(كبير)و(صغير)و(حقير) ..... د/جمال القرمة

قال لي صاحبي ساحكي لك حكاية واود ان تخبرني من الذي اخطا ؟
فقلت له تفضل فبدا وقال لي :
(كبير) و (صغير) هما اخوين في الارض والدين والدم .
كانا يملكان ارضا خصبة وجميلة الموقع والمنظر.
وفجاة جاء (حقير)وهو رجل غريب واخذ منهم قطعة غالية من ارضهم .
وظل يحتفظ بارضهم ولا يريد الخروج منها .
وبعد محاولات ومداولات ايضا لم يخرج.
وعندها قام الاخ ( كبير ) باعداد عدتة واحضار رجاله وقام بانتزاع الجزء الخاص به من الارض ولم يستطيع انتزاع ارض اخيه (صغير)
وعندها اراد الرجل الغريب ( حقير ) ان يجلس ويتفاوض مع ( كبير ) فقال له اخوانه بما فيهم اخيه ( صغير ) يا اخانا يا ( كبير ) كيف تجلس مع ( حقير ) وهو لص وسرق ارضنا ؟.
قال ( كبير ) لاخوته وما شاني انا ؟
انا قد اعدت ارضي .
وعندها جلس (كبير ) مع ( حقير ) واتفقا علي عقد صلح كان بموجبه ان اعترف (كبير ) بوجود
( حقير ) كمالك للارض وله حق فيها .
واتفقا ان ( كبير ) لا شان له باخيه ( صغير ) طالما انه استرد ارضه .
واتفقا ( كبير ) و (حقير ) علي تبادل الزيارات والعلاقات وحتي التجارة مع بعضهم البعض .
وبهذا يكون ( كبير ) قد اعطي مكانا ل ( حقير ) في ارضه وارض اخيه ( صغير ) .
ومرت سنون و( صغير) يحاول اخراج ( حقير ) من ارضه فلم يستطع .
وفي كل مرة يستنجد باخيه ( كبير ) لينقذه من
(حقير ) وخصوصا ان (حقير ) يحاصر ( صغير ) ويحرمه من كل شيئ من الماء والدواء والبناء وحتي من حرية الحركه في ارضه التي هي في الاساس ارض (كبير ) واخيه ( صغير ) .
في كل مرة يقول (كبير) لاخيه( صغير ) يا اخي انا مرتبط مع ( حقير ) باتفاق وعهد ولا استطيع فعل شيئ .
ارجوك يا اخي ( صغير ) اتركني في حالي ولا تجلب علي الخراب والدمار انا وابنائي .
ولكن ( صغير) يرد عليه قائلا ولكن يا اخي
( كبير ) ان ابناءك لا يرضون بذلك ولا يرضون ان تعطي ( حقير ) الحب والمودة والاكل والشرب ومواد الوقود وهو في نفس الوقت يجوع ابناء اخوك ( صغير ) .
فيرد عليه ( كبير ) قائلا دعك من ابنائي هم لا يعرفون مصلحتهم انا ادري بها منهم .
فمن يا تري الذي عليه الخطا ؟
هل هو( صغير ) الذي لم يذهب مع اخيه في اتجاه الصلح مع من سرق ارضه ؟
ام هو (كبير ) الذي جلس مع (حقير ) واعترف به واعطاه موضع قدم في الارض التي هي ملكه وملك اخيه ؟
ام من هو صاحب الخطا؟