي يدفع الدول إلى المضي قدمًا في طريقِ التطوير والتحديث!!
إذًا، كانت هناك تساؤلات مبدئية من جانب دول الاتحاد الأوربي عن مدى احترام حقوق الإنسان في مصر وعن أداء المجتمع المدني في مصر قبل توقيع الاتفاقية قام رئيس المجلس بالرد عليها وأودعت في ديباجة الاتفاقية.
فهل يتم نشر رد الدكتور سرور؟ وماذا قال عن النقابات المهنية المتوقفة انتخاباتها منذ عشرين عامًا؟ وماذا قال عن قانون الجمعيات الأهلية؟ وماذا قال عن حبس الصحفيين؟ وماذا قال عن التعذيب في السجون والمعتقلات؟ وهل اعترف بحالات الاختفاء القصري؟ وماذا قال عن المحاكمات العسكرية للمدنيين؟ حتى نعرف الخلفيات والتي بناءً عليها أصدر البرلمان الأوروبي تقريره بإدانة عدم احترام مصر لحقوق الإنسان.
ويتدخل د/ عاطف عبيد في المناقشات مرةً ثانيةً مؤكدًا أن:
الجزء الذي ينص على الحوار السياسي جزءٌ محققٌ لمكاسب نراها بأعيننا على الساحة الآن وسوف تتعاظم مستقبلاً، المجموعة الأوروبية تنشد أيضًا الأمن والأمان، الأمن ليس فقط داخل الحدود الجغرافية ولكن تمتد لما أسمته الحديقة الخلفية لأوروبا وعلى قمة الدول المكونة لهذه الحديقة مصر بلد الكنانة، ولقد قيل لي صراحةً إن أمان مصر واستقرارها يمثل جزءًا من الأمان والاستقرار الأوروبي، فنحن في أوروبا ننشد الحماية للأرضية الخلفية والحماية تأتي من استقرار وقوة مصر، قوة مصر وأمنها يساند الأمن الأوروبي، والأمن الأوروبي يساند بالقطع الاستقرار والأمن المصري، ونحن نرحب في هذه الاتفاقية ومن خلالها بالتعاون السياسي والتعاون من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط.
وقال د. عاطف عبيد: إننا حصلنا على أقصى قدرٍ ممكنٍ من المكاسب ودفعنا من خلال الاتفاقية أقل قدرٍ ممكن من الثمن.
وإذا كان سيادته قال بالمجلس مرةً: أمرني الرئيس أن أقول الصدق ولا أكذب فإنه في هذه الواقعة بالذات يكذب كذبًا بالغًا لأننا بهذا النص فقط للمادة 69 تدفع مصر ثمنًا فادحًا من سيادتها وكرامتها واستقلالها، ويجب أن يحاسب هؤلاء الذين وافقوا ومرروا هذه المادة.
ويستمر د. عاطف عبيد قائلاً: السؤال الثاني الذي طُرح، ما المبررات الوطنية للتقدم لمجلسكم الموقر للحصول على موافقته ومباركته؟
إن المبررات بالقطع مزيج من المبررات السياسية والاقتصادية.. وواضح أنه يريد أن يأخذ مباركة وموافقة المجلس على مبرراتٍ سياسيةٍ حين تظهر مساوئها وتُعلن وتُعرَف يتبرأ وقتها من المسئولية بدعوى أن مجلس الشعب وافق عليها ولم يرفضها وهي أيضًا مسئولية د. فتحي سرور مع حزب الأغلبية.
إن هذه الاتفاقية أُدخلت لكي تنال مباركة المجلس وموافقته عليها كلها أو رفضها كلها دون أي تعديلٍ ولو في حرفٍ واحد!!
لقد مرت هذه الاتفاقية وفق إرادة الحكومة معتمدة على أغلبيتها بالمجلس ودون إجراء مناقشاتٍ جادة مستفيضة تحيط بالموضوع من كل جوانبه أو الإصغاء باهتمام إلى أقوال المعارضين والناقدين للاستفادة والمراجعة لصالح بلادنا كما هو مفترض أو تجنبًا لموقفٍ تاريخي غير مشرف يظهر فيما بعد!.
وشخصيًّا فقد نبهت د. فتحي سرور لهذا وقتها وضربتُ له مثلاً عمَّا قاله سيادته بخصوص اتفاقية الملكية الفكرية واحتوائها على نصوصٍ في غير مصلحة مصر قال هو عنها بعد ذلك: "كيف مرت هذه الاتفاقية علينا وكيف وافقنا عليها؟"- أو ما اعترض عليه النائب حسين إبراهيم (نائب رئيس كتلة الإخوان الآن والمتحدث الرسمي لها) حين قال: "الاتفاقية لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، ومع ذلك أستفسر لماذا لم نناقش هذه الاتفاقية إلا في لجنة الشئون الاقتصادية، وإنني كنت أتصور أن يشترك مع لجنة الشئون الاقتصادية لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الدفاع والأمن القومي لأنَّ الاتفاقيةَ ليست مجرد جانب اقتصادي فقط!." ولكن لم يستمع له أحد!.
واختتمها النائب سيد حزين- والذي اعتقلته الحكومة مؤخرًا للأسف الشديد- حين سأل رئيس المجلس عن الجانب السياسي والاجتماعي فردَّ رئيس المجلس قائلاً: "غير الجانب السياسي أوروبا في ظل هذه الظروف نريد أن نكسبها بعد أن خسرنا جبهات سياسيةٍ أخرى"!! وكنا نحن الثلاثة مع كثيرٍ غيرنا من الممتنعين بسبب عدم إعطائنا الفرصة في إبداء رأينا في الاتفاقية للأسف الشديد.
أخيرًا:
السيد وزير خارجية مصر: إن المسئول عن توقيع هذه الاتفاقية هو الرئيس مبارك الذي أصدرها بالقرار الجمهوري رقم 335 لسنة 2002م وناقشها المجلس في 7/4/2003م فهل علمت لماذا أنصحك بأن تمسك عليك لسانك؟.
وسلوكك سلوك شارون الذي هدد الفلسطينيين بكسر أيديهم بأن هددت بكسر أرجلهم ثم سخرت من المقاومة الشريفة الباسلة وصواريخها هي خطيئة يجب أن تبكي عليها طوال عمرك وتصريحاتك أفسدت حالة الرضا والوفاق التي سادت بين الشعب وحكومته مع السلوكِ الحكيم الذي اتخذ مع الفلسطينيين مما عكَّر المزاج العام، وخالف تصريحاتِ الرئيس بأنه لن يسمح بتجويع الفلسطينيين، وهذا ما كان يجب أيضًا أن تُمسك عنه لسانك، وهي خطيئة يجب أن تبكي عليها.
وعلي الرئيس الآن أن يعالج الأخطاء التي بالاتفاقية على وجه السرعة، وأن يحاسب مَن قدَّم له الاتفاقية لتوقيعها وإصدارها بهذا الشكل المخل والمعيب لسيادة مصر واستقلالها.
مولاي وزير خارجية مصر: بقيت نصيحة واحدة وهي وليسعك بيتك، وهذه من سلطة الرئيس مبارك إن لم تُسارع بتقديم استقالتكم
.

ابوتريكه..... موهبة رياضية وقدوة عملية

فاجأ محمد أبو تريكة نجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي والمنتخب الوطني جميع المسئولين خلال الحفل الساهر الذي أقامه المجلس القومي للرياضة على إستاد القاهرة الدولي للاحتفال بأبطال إفريقيا بمغادرة الإستاد بمجرد علمه بقدوم المطربة اللبنانية نانسي عجرم لإحياء الحفلة.
ورفض اللاعب محاولات البعض للبقاء لاستكمال الفقرة الغنائية التي قدمتها النجمة اللبنانية؛ لدرجة أنه انصرف من الملعب قبل دخول نانسي إلى المسرح.
الجدير بالذكر أن اللاعب سبق وكرر هذا الموقف في أكثر من احتفالية، وكان آخرها رحلة دبي الأخيرة لتكريم المنتخب، حيث رفض التواجد في المكان المخصص له أثناء قيام المطرب سعد الصغير بأداء فقرته الغنائية احتفالا بفوز المنتخب الوطني بكأس الأمم الإفريقية، وقام بالدخول إلى الاستراحة للجلوس فيها بحجة التسجيل في وسائل الإعلام الإماراتية

والحقيقه ان هذا الموقف من المايسترو ابو تريكه يعد دعوه عمليه بالحكمه والموعظة الحسنه فهو لم يوبخ احدا ولا تعصب علي احد بل كان ديمقراطي ولم يتعصب لما يراه لكنه امن بشيئ وراه خيرا فبدا بنفسه وحال فعله يقول انا اخاف من ربي وبدات بنفسي فتعلموا ايها العقلاء...... وكما قالوا فعل رجل في الف رجل خيرمن قول الف رجل لرجل.... اي ان فعل ابوتريكه في الاستاد بتركه للاغاني خير من كلام الف شيخ للناس في الاستاد ويقول لهم الغناء حرام ..... فعلا ميدان الكلام غير ميدان العمل... والتجربه خير برهان

السبت، ٢٣ فبراير ٢٠٠٨

لماذا نشارك في المحليات



لماذا نشارك في المحليات
﴿ إنْ أُرِيدُ إلا الإصلاحَ ما استَطَعْتُ وما تَوْفِيقي إلا بالله ﴾
في هذة المرحلة الحَرِجَة من حياة أمتنا، والتي يراهن فيها أعداؤها وعملاؤهم على قربِ تنفيذِ مخططاتهم التي تستهدفُ هويةَ الأمة وثقافتَها وتراثَها وثروتَها والأخطر من ذلك دينَها وعقيدتَها؛ يلزم أصحابَ المشروع الإصلاحي المنطلق من شريعة الإسلام الغراء أن يتقدموا الصفوفَ، ويعملوا جاهدين على إعادة الروح وبثِّ الأملِ، والوقوفِ في وجه الفساد، وإعادةِ بناء مؤسسات الدولة، والمحافظةِ على كيانها من معاول الهدم، رغم ما قد يقابلُنا من مضايقاتٍ وإجراءاتٍ تعسفيةٍ، ولكنها رسالةٌ لا بد لنا من تأديتِها مهما تحمَّلْنا في سبيلها.
من هذا المنطلقِ نتقدمُ لخوضِ هذه الجولةِ من الانتخابات المحلية، آملين أن تكون هذه الخطوةُ سببًا في رفعة وطننا، وحفظًا له من عوامل الهدم، وإحياءً للأمل في النفوس، ووقوفًا في وجهِ الفسادِ والاستبدادِ، والتأكيدِ على أن شعبَنا لن يتركَ الساحةَ خاليةً لأصحابِ المصالحِ الشخصيةِ والحزبيةِ الضيِّقة ليفعلوا بها ما شاءوا، والإصلاحُ لا يتحقَّق بالأمنياتِ، بل يتحقَّقُ بالعملِ الصَّالحِ، وبذلِ الجهدِ لتحقيقِه.
ومن هذا المنطلق وضمن معركةِ الإصلاحِ التي يخوضُها الإخوانُ المسلمون في هذا الوطن؛ فإنَّنا نؤكِّد على أهميَّة توافرِ عنصرِ الإيجابيَّة لدى كلِّ مواطنٍ، يعلم واجباتِه والتزاماتِه في هذه الحياةِ تجاهَ وطنِه ومواطنيه، والإيجابيَّةُ تعني المشاركة، وعدم تركِ الساحةِ للعابثين بمقدَّرات الوطن والناهبين لخيراته والمتاجرين بقُوْتِه.
ومن الجديرِ بالذكرِ أنه عندما نتحدَّث عن مشاركةِ الإخوانِ في انتخاباتِ المحلِّيَّات، فإنَّ هذا يعني أنَّنا بصدد ممارسةِ حقوقِنا التي كفلَها لنا الدُّستورُ المصريُّ، ونؤكد كذلك على مبادئنا في الإيجابيَّة، ومسيرتِنا نحو التَّغيير المنشود، الذي يُعيد إلى بلادنا ووطننا هويَّتَه الضَّائعة المُموَّهة، التي شوَّهتها ممارسات وأخطاء البعض؛ بل وخطايا النِّظام الحاكم.
ونخاطب أيضًا الأحزابَ والقوى السِّياسيَّةَ المصريَّةَ والمجتمعَ المدنيَّ المصريَّ، بأنْ تفيَ هذه الجهاتُ جميعًا بعهدِها الشَّرعيِّ، وبعهدِها المدنيِّ الوطنيِّ، لحمايةِ الوطنِ ممَّا يتهدَّدُه من أخطارٍ اجتماعيَّةٍ وسياسيَّةٍ وأمنيَّةٍ داهمةٍ, وبما يُعيدُ الطُّمأنينةَ إلى النُّفوسِ والقلوبِ، بعدما اهتزت الكثيرُ من القِيَمِ؛ بسببِ حالةِ الفقرِ والفوضى والقمعِ بمختلفِ صورِه، والتي ضربت المجتمعَ المصريَّ في الصميمِ.
وكلُّنا ثقةٌ وأملٌ في شعبِ مصرَ العظيمِ، الذي ينتصرُ دائمًا للمشروع الإصلاحي، داعين الجميعَ أن يكونوا إيجابيين، ولا يتركوا الساحةَ لفئةٍ تعمل لمصالحها أكثرَ مما تعمل لوطنها، ضاربةً بالقانون والدستور عُرضَ الحائط !!
ونحن إذ نُقدِم على هذه الخطوة فإنما نعذرُ إلى الله، راجين من شعب مصر العظيم دعمَنا ومساندتَنا؛ لتحقيق آماله وطموحاته..
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ (117 - هود)
والله أكبر ولله الحمد.
الإخوان المسلمون بالشرقية

الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠٠٨

محاولة اغتيال هنية.. أين يكمن الخطر؟!


لمى خاطر
ثمة مؤشرات عديدة وخطيرة يمكن استخلاصها والوقوف عندها بعد الكشف عن تفاصيل محاولة اغتيال السيد إسماعيل هنية وبث الاعترافات التي أدلى بها المتورطون في الجريمة.
فوقوف شخصيات سياسية وأمنية رفيعة في السلطة خلف محاولة الاغتيال تدبيراً ومتابعة يعني أن فريق المقاطعة في رام الله قد حسم أمره منذ زمن بخصوص نهجه في التعامل مع حماس، وأن هذا النهج الدموي غير قابل للتبديل أو إعادة النظر ما دام الخصم المواجه لفتح قوياً ومؤثراً على الساحة، وأن قيادة فتح لا مكان على أجندتها لقبول الآخر أو الإقرار بدوره، وهي في صراعها لأجل بقائها اللاعب الأبرز على الخريطة السياسية مستعدة لمقارفة أبشع الجرائم وكل ما من شأنه أن يضمن تفردها وإبقاء خصومها في حالة ضعف واستنزاف دائمين.
ومن الملاحظ هنا أن التوجه لتصفية هنية بالدرجة الأولى يشير إلى أن قيادة المقاطعة ترى فيه خصما سياسيا قويا لا مجال للتغلب عليه إلا بإزاحته في ظل تمتعه بشعبية كبيرة وكاسحة ليس على مستوى الوطن وحسب، بل على امتداد العالمين العربي والإسلامي. وجدير بالذكر هنا أن هنية تعرض لمحاولتي اغتيال على يد الفئة ذاتها قبل عملية الحسم مرة عند عودته من الخارج عن طريق معبر رفح والثانية عند استهداف منزله بقذائف ال آر بي جي، مما يعني أن اغتيال رئيس الوزراء كان على رأس أجندة مخطط دايتون الذي تولت تنفيذه أيد فتحاوية وبتوجيه من رأس الهرم في قيادتها.
وهذا النهج لدى القيادة الفتحاوية ليس مستجداً ولا طارئاً في إطار العلاقة مع حماس، فالطيب عبد الرحيم المسؤول المباشر عن محاولة الاغتيال له سوابق عدة في هذا السياق تعود لفترة التسعينات مع المهندس الشهيد محيي الدين الشريف والأخوين الشهيدين عوض الله، حين تم قتل المهندس الشريف ثم محاولة تحميل دمه لرفيقيه عماد وعادل عوض الله، ضمن صفقة عرضها عبد الرحيم على الشهيد عماد، وكان رفض الأخير لها مقدمة لتصفيته فيما بعد.
وهنا يمكن استنتاج أن المحاولة الجبانة لاغتيال هنية لو قد لها أن تنجح – لا سمح الله – لكان هناك تسويغ فتحاوي جاهز لها بالادعاء أن الأمر تم في إطار تصفيات داخلية لحماس، أو لربما تم إصدار بيان وهمي لجهة (إسلامية) معينة تتبنى العملية، خاصة إذا ما علمنا أن تصوير المنتحرين الافتراضيين لم يكن بهدف النشر باسم فتح بل لغرض الضغط عليهم لضمان عدم تراجعهم عن التنفيذ.
ومن الدلائل الهامة التي يمكن استخلاصها أن مخطط تصفية حماس ظلت له جذور حتى بعد عملية الحسم، وظل الأمل قائما لدى فلول الأجهزة البائدة بإمكانية استعاد زمام الأمور في غزة وهزيمة حماس، الأمر الذي أعطى ويعطي حماس الحق في استمرار ملاحقة فلول هذا التيار لضمان عدم عودة الأمور إلى مربع الفوضى والفلتان والقتل المنظم، مع ضرورة عدم الالتفات لاشتراطات الحوار السقيمة التي ما فتئت ترددها زمرة المقاطعة.
ومن المؤشرات الخطيرة التي تشير إليها الاعترافات التي تم بثها لجوء المخططين للجريمة إلى استخدام فتوى تجيز قتال حماس بحجة خروجها على ولي الأمر الشرعي محمود عباس!!، ولن نتطرق هنا لحجم الإسفاف في هذه الحجة، ولكن ذلك يكشف أن فتح التي كانت دوما تتهم حماس بالتكفير واستغلال الدين إنما تمارس تضليلاً وإسقاطاً نفسياً لوسائلها في مواجهة خصومها.
يضاف إلى ذلك أن ثمة ظاهرة خطيرة هنا تتمثل في كون بعض رموز السلفية التقليدية هم الغطاء الأكبر لجرائم وسقطات النظم الرسمية العربية. وفي فلسطين على وجه الخصوص نلاحظ أن رموز هذا التيار يشنون حملة هجوم ممنهجة ومركزة ضد حماس بمباركة ودعم فتحاوي كبير.
بقي أن نشير إلى أن هذه الجريمة من شأنها أن تقطع أي وشيج للثقة بقيادة سلطة رام الله، وبل وأن تعيق أية فرصة مستقبلية للتوافق، وهو الأمر الذي يجب على حماس ألا تأسف له، لأن فاتورة حساب الفريق الفلسطيني الموالي للاحتلال أصبحت كبيرة وجرائمه الأخلاقية والوطنية وصلت مرحلة اللاعودة، وإن ما تكشفه الأيام من حقائق متتالية كفيل بالدفع نحو بلورة موقف حمساوي ذي سقف عالٍ في تعامله مع تلك الزمرة المتآمرة.

الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠٠٨

حماس ومحاور ثلاث


د. عصام العريان
تواجه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين تحديات جسام على المحاور الثلاث التي تعمل عليها اليوم، وهي أصعب ما تواجهه أي حركة تحرر وطني.
واختيارات "حماس" صعبة وضيقة جداً وهي تدخل في اختيار أخف الضررين وأهون الشرين واحتمال مشقة أصغر لدرء مشقة أكبر.
المحاور التي تعمل عليها حماس الآن هي:
1ـ المواجهة مع العدو الصهيوني.
2ـ الحوار مع الفصائل الفلسطينية.
3ـ البحث عن السند المصري والعربي والإسلامي.
أولاً: في إطار المواجهة المستمرة مع العدو الصهيوني، فإن "حماس" تصر على أن المقاومة هي الإطار الوحيد للتعامل مع عدو عنصري همجي إرهابي، وأن المفاوضات المستمرة منذ مؤتمر مدريد لم تسفر إلا عن المزيد من التنازلات وصلت إلى تحول التسوية المقترحة إلى تصفية للقضية الفلسطينية والتخلي عن ثوابت يصر الشعب الفلسطيني على عدم التنازل عنها مثل حق العودة واسترداد كامل الأرض والتراب الفلسطيني والتواصل بين الأراضي الفلسطينية وتفكيك المستوطنات واستعادة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
ومع تمسك "حماس" بخيار المقاومة فإنها تعلن منذ سنوات عن استعدادها لتهدئة متبادلة مشروطة مع العدو الصهيوني، ويرفض العدو ذلك الطرح الفلسطيني ويصر على ممارسة عدوانه الهمجي وإرهاب الدولة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ويرجع إصرار العدو على رفض الهدنة والتهدئة رغم التزام حماس بها من جانب واحد بعد فوزها الكبير في الانتخابات التشريعية لتثبت للعالم قدرتها على التحول السياسي ولإفساح المجال أمام وحدة الصف الفلسطيني، يرجع ذلك الإصرار الصهيوني لمعرفة العدو أن هذه الهدنة ستكون في صالح الطرف الفلسطيني على العكس من كل هدنة حدثت قبل ذلك مع الحكومات العربية والتي كان العدو ينتهكها باستمرار لتقوية صفوفه وحشد جنوده لمعركة قادمة، ويدرك العدو أن المعارك مع الفلسطينيين لن تنتهي وبذلك يرفض ترك الفرصة الحالية التي سنحت له منذ أحداث 11 سبتمبر والتي استطاع توظيفها لصالحه ودمغ المقاومة الفلسطينية بتهمة الإرهاب ظلمًا وعدوانًا واصطفاف الدول الغربية جميعًا في صفه بل وغسل مخ الشعوب الغربية التي بدأت تتحول تحت ضغط الآلة الإعلامية الرهيبة في أمريكا وأوروبا وبتخطيط مستمر من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لخلق حالة من التخويف المستمر والمتلاحق ليس فقط من العنف ولكن من الإسلام ذاته ومن كل ما ينتسب إلى الإسلام.
تزداد صعوبة خيار المقاومة الذي هو حق تتمسك به حماس مع حال الحصار الذي تفرضه دول الطوق على فلسطين أرض الرباط، فلا تكاد تحصل حماس على أي إمدادات عسكرية مثل تلك التي كان يحصل عليها حزب الله، وتواجه حماس أقوى آلة عسكرية في المنطقة بأسلحة يدوية أو بابتكارات تكتيكية كالعمليات الفدائية ثم بتصنيع محلي بدائي لا يقوى على تحقيق الدرجة المطلوبة من الردع.
ولقد واجهت حماس تحديات ضخمة استطاعت التغلب عليها خلال السنوات الماضية كي تستمر المقاومة منها الاختراقات الصهيونية للمجتمع الفلسطيني بسبب الاحتلال الاستيطاني لسنوات عديدة وبسبب الاعتماد شبة الكامل للمجتمع الفلسطيني على العمل في أرض 1948م مما هيأ للعدو تجنيد آلاف العملاء، ومنها بروز تيار داخل حركة فتح يرفض خيار المقاومة ثم استطاع هذا التيار أن يوجه بوصلة فتح إلى اتفاق أوسلو ثم اختطف السلطة بعد وفاة "أبو عمار" القائد التاريخي لفتح ولمنظمة التحرير وكان أصعب التحديات هو إمكانية الجمع بين الاستمرار في المقاومة المسلحة للعدو الصهيوني وبين العمل السياسي في إطار المشاركة في السلطة الوطنية المنبثقة من اتفاق أوسلو.
وازدادت صعوبة المقاومة عندما تقدم العرب بمبادرة بيروت للتطبيع مع العدو الصهيوني وحتى عندما رفضها شارون ومن بعده أولمرت فإن تمسك الجامعة العربية بالمبادرة يعني عمليا تخلي العرب عن مساندة المقاومة الفلسطينية.
لا يملك الفلسطينيون خياراً آخر في مواجهة العدو غير خيار المقاومة المسلحة والبديل هو الاستسلام للعدو والتنازل عن الحقوق الفلسطينية والتخلي عن الثوابت الوطنية، وهو ما لا تملكه "حماس" ولا أي فصيل آخر، وحتى لو استسلم الجميع فإن المجتمع الفلسطيني سيفرز مقاومة جديدة ستحمل راية المواجهة مع العدو حتى تتغير موازين القوى من جديد.
ثانيا: الحوار الوطني الفلسطيني
تصر "حماس" على استعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية دون شروط لقطع الطريق أمام العدو الصهيوني وأمام أمريكا من تحقيق أهدافها وتمزيق الصف الفلسطيني والأراضي الفلسطينية.
وفي مواجهة ذلك فإن حماس تريد تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في الوقت الذي يرفض فيه تيار أبو مازن أي انتخابات جديدة وأي مراجعة لمسيرة المنظمة التي اعترفت بالعدو الصهيوني دون أي مقابل جدي حتى الآن، ويرفض هذا التيار انضمام "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلا بشروط تعجيزية تعني في النهاية التخلي على المقاومة وإعلان الاستسلام لشروط العدو الصهيوني.
وفي مواجهة هذا الإصرار المستفز كان سعي حماس وبقية الفصائل لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي قاطعته حركة فتح وقيادات المنظمة في دمشق في الشهر الماضي (يناير 2008) ثم السعي إلى تفعيل دور أكبر للفلسطينيين في الشتات لإعلان موقفهم الرافض لأية تسويات تأتي على حساب حقهم في العودة إلى أرضهم وديارهم.
ولقد كانت أزمة معبر رفح الأخيرة أخطر مؤشر على التردي الذي وصل إليه حال الحوار الفلسطيني الذي يتعثر رغم آلام ومعاناة أكثر من مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة.
الأخطر في استعصاء الحوار الفلسطيني هو أن السبب الرئيسي الذي يمنع الحوار هو الضغط الصهيوني والأمريكي على طرف السلطة برئاسة أبو مازن والذي يهدده بقطع الاتصالات والمنح والمعونات إذا عاد إلى الحوار مع "حماس" دون استسلامها الكامل للشروط الصهيونية والأمريكية.
انتهى المقال تقريباً ولم نتطرق إلى المحور الثالث والتحدث الخطير الذي تواجهه حماس في بحثها عن سند مصري وعربي وإسلامي لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، وفي هذا المحور فإن حماس تريد الابتعاد تماماً عن سياسة المحاور التي تهدد المنطقة وكذلك تنأى بنفسها عن التدخل في أي مسألة داخلية لمصر أو لأي بلد عربي خاصة مع تصاعد التأييد الشعبي لها في مواجهة التردد الحكومي والتخبط الرسمي في التعامل معهما لكن لعل لذلك حديثاً آخر.

حكاوي الأمن القومي


فهمي هويدي
أصبحت مكافحة التلوث الفكري، وإبطال مفعول المخدرات السياسية من أوجب واجبات الوقت. بعد أيام قليلة من الانفجار الشعبي الذي وقع في غزة، ودفع الآلاف إلى عبور الحدود المصرية، تحولت أغلب أعمدة الصحف وبرامج التلفزيون إلى منابر لوعظنا واستنفارنا للتعبير عن القلق على مصير الأمن القومي المصري، حتى وجدنا أن ثمة سباقاً بين نفر من الكتاب والمتحدثين حول الإفتاء في الموضوع والمزايدة عليه، ولاحظت أن أغلب هؤلاء اختلط عليهم الأمر، فلا هم فرقوا بين شقيق يلوذ بمصر وعدو يتربص بها، ولا فرقوا بين الأمن القومي والأمن العام، ولا بين أمن الوطن وأمن المخافر والثكنات.
أكثر ما قرأت وسمعت في الموضوع كان نوعا من الثرثرة في موضوع بالغ الأهمية والحساسية. صحيح أننا نعرف “جنرالات المقاهي”، الذين يخوضون في شأن صراعات القوى الكبرى بنفس الجرأة التي يتناقشون فيها حول مباريات كرة القدم، أو التنافس بين نانسي عجرم وهيفاء وهبي. لكن ثرثرة جنرالات المقاهي لا تتجاوز حدود “القعدة” المنصوبة على رصيف الشارع، اما الثرثرة التي تتم من خلال وسائل الإعلام فإنها تخاطب الرأي العام فتشوه إدراك الناس وتلوث مشاعرهم بما قد يضللهم ويوقع الفتنة بينهم.
بعد ثلاثة أيام من عبور أعداد من فلسطينيي غزة للحدود، اتصلت بي هاتفيا صحافية شابة لتسألني عن تداعيات التهديد الذي حدث، وحينما استفسرت منها عما تقصده بالتهديد فإنها ردت بسرعة قائلة: تهديد الأمن القومي طبعا. سألتها مرة أخرى عما تعنيه بالأمن القومي، فسكتت لحظة ثم قالت إن رئيس التحرير دعا إلى اجتماع نقل فيه إلى المحررين بعض التوجيهات المتصلة بالموقف، ثم طلب منها ومن زميل آخر لها أن يستطلع آراء المثقفين والخبراء حول انعكاسات ما جرى على الأمن القومي المصري والأخطار التي حاقت به جراء ذلك.
لكثرة ما كتب في هذا المعنى، فإنني اجريت اتصالاً هاتفياً بالدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المتخصص في الموضوع (اطروحته للدكتوراه كانت حول الأمن القومي) وسألته: هل تعتبر ما حدث من جانب أهل غزة عدواناً على الأمن القومي المصري، فرد قائلا: قطعاً لا، وحينما لفت انتباهه إلى ما تنشره الصحف في هذا الصدد، قال إن هذه حكاوي الأمن القومي، التي تحمل على “كلام الجرايد” ولا تحمل على العلم بالموضوع. ثم استطرد مضيفا: إن الأمن القومي له تعريفات كثيرة. وإنه من ناحيته ينحاز إلى التعريف الذي يعتبر أنه كل ما من شأنه أن يؤثر في قدرة الدولة على حماية مصالحها القومية، وقد اعتبر روبرت مكنامارا وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ورئيس البنك الدولي بعد ذلك، أن الأمن القومي هو التنمية. اضاف انه من هذه الزاوية فإن عبور الحدود من جانب المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للتجويع والإبادة الجماعية لا علاقة له بتهديد الأمن القومي. صحيح أن عبور الحدود يعد خطأ من الناحية القانونية، لكن الوضع شديد الخصوصية للفلسطينيين المحاصرين، يجعل تصرفهم وضعاً استثنائياً خاصاً جداً تفهمته القيادة المصرية وأعذرتهم فيه. قال ايضاً إن مسألة العبور غير الشرعي للحدود باتت شائعة في هذا الزمن، وفي الولايات المتحدة ذاتها عشرة ملايين شخص تسللوا عبر الحدود ودخلوا إلى البلاد ليقيموا فيها، ولم يقل أحد إن ذلك يهدد الأمن القومي للبلد. وهو وضع لا يمكن مقارنته بالفلسطينيين المحاصرين الذين عبروا الحدود بهدف توفير احتياجاتهم المعيشية. وحتى إذا تخلف بعضهم عن العودة، فإن ذلك يعد مخالفة تعالج بالطرق القانونية، وبروح التفهم والأعذار، لكنها لا تعد جريمة ولا اعتداء على السيادة أو الأمن القومي. ومثل ذلك التفهم والأعذار ينبغي أن يسود في ما لو حدثت أي كارثة طبيعية في السودان لا قدر الله، اضطرت خمسين أو مائة ألف من السودانيين لعبور الحدود إلى مصر. ومثل هذا النزوح شائع في الدول الإفريقية التي تعاني من الاضطرابات، والحاصل في كينيا والصومال وتشاد هذه الأيام يشهد بذلك.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي كتبت في هذا المكان ثلاثة مقالات حول انكشاف الأمن القومي المصري وكان التعريف الذي انطلقت منه في الحديث عن الأمن القومي أنه كل ما يتعلق بعافية الوطن وقوته في الحاضر والمستقبل. وفرقت بين الأمن القومي بهذا المفهوم، وبين الأمن العام الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، واستشهدت بآراء خبراء تحدثوا عن الربط بين التربية والتعليم وبين الأمن القومي، كما استحضرت العبارة التي وردت في التفسير الأمريكي الشهير الذي أعد في الثمانينات حول أوضاع التعليم في الولايات المتحدة عقب سبق السوفييت في الصعود إلى القمر، والذي قرر أنه “لو قامت قوة معادية بفرض نظام تعليمي متدني الأداء، لكان ذلك مدعاة لإعلان الحرب”.
غني عن البيان ان تدهور التعليم لا يعد وحده مهددا للأمن القومي، لكنه لابد أن يشمل كل انتقاص من قدرة المجتمع وقوته يؤثر سلباً في نموه في الصناعة والزراعة والاقتصاد والخدمات والبطالة. ينسحب ذلك أيضاً على العافية السياسية بما تتضمنه من ممارسة للحرية والتعددية والشفافية، كما ينسحب بطبيعة الحال على القدرة العسكرية وصواب الرؤية الاستراتيجية.
ما سبق يسوغ لنا أن نقول إن التعبئة الإعلامية التي ظلت تلوح بخطر تهديد الامن القومي المصري جراء ما حدث وقعت في محظور التغليط، وأذهب في ذلك الى أن الحوادث التي وقعت آنذاك، والتي بولغ في حجمها إعلامياً بصورة غير مبررة، بما في ذلك الاشتباك مع عناصر حرس الحدود المصرية، لا تعد بدورها تهديداً للأمن القومي. إذ تظل من قبيل حوادث الإخلال بالأمن الذي دعوت أكثر من مرة الى التحقيق في شأنه ومحاسبة المسؤولين عنه. وفي كل الأحوال فمثل هذه الحوادث ينبغي أن تُعطى حجمها الطبيعي وأن توضع في سياقها بحسبانها تعبيراً عن تهور بعض الشبان وانفعالهم، بسبب منعهم من العبور. مع ملاحظة أن هؤلاء طرف مسكون بالغضب بسبب الحصار الخانق، ثم أنهم أشقاء وليسوا طرفاً معادياً. وبالتالي فإن تصرفهم يمكن أن يكون أقرب إلى ما يحدث أحيانا في غضب أهالي بعض القرى أو المتظاهرين في مصر، الذي يرتب اشتباكاً مع قوات الأمن المركزي. مع ملاحظة أن هؤلاء أعداد محدودة - ربما بضع عشرات - وسط عشرات أو مئات الألوف الذين عبروا. وبالتأكيد فإن ما جرى من جانبهم لا ينبغي أن يوضع على قدم المساواة مع حوادث إطلاق النار من جانب الجيش “الإسرائيلي” على بعض عناصر حرس الحدود المصريين في مرات سابقة، خصوصاً أن هؤلاء جيش مسلح، ثم أنهم قوة معادية في نهاية المطاف.
إذا كان لنا أن نتحدث عن التهديد العسكري الذي تواجهه مصر حقاً على جبهتها الشرقية، والذي يهدد أمنها القومي في كل حين، فلن نجد هناك سوى التوحش “الإسرائيلي” المدجج بترسانة الأسلحة النووية.
تفيدنا في هذا الصدد شهادة الدكتور جمال حمدان التي أوردها في كتاب “سيناء في استراتيجية السياسة والجغرافيا” التي يصوغ فيها الموقف على النحو التالي: من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول. ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم في سيناء. ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير، ومن يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادي، استناداً الى هذه الخلفية والكلام لا يزال للدكتور حمدان فإن مصر منذ أقدم العصور أدركت حقائق الاستراتيجية الصحيحة، وقواعد الدفاع السليمة عن الوطن، فمنذ خيتا والحيثيين، أي منذ نحو 4000 سنة أدركت أن الشام هو خط دفاعها الطبيعي الأول، وأن مصير مصر مرتبط عضوياً وتاريخياً وجغرافياً بمصير الشام. بل وأدركت مغزى جبال طوروس المحاذية للحدود التركية لأمنها، قبل أن يؤكد ذلك جنرالات الاستعمار البريطاني بآلاف السنين، كما يعترف بذلك المؤرخ العسكري البريطاني ه. د.كول.
يقودنا ذلك الى القول إن احتلال “إسرائيل” لفلسطين يمثل تهديداً حقيقياً لخط الدفاع الأول عن مصر. ولئن بدا ذلك الاحتلال استجابة لتطلعات قادة الحركة الصهيونية في الاستيلاء على ما زعموا أنها “أرض الميعاد”، فإنه كان في حسابات قوى الاستعمار والهيمنة في ذلك الزمان سبيلاً الى إضعاف مصر والضغط عليها، عبر قطع اتصالها بالشام. ولذلك قلت في مقال سابق إن فلسطين كانت ضحية ذلك الطموح، بمعنى أنها كانت ضحية استهداف مصر بأكثر مما كانت مصر ضحية الدفاع عن فلسطين.
إن مصر حين حاربت في فلسطين كانت في حقيقة الأمر تدافع عن خط دفاعها الأول كدولة كبرى في المنطقة، بأكثر مما كانت تدافع عسكرياً عن الشعب الفلسطيني الذى أصبحت قضيته هي قضية مصر. آية ذلك أن مصر في عام 1948 دخلت الحرب بقرار من الجامعة العربية التي أدركت أن الخطر يهدد أمن الأمة. ولم تكن مصر وحدها في ذلك، وإنما دخلت معها قوات من الأردن والعراق وسوريا والسعودية، إضافة إلى جيش الإنقاذ الذي انخرط فيه متطوعون من كل الدول العربية. وفي عام 56 حاربت مصر دفاعاً عن نفسها بعدما أممت قناة السويس ومن ثم تعرضت للعدوان الثلاثي الذي شاركت فيه فرنسا وبريطانيا مع “إسرائيل”، ولم تكن فلسطين طرفاً في الموضوع. أما حرب 67 فلم تكن فلسطين طرفاً فيها أيضا، إذ يذكر العم أمين هويدي في كتابه عن تلك الحرب أن الهدف الحقيقي لها كان استعادة السيادة على المضايق التي فقدتها مصر في حرب ،56 وحين أغلقتها في وجه السفن “الإسرائيلية”، من دون أن يكون لديها خطة واضحة لتحمل تبعات هذا الإجراء، فإنها ووجهت بهجوم “إسرائيلي” كاسح، أدى إلى مفاجأتها وهزيمتها التي شملت دولاً عربية أخرى هي الأردن وسوريا وفلسطين. أخيراً فإن حرب 73 لم تكن فلسطين أيضاً طرفاً فيها، ولكن مصر هي التي بادرت إليها لتستعيد سيادتها على سيناء كما هو معلوم.
لا أريد أن أقول بذلك إن قضية فلسطين لم تكن ضمن أولويات الاستراتيجية المصرية، لأن العكس هو الصحيح. ذلك أنها ستظل على رأس تلك الأولويات، باعتبار أن “إسرائيل” تمثل التهديد الاستراتيجي الأكبر لها، حتى أزعم أن “إسرائيل” إذا تصالحت مع مصر السياسية، فإن مصر الحقيقية لا تستطيع أن تتصالح أو تتسامح معها بسبب ما تمثله لأمنها من تهديد مستمر. لكن ما أردت أن أقوله إنه منذ عام ،1948 وحتى الآن فإن الجهد المصري في الشأن الفلسطيني لم يكن تضحية مجانية من أجل الآخرين ولا إحساناً إليهم ولا منّة عليهم كما ادعى البعض.
بعض هذا الكلام قلته في مقام آخر، وعلق عليه أحد الشبان على شاشة التلفزيون قائلا إنه غير علمي وغير تاريخي وغير وطني إنه هكذا مرة واحدة- لكنه لم يقل للمشاهدين لماذا هو عارٍ عن كل ذلك؟ - عجبي!

الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠٠٨

الا رسول الله


اي حريه التي يتكلم عنها الغرب الملحد... اي حريه التي تبرر الاعتداء علي الرموز الدينيه... وبالاخص عندما يكون الاعتداء علي اشرف خلق الله وهو محمد صلي الله عليه وسلم .... انها ليست حريه راي وانما هو استخفاف بالمسلمين جميعا قادتهم قبل عامتهم...... انا اسأل لو كانت تلك الحريه في الراي نالت من عقائد اليهود كيف يكون الحال عندها ... عندها ستقوم الدنيا ولا تقعد...... اما الاسلام .. واما رسول الاسلام.. واما عقائد المسلمين.... عادي حريه راي..... اين شيخ الازهر؟ ... اين المفتي؟.. اين القاده والزعماء والرموز الاسلاميه في الامة.... اين العلماء اين الوزراء اين الزعماء اين الامراء.... ما سلوا سيفا او رمحا للنجدة او ركبوا فرسا.... ما صاحوا صيحة انذار للغرب ولا قرعوا جرسا

رياح الإسلاموفوبيا تتجدد في أوروبا


فهمي هويدي
أصبح أسقف كانتربري «عدواً» لمجرد أنه ذكر الشريعة الإسلامية بالخير. وهو لم يمتدحها كلها، ولكن تحدث قبل أسبوع عن بعض الجوانب الايجابية فيها. ودعا إلي الإفادة من تلك الجوانب في بريطانيا. وكانت تصريحاته تلك هي الشرارة التي فجرت جدلاً واسعاً هناك، إذ صدمت الأوساط الكنسية وأثارت غضب قطاعات عريضة من المثقفين والإعلاميين، فوصفته صحيفة «ذي صن» الشعبية بالأسقف العدو، ودعت إلى رحيله، وهي الدعوة التي رددها آخرون ممن اعتبروا أن الأسقف روان وليامز، رئيس الكنيسة الانجليكانية، (أتباعها 70 مليوناً في اتحاد العالم) فقد مصداقيته وأضر بسمعته، حتى بات مخيَّراً بين الاستقالة والإقالة التي هي في سلطة ملكة انجلترا وحدها. وقد انضم إلى الحملة، اللورد جورج كاري، أسقف كانتربري السابق، الذي نشرت له صحيفة «صنداي تايمز» مقالاًً قال فيه إن مصطلح التعددية الثقافية ساهم في إيجاد «غيتوهات إسلامية» ببريطانيا. وأعرب عن اعتقاده بأن دعوة الأسقف وليامز إلى الاستعانة ببعض مبادئ الشريعة الإسلامية من شأنها أن تشجع المسلمين في بريطانيا على التقدم بمزيد من المطالب، الأمر الذي قد ينتهي بتحويل بريطانيا إلى دولة إسلامية!
الضجة التي حدثت في انجلترا سبقتها ضجة أخرى في بلجيكا. فقد عقد بمدينة انتويرب البلجيكية منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي تحت عنوان «مدن ضد أسلمة أوروبا» تم الاتفاق فيه على تأسيس تحالف يضم عدداً من المنظمات والأحزاب اليمينية المتشددة، يعارض ما أطلقوا عليه «أسلمة أوروبا». واستضاف المؤتمر حزب «فلامز بلانج» البلجيكي اليميني. وشاركت فيه قيادات يمينية من عدة دول، خصوصاً ألمانيا والنمسا. وخلال المؤتمر، ارتفعت الأصوات منادية بمنع بناء المساجد في القارة الأوروبية، ومكافحة مظاهر الأسلمة المتمثلة في ارتداء غطاء الرأس (الحجاب) أو النقاب. وقال فيليب دي فينتر، زعيم الحزب اليميني البلجيكي، في تقرير نشرته «الشرق الأوسط» بتاريخ 19 يناير، إن الوقت حان لمواجهة التطرف الإسلامي، مضيفاً «أننا لسنا ضد حرية العقيدة، لكننا لا نقبل بأن يفرض المسلمون علينا تقاليدهم وطريقتهم في الحياة، التي لا ينسجم معظمها مع طريقتنا. ولا يمكننا أن نقبل بغطاء الرأس في مدارسنا، كما أننا لا نقبل بالزواج الإجباري وبالذبح (الديني) للحيوانات».
وذكر أن في أوروبا ستة آلاف مسجد، مدعياً أنها ليست دوراً للعبادة فحسب، وإنما هي رمز للتطرف، خصوصاً أن بعض تلك المساجد تمولها إيران.
حسب التقرير المنشور، فإن حملة مكافحة أسلمة أوروبا سوف تصدر في الشهر الحالي بياناً وميثاقاً من باريس يعلن مواقف وأهداف التحالف الأوروبي الجديد. كما أن المنظمات المعنية بالموضوع ستعقد اجتماعاً موسعاً لذات الغرض في مدينة كولون الألمانية قبل نهاية الخريف.
ما حدث في بلجيكا ليس بعيدا عن الأجواء المخيمة على هولندا التي يذكر الجميع أن بعض صحفها قامت بنشر الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، وثمة أخبار متواترة عن قيام أحد السياسيين اليمينيين بإنتاج فيلم انتقادي للقرآن الكريم، وفي الوقت ذاته، فإن السلطات المحلية حظرت غطاء رأس البنات في المدارس، وتدور الآن مناقشة حول توسيع دائرة الخطر بحيث تشمل المواصلات العامة أيضاً.
هذه الضجة حول الحجاب أثيرت في فرنسا قبل ثلاثة أعوام، حين تقرر رفع غطاء رأس البنات في المدارس، واعتبر ذلك متعارضاً مع قيم الجمهورية العلمانية. وبسبب حجم الجالية المسلمة في فرنسا، والتي تبلغ نحو مليوني نسمة، فقد ظل الجدل مستمراً هناك حول إدماجهم في المجتمع الفرنسي وبذلت الحكومة جهوداً حثيثة لإحكام إشرافها على المسجد الكبير في باريس من خلال تعيين ممثلين للجالية المسلمة تولوا إدارته. وفي الوقت ذاته، بذلت الحكومة جهدا موازياً لإخضاع أئمة المساجد لدورات تدريبية حتى يتم تثقيفهم تحت إشرافها.
ومن المفارقات الجديرة بالتسجيل في هذا الصدد، أن المعهد الكاثوليكي في باريس أصبح مشاركاً في حملة تأهيل الأئمة، إذ نشرت الصحف أن المعهد استقبل نهاية شهر يناير الماضي 25 من طلاب المعاهد الدينية المسلمة بينهم ثلاث نساء، ممن التحقوا بدورة مدتها ستة أشهر لتزويدهم بالمعارف اللازمة لتحقيق التجانس مع البيئة الاجتماعية الفرنسية، خصوصاً ما يتعلق بعلمانية المجتمع وأوضاعه القانونية والثقافية.
وحسب التقارير المنشورة، فإن المعهد وافق علي ترتيب مثل هذه الدورات بطلب من وزارتي الداخلية والهجرة، اللتين اشتركتا مع إدارته في وضع البرنامج الدراسي الذي سيخضع له الأئمة الذين اشترط على كل منهم أن يكون قد أتم سنتين في الدراسة الجامعية.
الملف ذاته مفتوح في تركيا التي تسودها هذه الأيام حملة مظاهرات واحتجاجات ضد التعديل الدستوري الذي أقره البرلمان بأغلبية 414 صوتا ضد 103 أصوات، ويقضي بالسماح للمحجبات بالانتظام في الدراسة بالجامعات، وكان ذلك من الأمور المحظورة التي وضعت الشرائح المتدينة في وضع حرج، إذ كان عليهن إما خلع أغطية رؤوسهن، أو الانقطاع عن الدراسة، أو الالتحاق بجامعات خارج تركيا ـ بعض المحجبات لجأن لوضع باروكة شعر فوق حجاب الرأس لإخفائه ـ معارضو الحجاب وصفوا قرار البرلمان بأنه ثورة سوداء؛ ومنهم من اعتبره نفياً للجمهورية ونهاية للعلمانية. ورغم صدور قرار التعديل، فإن الأحزاب المعارضة له قررت أن تلجأ إلى المحكمة الدستورية للفصل فيما إذا كان التعديل يتعارض مع الدستور أم لا. وإذا ما اعترضت المحكمة على التعديل واعتبرته متعارضاً مع الدستور، فإنه سيرد إلى البرلمان مرة أخرى؛ الأمر الذي ينذر بحدوث أزمة سياسية في تركيا.
الخوف من الإسلام هو القاسم المشترك الأكبر بين كل هذه المشاهد، وهذا الخوف ليس معزولاً عن الحساسية الخاصة لدى الأوروبيين، المتأثرة بالثقافة التي سادت منذ الحروب الصليبية، التي اعتبرت الإسلام والمسلمين مصدراً لشرورٍ لا حصرَ لها.
وقد غزت التعبئة الإعلامية المضادة هذه الحساسية وحولتها إلى نفورٍ وبغضٍ. وكانت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) والممارسات التي صدرت عن حركة طالبان في أفغانستان والجماعات المسلمة في الجزائر والجرائم التي ارتكبها بعض الغلاة في مدريد ولندن، هذه العوامل عمقت النفور والبغض وعممتهما.
المتعصبون والعنصريون في أوروبا كان لهم دور في إذكاء البغض. والعلمانيون المتطرفون كانوا جزءاً من الحملة، وبطبيعة الحال فإن الأبواق الصهيونية استثمرت ذلك كله لإشاعة التخويف من الإسلام والوقيعة بين المسلمين والمجتمعات الغربية. سواء كانت تلك الموجة ما يمكن أن يطلق عليه حلقة في مسلسل الإسلاموفوبيا أو الشريعة فوبيا، فالشاهد أننا إزاء احتشاد مضاد ينشر جهل الغربيين بالإسلام وخوفهم منه، يتسع نطاقه حيناً بعد حين، أفقياً ورأسياً، وهذا الاحتشاد يستهدف حصار المسلمين وترهيبهم في أوروبا، والذين يصل عددهم إلى 20 مليونا، والحيلولة دون انتشار الإسلام في القارة. كما يستهدف نسف جسور التفاهم أو الحوار بين المسلمين والعالم الغربي، وإذكاء روح الصدام بين الحضارات وليس النقاش بينها.
إن المتطرفين والمتعصبين يتحركون وينشطون لتحقيق مرادهم، الأمر الذي يطرح علينا سؤالاً كبيراً هو: ماذا نحن فاعلون؟.. والسؤال موجهٌ إلى كلِّ معنيٍّ بالدفاع عن الإسلام وأهله، وبمد جسور الفهم والتفاهم مع الآخر حيثما كان، في الغرب أو الشرق. أعلم أن منظمة المؤتمر الإسلامي تتابع ما يجري في أوروبا، وتسعى لاحتواء الموقف والتعامل معه في حدود قدرتها على الحركة.
ولذلك، فربما جاز لنا أن نبعث إلى عنوانها بالسؤال التالي: ماذا نحن فاعلون؟.. وأرجو ألا يطولَ انتظارُنا للإجابة، لأن الأمر يتطلب تحركاً أوسعَ نطاقاً وأكثرَ حزماً.

الأحد، ١٧ فبراير ٢٠٠٨

السبت، ١٦ فبراير ٢٠٠٨

وشهد شاهد من أهلها ...



الصحف القومية تعترف بحدوث تزوير في دائرة دمنهور
الفقي : الداخلية هي التي أعلنت النتيجة
حشمت : الضرب في الميت حرام
16 / 02 / 2008

كتب / محمد علام - جريدة النهار
بعد مرور حوالي اكثر من عامين على فضيحة تزوير انتخابات مجلس الشعب في دائرة دمنهور بمحافظة البحيرة وبشهادة أقوى امرأة في مصر وهى المستشارة نهى الزيني هذه الشهادة التي تبعها شهادة 151قاضيآ من أصل 160قاضيا ممن اشرفوا على الانتخابات والذين أكدوا جميعا أحقية الدكتور جمال حشمت مرشح جماعة الإخوان المسلمون بالفوز بمقعد دائرة دمنهور وانه حدث تزوير لصالح مرشح الحزب الوطني الدكتور مصطفي الفقي وهناك مثل شعبي قديم يقول (إذا اختلف اللصوص ظهرت الحقيقة و المسروقات) .
فمنذ أيام نشرت إحدى الصحف المستقلة اليومية مقالات خاصة للأستاذ محمد حسنين هيكل وقد قام الدكتور مصطفى الفقي بالثناء والإشادة بهذه المقالات الصحفية الأمر الذي أغضب قيادات الحزب الوطني وفي مقدمتهم المهندس احمد عز أمين التنظيم ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب والذي أعطى بدوره الضوء الأخضر و اشارة البدء في الهجوم الإعلامي والصحفي لتشويه شخص وتاريخ الدكتور الفقي واختار عز بداية لانطلاق هذه الحملة من جريدة روزليوسف اليومية القومية حيث ذكرت الجريدة أن عضوية الدكتور مصطفى الفقي في مجلس الشعب مشكوك في صحتها وان تم بالفعل تزوير الانتخابات لصالحه وجاء هذا الكلام على لسان أحد محرريها الكبار وهو الأستاذ عبد الله كمال ثم تابعت صحيفة قومية أخرى الحملة الإعلامية وهى جريدة الجمهورية والتي هاجمت الدكتور مصطفى الفقي وسخرت من كتاباته ولقبته بالمفكر السابق وتطرقت صحف أخرى لعلاقته مع (لوسي أرتين ) .

وقد صرح الدكتور الفقي عضو مجلس الشعب عن دائرة دمنهور ورئيس لجنة العلاقات الخارجية
أن سبب الحملة شن هذه الهجمة الإعلامية ضدي هو الإشادة بأحاديث وكتابات بالأستاذ هيكل الصحفية وقد تزامنت هذه الإشادة مع نشر جريدة المصري اليوم لمقالات الأستاذ هيكل وهذا كله من قبيل المصادفة البحتة حيث كنت متواجد في ذلك التوقيت في مهمة قومية خارج مصر.

و أضاف الفقي أن هناك بعض المغرضين الذين يحاولون تشويه تاريخي وصورتي أمام الرئيس حسني مبارك وأمام الرأي العام المصري والعربي وذلك كله من اجل حفنة من المصالح والصراعات السياسية وأنا شخصيا أكن كل احترام وتقدير لسيادة الرئيس مبارك ومؤسسة الرئاسة والتي عملت بها فترة طويلة في منصب سكرتير الرئيس للمعلومات منذ عام 1985 الى 1992 واعلم جيدا أن الرئيس مبارك يتفهم ذلك .

وانتقد الفقي الصحف القومية والمستقلة التي تقوم بالهجوم عليه من فترة للأخرى وتشكك في عضويته في مجلس الشعب واستشهد الفقي بحكم محكمة النقض والذي نفى حدوث أي تزوير في انتخابات دائرة دمنهور
وان كل ما حدث ما هو إلا مجرد بعض الأخطاء الإدارية التي لم تؤثر على نتيجة الانتخابات .

و أشار الفقي انه لم يكن متواجد أثناء عملية فرز الأصوات لأنه كان مجهد و خوفا من حدوث مشاحنات أثناء عملية الفرز ، وان الذي قام بإعلان نتيجة الانتخابات في دائرة دمنهور هي وزارة الداخلية وانه ليس له أي دخل من قريب أو من بعيد في هذه النتيجة .

أضاف الفقي بأن تجربة خوض انتخابات مجلس الشعب بدائرة دمنهور لها العديد من الإيجابيات والسلبيات وانه سوف يقوم بإعادة حساباته السياسية جيدا وانه سوف يفكر اكثر من مرة في قرار إعادة هذه التجربة البرلمانية مرة ثانية .

كما انتقد الفقي وصف بعض وسائل الإعلام له بالمفكر السابق وقال لقد قمت بكتابة مقدمة العديد من الكتب لكبار الساسة والمفكرين العالميين وان هذه الكتب حققت أعلى المبيعات عالميا وان هناك العشرات من الكتاب يطاردونني ليل نهار من اجل كتابة المقدمة الخاصة بأعمالهم الأدبية .

واكد الفقي انه سوف ينتهي قريبا من كتابة مذكراته الشخصية والتي عكف على تدوينها واعدادها من عدة سنوات وسوف تقوم هذه المذكرات بالرد على جميع المشككين في وطنيته وسرد جميع الحقائق الغائبة عن الرأي العام ومنها أسباب استبعادي من مؤسسة الرئاسة والحقيقة الغائبة في قصتي وعلاقتي بالسيدة (لوسي ارتين ) .



وفي تصريحات خاصة للنهار قال الدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة دمنهور

لقد قاومتُ كثيرًا الحديث في هذا الموضوع لملَل أصابني من متابعة أحوال القضاء المصري، الذي وقع فريسةً للنظام الحاكم الذي سيطر عليه و"سيَّس" أداءه عن طريق البعض منهم، ودليل ذلك إصراره على مدِّ السن القانونية لبعض القضاة!! لكنَّ حديث المستشار إسماعيل بسيوني- رئيس نادي قضاة الإسكندرية الجديد- أوقعه في أكثر من مشكلة، ولأن حديثه ليس حكمًا قضائيًّا، وهو ما يحق لنا أيضًا التعليق عليه، فقد وجدتني مضطرًّا للردِّ على بعض ما جاء فيه وقد مسَّني شخصيًّا باعتباري ضحيةَ أسوأ تزوير تم في تاريخ مصر بشهادة القضاة الذين أشرفوا على الانتخابات!!.لذلك سأُورد ما ذكره المستشار في نقطتَين، بعيدًا عن مشكلة وقوعه في نفس ما اعتبره خطأً، من تصريحات سياسية، وتجاوزات أساءت للقضاة لغريمه المستشار محمود الخضيري:
النقطة الأولى إقراره بعدم وجود تزوير في الانتخابات، وهو يعلم أن ذلك يطعن في شهادة القضاة التي رفعها- بشرف- نادي قضاة الإسكندرية تحت إشراف المستشار الخضيري.

أما النقطة الثانية فهي ذكرُه لاسم مستشار كان محاميًا عامًّا قبل أن يرأس دائرة في النقض هو المستشار مقبل شاكر وهو المسئول عن صدور تقرير مردود بردِّ رئيس الدائرة نفسه، وجارٍ اتخاذ الطعن في حكمه!! وقد استلزم ذلك أن أردَّ على ما ذكره السيد المستشار، الذي جاء من نفس الفريق الذي دافع عن التزوير، ولم يلتفت لشهادة القضاة، وهو نفس الفريق الذي دَفن بلاغي للنائب العام ضد المستشار أحمد نصار الذي قام بعملية التزوير، وهو اتهامٌ أستغرب إهمالَه من المتشدِّقين بنزاهة الانتخابات وإصرارهم على عدم التزوير، والفيصل في ذلك هو التحقيق فيما قدمتُه من أدلة وشهود مستعدُّون حتى الأن للشهادة ولأن مصر كلها تعلم بتزوير نتائج تلك الدائرة وذلك عن طريق بلاغ قدمه السيد المستشار رئيس نادي القضاة بالإسكندرية إلى النائب العام ضمنه أن 151 من رجال القضاء الذين يرأسون اللجان الفرعية بهذه الدائرة، من 160 دائرة فرعية، قد شهدوا له باختلاف النتائج التي أثبتوها في لجانهم عن النتائج التي نُسبت إلى هذه اللجان والمعلَنة باللجنة العامة، وعقب ذلك ندب مستشار لتحقيق هذا البلاغ، سأل فيه السيد الأستاذ المستشار المبلغ، ولم يتم التصرف في هذا التحقيق حتى الآن ولقد تم تجميد كل ما يخص هذه الواقعة لدى المستشار المنتدب للتحقيق، وفي نيابة أمن الدولة العليا، وفي الدائرة التي تنظر الطعن وأرجو من المستشار إسماعيل بسيوني رئيس نادي قضاة الإسكندرية أن يحترس في المرة القادمة حتى لا تصيبه لعنة دمنهور .

الخميس، ١٤ فبراير ٢٠٠٨

ذكريات.. ستكون مؤلمة





زهراء أمير بسام
أنظر إلى الطريق جيدًا, أتأمل تلك الوجوه, فربما تكون هي المرة الأخيرة التي أراهم فيها؛ لعلي لا أرى تلك الكروت البيضاء المكتوب عليها "تصريح دخول" ثانيةً، كما أنه من الممكن ألا أرى هذه المنصة وعضو اليمين واليسار والقاضي والمدعي العسكري مرةً أخرى.
لذا فقد نظرت إلى كل شيء حولي، وأنا كلي أمل ألا أراه ثانيةً, خاصةً هذا القفص هذا القفص بشباكه وقضبانه وكراسيه الضيقة وشكله المخيف, أتمنى ألا أراه أبدًا وأدعو الله ألا يراه أحد.
إنها ستكون ذكريات, تلك الأيام التي قضيناها في أروقة المحاكم المدنية منها والعسكرية، تلك الساعات الطوال التي وقفنا فيها في شوارع القاهرة ومعظم المحافظات، مطالبين بالحصول على أبسط حقوقنا كمواطنين بأن نحاكم أمام قاضٍ مدني يكفل لنا الأمان الذي افتقدناه.
اتفقنا أو اختلفنا في إمكانية تكرارها, لكن بالتأكيد جميعنا يتفق على أنها ذكريات مؤلمة تحمل بداخلها الكثير من الأحزان، ذكريات أعياد قضيناها في "مزرعة طرة "؛ حيث ترى هناك المذنب والبريء, ندخل الزيارة- في المعتقل- لنجد أطباء وعلماء ورجال أعمال شرفاء, ونخرج منها لنجد الفاسدين والمرتشين ومنْ نهبوا أموالنا.
لكم أن تتخيلوا أن هناك عالمًا عابدًا قضى حياته في أروقة الجامعات والمعامل, يعشق الحركة والعمل, لا يتوانى عن مساعدة أي أحد, يحب الخير للناس جميعًا، والأهم أنه ينشده لبلاده وأوطانه، أو آخر هو رجل أعمال نشيط, اجتهد في أن يبنى صروحًا اقتصادية عادت بالنفع على وطنه وأهله، وآخرين وهبوا حياتهم لخدمة بلادهم, مستمدين منهجهم من الإسلام وأحكامه.
هم الآن جميعًا محبوسون في غرفة ضيقة, نادرًا ما يدخلها هواء نظيف, يعيشون بين جدران قاتمة وقضبان حديدية ظالمة, ينتظرون عدالة لا يرجونها إلا من الله عز وجل، أليست بهذا تكون ذكريات مؤلمة؟!!.
ولكن الألم الذي تحمله تلك الذكريات لن يكون أبدًا هذا الألم الذي ينسينا رسالتنا أو يثنينا عن هدفنا، لن يكون الألم الذي نعيشه حقدًا أو نقمًا أو حتى يدفعنا للانتقام، نتذكره فيزداد حماسنا, نستشعره فيكون الوقود لحركتنا، وبقدر ما ظلمونا سنعدل, وبقدر ما حرمونا سنعطي؛ لأننا وببساطة نحب بلادنا.

الأربعاء، ١٣ فبراير ٢٠٠٨

حسبوك مت!


(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بلا احياء عند ربهم يرزقون) ال عمران 169

البنا امام الجيل


علمنا البنا الاسلام..... كل لا يعرف اقسام..... ايمانا خلقا احكاما...... علما عملا لا استسلاما لا دروشة لا اوهاما..... اسلام السنة والقران

رفعوا شعار " الإسلام هو الحل " فإنتصروا


محمد شوكت الملط
لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يصل متخبنا الوطنى إلى دور الأربعة فى نهائيات بطولةإفريقيا لكرة القدم 2008 ، بل ولم ترشحه المجلات أو المواقع الإلكترونية أو المنظمات الرياضية المتخصصة للوصول للمربع الذهبى ، وإذا بالأبطال المسلحين بالإيمان - بصورة واضحة لالبس فيها ولاغموض – يقومون بترويض الكائنات الإفريقية من أسود ونمور وأفيال ونسور وغيرها من الكائنات المخيفة - بمجرد سماع إسمها قبل رؤيتها - بقيادة المروض العالمى الفذ حسن شحاته ، وكأنهم متخصصون فى هذا المجال منذ أمد بعيد ، فصالوا وجالوا فى الملاعب بقوة خارقة لم يستشعروا بها من قبل ، ولم يرهم أحد بهذه الصورة الرائعة من قبل .
بدأو الإستعدادات بمعسكر إسلامى صرف ، شعاره السمع والطاعة ، سمته الإنضباط والإلتزام ، فكانوا يقيمون الصلوات فى أوقاتها جماعة من الفجر إلى العشاء ، حتى صلاة الليل التى نسيها معظم المسلمين الآن واظبوا عليها ، القرآن الكريم لم يرفعوه بأيديهم بصورة علنية أثناء سير المباريات فحسب وإنما داوموا على قراءته داخل المعسكر وخارجه ، الإيثار – الخلق الإسلامى الغائب عنا معظم الأحيان – جمعهم فى الملعب وخارجه ، فلم ترَ أحدهم يلعب لنفسه وإنما كان الكل يلعب بصورة جماعية بعيدة عن الأنانية ، وكان واضحا للعيان مشاعر الحب المتبادلة بين جميع الأفراد ، والعجيب أن يلتزم جميع أفراد البعثة – دون إستثناء - من المدير الفنى و أفراد جهازه إلى أصغر اللاعبين سناً بهذه الأخلاق والسلوكيات ، فالسجدة –من المدير الفنى واللاعبين - كانت تسبق العناق للتعبير عن الفرحة العارمة عند تسجيل هدف أو عند إنتهاء مباراة بالفوز .
فى تصريحات الجهاز الفنى واللاعبين لم يظهر الغرور المعتاد أو التمجيد فى قدرات اللاعبين بصورة مبالغ فيها ، وإنما كانت المشيئة الإلهية تسبق أى تصريح يصدر منهم مع إعلان الثقة بالنفس والإعتماد على الله ، لم يسمع منهم أحد لفظا شاذاً ولم يرَ منهم أحد حركة صبيانية أو إشارة غير أخلاقية ، وإنما كان السائد هو الروح الرياضية وخاصة مع اللاعبين المنافسين .
فى بيوت اللاعبين ومنازلهم فوجىء الناس على إختلاف مشاربهم وتنباين أعمارهم وتنوع أذواقهم بالسمت الإسلامى لغالبيتها ، فترى أم أحد اللاعبين منقبة وهى من مدينة " بور سعيد " والأخريات يرتدين الحجاب ، والعديد من آباء اللاعبين وإخوانهم يطلقون لاحاهم ، ترى النور يشع من وجوههم لسمتهم الإسلامى ، الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم والتوكل على الله هى الأسلحة التى تحتمى بها غالبة هذه الأسر البسيطة التى لم تلوث بالحضارة الغربية الزائفة أو بالعادات الدخيلة على مجتمعنا ، يعيشون على الفطرة السليمة ، فيقينهم أن الأمر كله بيد الله " سبحانه و تعالى " ، فكما أن الموت والحياة بيده فالرزق والنصر أيضا بيده .
لقد شاركت الجماهير المصرية هذا الفريق ليس بالفُرجة على المباريات التى خاضها وحسب ، وإنما بالدعاء ليلاً ونهاراً وكأننا فى حرب مع جهة أجنية ، حتى بعد الفوز نزل الناس إلى الشوارع بصورة عفوية فى المدن الكبرى وفى القرى والنجوع - دون ترتيبات مسبقة ودون توجيه من الحكومة – للتعبير عن فرحتها العارمة ، والمفاجأة الكبرى أن تعليقات جميع المتحدثين من عامة الناس - حول هذا الفوز - تُرجع الفضل فى هذا الفوز لله أولاً ثم لإلتزام اللاعبين بالسمت الإسلامى والسجود والرجولة والتواضع وبرهم بآبائهم وأهليهم .
أما النقاد الرياضيون ، و مع أنهم هم المتخصصون فى النواحى الفنية ، ويتحدثون بعين تختلف عن أعين العامة ، إلا أنهم لم يخرجوا عن هذا الإجماع الشعبى ، فقد أرجعوا الفضل فى هذا الفوز لله ثم للأخذ بالأسباب ،والعمل بروح الفريق الواحد والإلتزام والإنضباط والأخلاق الإسلامية .
وبناءً على كل ما سبق فإن الفوز الأخير للمنتخب المصرى لكرة القدم قد تم إنجازه بتطبيق شعار " الإسلام هو الحل " بداية من الجهاز الفنى للمنتخب ومروراً باللاعبين وأسرهم والنقاد الرياضيين ، ومن ورائهم جموع الشعب المصرى ، التى عاشت بروحها هذا الفوز وأيدت الطريقة الإسلامية التى بها حصلت مصر على كأس إفريقيا وتمنت أن تطبق فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتعليمية وغيرها .
وكأنى أرى قيادات الحزب الوطنى الحاكم – وخاصة فى لجنة السياسات - يتهامسون فيما بينهم ويقولون لبعضهم البعض : لقد ضاعت جهودنا وأوقاتنا سدى ، فطوال السنين الماضية طالما حاربنا الإخوان المسلمين وغيرهم من التيار الإسلامى لمنعهم من محاولة أسلمة المجتمع وأدخلناهم السجون وصادرنا أموالهم وخربنا بيوتهم وحاولنا تقطيع أرزاقهم وضيقنا عليهم ، ومع ذلك فالمجتمع كله أعلنها مدويةً أن "الإسلام هو الحل " ولذلك فقد إتسع الخرف على الراقع ، والحل للخروج من هذا المأزق الذى وقعنا فيه : إما أن نُحيل الجهاز الفنى وعلى رأسه " حسن شحانه " واللاعبين إلى محاكة عسكرية عاجلة وهذا ضرب من الجنون، وإما أن نُفرج عن الإخوان المسلمين اللذين يحاكمون أمام المحاكم العسكرية فلا مبرر لسجنهم فقد فات الميعاد .

الاثنين، ١١ فبراير ٢٠٠٨

ابو تريكه: فعلنا اقصي ما في وسعنا لاسعاد الشعب المصري

أكد لاعب وسط منتخب مصر محمد أبو تريكة أن الإنجاز الذي حققه منتخب بلاده اليوم بإحراز اللقب السادس على حساب الكاميرون 1-صفر في نهائي النسخة السادسة والعشرين من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، "رائع وتاريخي".وقال أبو تريكة "إنه إنجاز رائع وتاريخي ساهم فيه الجميع من لاعبين وجهاز فني وطبي وإداري"، موضحا أن "هذا إنجاز لـ80 مليون مصري ساهم فيه لاعبون متميزون أثبتوا انتماءهم لبلدهم بفضل روحهم الجماعية والقتالية".وأضاف "أشعر بسعادة كبيرة لتسجيلي هدف الفوز، إنه إحساس رائع لم أشعر به سابقا. إنه أفضل بكثير من تسجيلي هدف الفوز في مرمى الصفاقسي التونسي" في إياب الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا عام 2006.وتابع "ما يزيد اعتزازنا بهذا اللقب أنه جاء خارج قواعدنا، وأكدنا به أننا نستحق اللقب الذي أحرزناه قبل عامين"، مشيرا إلى أن "اللعب خارج مصر يزيدنا مسؤولية وحماسا وثقة لإثبات الذات من أجل هدف واحد هو إسعاد الشعب المصري".وقال مدافع الكاميرون جيريمي نجيتاب "أي لاعب أو منتخب لا يحب أن يخسر في النهائي، وبالتالي بطبيعة الحال نحن مستاؤون كثيرا لكن يجب استخلاص العبر".وتابع "أعتقد أن بلوغنا المباراة النهائية إنجاز في حد ذاته، خصوصا وأننا لم نكن مرشحين لتحقيق هذا الإنجاز".وأوضح "خسرنا بخطأ دفاعي قاتل للقائد ريغوبرت سونغ، لكن لا يجب أن نلومه لأن هذه الأشياء تحدث في كرة القدم".

الأحد، ١٠ فبراير ٢٠٠٨