مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

الأحد، ١٣ أبريل ٢٠٠٨

والى عكا


بقلم : إبراهيم عيسى . رئيس تحرير الدستور
حماس السبب!!.. هذه هي أكثر المبررات خسةً التي يحاول البعض تبرئة "إسرائيل" بها، إن حماس سبب مجازر "إسرائيل" في غزة.. هذا اللغو الشائن يأتي من الرؤساء والملوك والمسئولين العرب الموالين لأمريكا ومن كثيرٍ ممن يكرهون الدين فيكرهون أي حركةٍ دينيةٍ أيًّا كانت وأينما كانت، وبصرف النظر والعقل عن سياق ما تكونه.تسمع كثيرًا هذه الساعات حكاية أن حماس السبب الذي دفع تل أبيب إلى ارتكاب المجازر في غزة وفلسطين!!، ولكن السؤال: هل كانت حماس- بالمرة- المسئولة عن احتلال فلسطين؟! وهل حماس كذلك هي التي حاصرت ياسر عرفات في رام الله وقتلته؟! هل مذابح "إسرائيل" من دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر وصابرا وشاتيلا وقانا، ومجازر "إسرائيل" التي يغفرها الرئيس مبارك ولم يحرِّك لها إصبعًا في دفن مئات الجنود المصريين في صحراء سيناء.. هل كل هذه الجرائم والمجازر كانت بسبب حماس؟!!لم تكن حماس موجودةً أصلاً ولا رجالها قد ولدوا، ولا أحد منها كان قد تحمَّس بعد، بينما الإرهابيون الصهاينة كانوا موجودين ويرتكبون كل هذه الآثام التي يحاول مسئولو حركة فتح- بمنتهى الوطي السياسي- أن يبرئوا "إسرائيل" منها، أو أن يبرِّروا لها جرائمها حين يتهمون حماس.إنهم يذكِّروننا فورًا بسلاطين ومماليك عصر الحروب الصليبية حين كان الواحد منهم يختصم مع أمراء منافسين لهم وبعضهم كان يصارع أخاه وشقيقه على امتلاك قلعة أو إمارة حصن، فكان يتحالف مع الصليبيين ضد شقيقه وأخيه وأهله، بالضبط كما يفعل رجل الشيخوخة العربية في السلطة الفلسطينية في رام الله الآن الذي يشبه "توفيق الدقن" والي عكا في فيلم الناصر صلاح الدين!!.يتحدَّث البعض عن جرائم "إسرائيل" على طريقة "ولكن"؛ يدينها كأنه "بني آدم" وعنده دم، ثم سرعان ما يقول: "ولكن"- لكن إيه يا روح الوالدة- "لكن حماس هي السبب"، كأنه يقدم المبرِّرات والأعذار لقتل الأطفال والأبرياء والمدنيين من دولة عنصرية نازية محتلة وغاصبة.شيء مذهل هؤلاء الصهاينة العرب الذين يموِّلون "إسرائيل" بالبترول المصري والغاز المصري، وقبل ذلك الحديد المصري والأسمنت المصري، ثم يقولون إن "إسرائيل" تضغط على مصر كي تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية.. يا خبر أسود!!، وهل تصدير البترول والغاز وخلافه والكويز وتبعاته والمشاركة في حصار غزة ومنع العبور والمرور من المعابر؛ دعمٌ لفلسطين؟!ما هذا النصب السياسي الذي يُعلِن بكل فخر هذا الفُجْر من التواطؤ المتحالف مع "إسرائيل"؟!؛ فَهْمُنا أن الحكومات العربية تابعة ذليلة لـ"إسرائيل"، وفهمنا أنها عاجزة ومخصية عن أي فعل حقيقي دفاعًا عن نفسها وشرفها، لكن أن تصل الخساسة وقلة الأصل حدَّ أن نضع مسئولية المذابح الصهيونية والنازية على عاتق الضحايا والشهداء.. هل نساوي بين من يطلق مدفعًا وصاروخًا على من يحتله ويغتصب أرضه ويجوِّعه ويحاصره ويقتله ويذبح أطفاله.. هل نساويه بجرائم العدوان ومجازر المحتلين؟!قولوا لنا: دمكم فصيلته إيه؟! هل يمكن أن يكون دمًا بشريًّا فعلاً؟!