مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

الثلاثاء، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢

صبرا ايها الناس د/جمال القرمة

صبرا ايها الناس .... د/جمال القرمة
مريض دخل المستشفي به امراض مزمنة من ثلاثون عاما والي جانب ذلك تعرض لحادثه ادت الي كسور في اماكن متفرقة من جسده والي انفجار في الطحال ونزيف داخلي مما زاد من تفاقم الحاله التي هي اصلا متفاقمة بسبب الامراض المزمنه .
ذلك المريض دخل علينا المستشفي وحالته يرثي لها وكل عضو من اعضائه يتداعي بالسهر والحمي للعضو الاخر .....
ذلك المريض يحتاج الي فترة كبيرة في المستشفي لعلاج الكسور وانقاذ الطحال وعلاج امراضه المزمنه ...
هو يحتاج الي وقت كافي لعلاج امراضه وما الم به في سنين عمره ثم بعد ذلك يحتاج لفترة من النقاهه ليعود الي سيرته الاولي من الصحة والحيوية والنشاط التي كان يشتهر بها قبل ان يلم بجسده ما الم به مؤخرا نتيجة للحادث الحالي والامراض السابقه ...
شرع الاطباء في المستشفي في القيام بعملهم وكانوا علي اتم الاستعداد علما واتقانا لكنهم فقط كانوا يحتاجون لوقت كافي لان الحاله تحتاج ذلك ...
دخل مع المريض اقاربه واحبابه واصحابه وكل من يريد له الخير وكانوا حريصين علي مصلحته وانقاذه وقد كان حالهم ومنظرهم لا يستدعي الشك في انهم حريصين علي مصلحته ....
هؤلاء الاقارب كانت عندهم مشكله انهم يريدون اخذ المريض من المستشفي بسرعة علي عكس ما تتطلب حالتة الصحية وقد شرع الاطباء يشرحون لهم انها حاله صعبه ومزمنه وتحتاج لوقت وانها ليست حالة من حالات العيادة الخارجية التي تاتي للكشف وتذهب وان اصرارهم علي خروج الحاله سوف يربك عمل الاطباء ويؤثر علي سلامة وصحة المريض مما قد يؤثر عليه تاثير كبير فيما تبقي من عمره ....
هنا انتهي المشهد في المستشفي .......
ذلك المشهد ذكرني ما تمر به بلدنا الحبيب من مشاكل مزمنه سببها لنا النظام البائد وازلامة علي مدار ثلاثون سنه الي جانب ما الم به من مشكلات نتيجة توقف عجلة الانتاج والانفلات الامني والمطالب الفئويه وغيرها من المشاكل التي لا تخفي علي احد...
وقد من الله علينا بان تمت اول انتخابات رئاسية حقيقة نزيهة في مصر وافرزت لنا اول رئيس مدني منتخب بارادة شعبية حرة ونزيهة .....
هذا الرئيس اقتحم المشاكل المزمنة للبلاد وبدا يحل المشكلة تلوا الاخري بداية من انهاء حكم العسكر بعد ستين عاما مرورا بحركة محافظين جديدة الي اقالة قادة اجهزة رقابية كبيرة......
بدا الرجل يداوي في جراح البلد جرح تلو الاخر والحقيقة ان الجراح اكبر مما يتصور اي شخص .....
الرجل يمشي في طريق العلاج وفقط يريد منا الوقت لكي يستطيع تطهير البلد من غير اي مشاكل في المجتمع ومن غير اي اخلال بالنسيج المجتمعي البلاد .....
الرجل يطهر ليس سريعا ولا بطيئا لكنه يطهر بدقه حتي يعمل القانون ولا يظلم مصري واحد 
لكن بالرغم من تفاقم المشكله وكبرها نجد من يطالب بنتيجة سريعة وكانه لا يعلم كثرة مشكلات البلد ومدي ما تتطلبه من وقت ...
نقول لكل من تسرع تذكر المريض الذي تكلمنا عنه انفا .....
نقول لكل من يطلب نتيجة فوريه انظر الي عظم المشاكل وكثرتها وكم تحتاج من وقت بعد هذه الحقبة الكبيرة من الفساد في المؤسسات والاشخاص ...
نقول لتلك الشريحة التي تنكر الانجازات علي الارض وتطالب بعصي سحرية في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها مصر ... ......
صبرا ايها الناس