مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

الاثنين، ١٠ مارس ٢٠٠٨

من كرامات الشهيد القائد د. المقادمة : رائحة المسك و طيور الحمام و الصلاة عليه و تشييعه مرتين في غزة و البريج وآخر كلماته


كل شهيد في فلسطين كرامات و مواقف تشهد له بين الناس و عند الله تبارك و تعالى .. فما بالنا و الحديث هنا عن أبي أحمد الدكتور إبراهيم المقادمة رجل المرحلة و مفكر الأمة في فلسطين .. المربية الداعية و الطبيب المسلم النموذج الذي لم يبخل بالنفس و المال و الجهاد و العطاء من أجل دينه و وطنه و رفع لواء ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) عاليا خفاقا في سماء فلسطين .يقول أحد المجاهدين الذي اعتقل برفقة الدكتور المقادمة في سجون الاحتلال الصهيوني إن نبأ استشهاد نجله أحمد غريقا في البحر وصل إلى السجن و بدأنا بإعداد مكان لاستقبال العزاء حتى انتهينا قرب المغرب و تزامن ذلك مع موعد مسبق لدرس ديني في الإسلام و الدعوة و عندما شاهدهم الدكتور المقادمة سألهم ماذا تفعلون ، قالوا " بيت عزاء بشأن أحمد " ، رد و قال " بعد الدرس إن شاء الله " ، و بالفعل أعطى المقادمة الدرس ثم تقبل العزاء في نجله البكر .أولئك هم الرجال الذين كان همهم دعوتهم إلى الله و تحرير فلسطين كل فلسطين ، لم يثنهم شيء عن هدفهم و العمل بجد لتحرير الأقصى و القدس حتى ما وصل إليه عن وجود معلومات باستهدافه من الصهاينة .طيور الحمام تحيط بالجثمان ما أن وصل جثمان الشهيد المقادمة إلى المسجد العمري الكبير بمدينة غزة حتى حامت أسراب من الحمام فوق رؤوس المشيعين احتفاء الطبيب المجاهد الذي شيعه حوالي مائتي ألف فلسطيني في شوارع مدينة غزة .و نقل الشهيد المقادمة في كرامة ثانية ليصلى عليه مرة ثانية في مخيم البريج حيث دعت حركة المقاومة حماس في المنطقة الوسطى جماهير المحافظة للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة الذي طالته يد الغدر الصهيونية عندما اغتالته أربع طائرات صهيونية من نوع أباتشي بخمسة صواريخ غادرة حيث استشهد هو وثلاثة من مرافقيه وقد لبى الدعوة ما يزيد عن مائة ألف شخص تجمعوا بالقرب من مسجد الفاروق في مخيم النصيرات حيث انتظرت الجماهير جثمان الشهيد الطاهر القادم من مدينة غزة ولدى وصوله إلى مخيم النصيرات بدأت حناجر الجماهير المحتشدة بالتهليل والتكبير وهي تهتف بضرورة الرد السريع على هذه الجريمة النكراء وقد طالبت الجماهير كتائب القسام بالانتقام .رائحة المسك تفوح من الشهيد وعند وصول جثمان الشهيد الدكتور إلى دوار النصيرات وإذا بأكثر من عشرين حمامة أخذت تحلق فوق جثمانه الطاهر وكانت بعض الحمامات تهبط إلى مستوى رؤوس الناس المشيعين وبالقرب من جثمان الدكتور الشهيد ثم ترتفع وبعد ذلك غادرت أفواج الحمام المنطقة وقد كانت المسيرة الحاشدة التي توجهت إلى مسقط رأس الشهيد الدكتور تسير بسرعة كبيرة كما اشتمت الجماهير رائحة المسك التي فاحت من جسده الطاهر وقد هجم العديد من المشيعين على جثمانه ليأخذوا رائحة المسك من وجهه الطاهر وسط صيحات التهليل والتكبير والبكاء من الفرحة على هذه الكرامات التي رأتها الجماهير أثناء عملية التشييع. وقبل أن يودع أهل الشهيد جثمانه الطاهر صلت عليه الجماهير المحتشدة في مسجد البريج الكبير ثم صلوا عليه صلاة الجنازة هناك وانطلقت المسيرة الكبيرة إلى مقبرة البريج لدفن جسد الشهيد الطاهر وألقى أحد كوادر حركة المقاومة الإسلامية حماس كلمة دعا خلالها كتائب القسام بالرد على هذه الجريمة بالمثل كما نعت الحركة الدكتور إبراهيم المقادمة عبر مكبرات الصوت في مساجد المنطقة وقالت بأنه أحد أعضاء القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس وأحد أبرز القادة لحركة الأخوان المسلمين في فلسطين .وقد شارك في المسيرة عشرات الملثمين الذين ينتمون إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام وكانوا يحملون السلاح والقنابل اليدوية في إشارة إلى التأكيد على خيار البندقية التي تنتهجه حركة حماس والتمسك بخيار الجهاد والمقاومة كم شارك في المسيرة الضخمة عشرات الملثمين الذين كانوا يرتدون البدلة العسكرية ويحملون رايات التوحيد الخضراء ويضعون على رؤوسهم شاعر التوحيد وشعار حركة حماس.من جهة أخرى نعت القوى الوطنية والإسلامية الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة أحد القادة السياسيين لحركة حماس واستنكرت هذه الجريمة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال الصهيوني.وعلى صعيد الجماهير الفلسطينية فتتوقع الجماهير أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ستصعد من عملياتها ضد الصهاينة وأنها سوف تستهدف القادة السياسيين في الكيان الصهيوني وأعضاء البرلمان وكانت الكتائب قد أعلنت أنها سوف تنتقم للشهيد الدكتور ومرافقيه الثلاثة وبأسلوب جديد الأمر الذي يتخوف منه كل من يعيش داخل الكيان الصهيوني بما في ذلك أعضاء حكومة الإرهابي شارون وأعضاء البرلمان الصهيوني.ثلاث بيوت عزاء و من ضمن كرامات الشهيد افتتاح ثلاث بيوت عزاء في قطاع غزة حيث افتتحت حركة حماس في مدينة غزة قرب بيت الشهيد الذي انتقل إليه نتيجة تقطيع أوصال قطاع غزة و افتتح بيت عزاء في منطقة سكناه الرئيسية في مخيم البريج و افتتحت حماس بيت عزاء في خان يونس .و افتتحت حركة المقاومة الإسلامية حماس بيت عزاء للشهيد إبراهيم المقادمة ومرافقيه الشهداء علاء الشكري وخالد جمعة وعبد الرحمن العامودي في إستاد نادي شباب خان يونس .واستقبلت الحركة المهنئين باستشهاد المقادمة ورفاقه الثلاثة وقامت بتوزيع الشراب والتمر على المواطنين الذين قدموا إلى بيت العزاء لتقديم واجب العزاء والتهنئة.وتوافد الآلاف من المواطنين إلى بيت عزاء الشهداء وهم يرددون صيحات التكبير والهتافات المنددة بعملية الاغتيال والمطالبة بالرد الفوري على الجريمة.و أكد متحدثون في كلمات تأبينيه ألقيت في بيت العزاء أن دماء الشهيد المقادمة ستزيد من وتيرة المقاومة والعمليات العسكرية، مطالبين بالرد بالمثل على جريمة الاغتيال واستهداف قادة سياسيين صهاينة ، وشددوا على أهمية توحيد الجهود ورص الصفوف لمواجهة الإرهاب الصهيوني وكافة التحديات القائمة، مؤكدين أن الانتفاضة هي الخيار الأفضل ليحقق الشعب الفلسطيني أهدافه وطموحاته العادلة في إقامة دولته ونيل حريته واستقلاله.الكلمات الأخيرة للقائد المقادمة !!!عندما تكون الكلمات التي يتحدث بها القائد إلى أنصاره هي الكلمات الأخيرة فحتما لن تكون عابرة ولكنها ستكون مفعمة بالروح و الحماس لأنها تحمل بين طياتها وصية قائد يعيش أيامه الأخيرة إلى جيل عريض أحبه وعشقه . إنها الكلمات الأخيرة الشهيد القائد إبراهيم أحمد المقادمة التي تحدث بها إلى أبناء شعبه ممن عشقوه كانت يوم الأربعاء 5/3/2003 في الجامعة الإسلامية خلال ندوة عقدها مجلس طلاب الجامعة تحت عنوان الحركة الإسلامية في وجه التحديات الأمريكية والصهيونية.كل من تذكر تلك الكلمات ممن استمع لمحاضرته الأخيرة ، تأكد بعد سماعه نبأ استشهاده المفجع أنها كانت كلمات الوداع من زعيم فكري وعسكري إلى الأمة .و كان الدكتور إبراهيم المقادمة أحد قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس و مؤسسيها تعرض لعملية اغتيال صباح اليوم السبت 8-3-2003 عندما قصفت طائرات صهيونية من طراز أباتشي السيارة التي كان يستقلها في شارع فلسطين بمدينة غزة بأربعة صواريخ مما أدى إلي استشهاده و ثلاثة من مرافقيه و إصابة آخرين.هموم الدعوة كعادته افتتح الدكتور إبراهيم المقادمة ندوته بالحمد والثناء لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله , ومن ثم بالترحيب الحار للطلاب الحضور وشكرهم على تلبيتهم دعوة حضور الندوة .ولكن ما لم يكن معتادا من الشيخ يومها هو أسلوبه الذي كان الأكثر انفتاحا ، والأقل تكلفا في حديثه مع أبناءه الطلاب , فكان حديثه إليهم بلسان الأب الحاني الذي يريد أن ينقل إلى أبناءه خبرة عقود طويلة من الجهاد ومقارعة الأعداء في دقائق معدودة.تناول الدكتور المقادمة في مطلع حديثه واقع الحركة الإسلامية ، فقال ' الحركة الإسلامية وعلى مدار تاريخها تعاني الويلات من أعدائها ومن والاهم من أبناء جلدتنا, وتواجه المؤامرات تلو المؤامرات التي ما توقف أعدائها ولو للحظة واحدة عن حياكتها ' .وأضاف الدكتور أن الحركة الإسلامية بقيت صامدة وثابتة أمام كل التيارات الحاقدة, مشيرا إلى أن ما من سبب لذلك غير أنها حركة ربانية تستقي منهجها من الكتاب والسنة الشريفة.سيهزم الجمع و تنبأ المقادمة بإخفاق من أسماه وحيد القرن (الولايات المتحدة الأمريكية )و حليفتها "إسرائيل" في مخططاتهما الهادفة إلي السيطرة على الشعوب العربية والإسلامية وثرواتهما من خلال ضرب العراق تحت ذريعة خرافة الأسلحة النووية, و أنهاء المقاومة في فلسطين تحت ذريعة القضاء على الإرهاب.و شدد الشهيد رحمه الله علي أن أمريكا و "إسرائيل" لن تنجحا أبداً في تحقيق أهدافهما التي وصفها بالظالمة , طالما أن قلوب أبناء الحركة الإسلامية تخفق بحب الإسلام الذي يدعوها لرفض الذل والضيم وأي من أشكال الاحتلال مهما كان يحمل من شعارات براقة.وأشار إلى محاولة أمريكا لإخضاع المقاومة في فلسطين قائلا ' لن يستطيع أحد أي يوقف مقاومة شعبنا رغم كل المخططات التي تحاك لإخمادها من قبل أمريكا وأعوانها متسائلاً : ماذا يتوقع العالم من الأمة التي تسلب أرضها ويقتل أطفالها وتدمر بيوتها ؟ هل أن تقف مستسلمة رافعة الراية بيضاء ؟ أم التحدي والصبر على مواجهة أعداء الله ودينة في الأرض ؟ ' .ملة الكفر واحدة وأكد المقادمة على وحدة الأهداف والاستراتيجيات والوسائل لدى كل من "إسرائيل" وأمريكا في المنطقة مرجعا ذلك إلى كونهم يتفقون في عدائهم للإسلام والمسلمين والحركة الإسلامية, مستشهدا بما فعله الأمريكان من جرائم بحق حركة طالبان و الشعب الأفغاني الأعزل .ودعا القيادي في حماس وقد علت نبرات صوته إلى ضرورة مواجهة هذه الهجمة على الأمة من قبل أعدائها وعدم الانتظار حتى ينال الأعداء من امتنا في عقر دارها, سائقا العديد من الشواهد من الكتاب والسنة وصفحات التاريخ الإسلامي, لا سيما قصة موسى عليه السلام في تحديه للطاغية فرعون, والسحرة الذين أعلنوا إسلامهم أمام فرعون رغم تهديده ووعيده لهم بالقتل والصلب وقطع لأرجلهم وأيديهم من خلاف.واستعرض المقادمة معاناة الحركة الإسلامية في فلسطين على يدي السلطة الفلسطينية داعيا إلى ضرورة الوقوف في وجه مخططاتها للنيل من الحركة الإسلامية ، فقال : علينا أن نواجه السلطة وألا نتغاضى عن هفواتها حتى لا يأتي اليوم الذي يتجرأ فيه أبنائها لخطف زوجاتنا أمام أعيننا, وما ذلك عليها ببعيد ' .و يشار إلى أن الشهيد رحمه الله قد تعرض لتعذيب شديد علي يد الأجهزة الأمنية التي اعتقلته لمدة تزيد عن الثلاث سنوات لدرجة أن وزنه قد تناقص أثناء التحقيق معه إلى النصف و أحدق خطر شديد علي حياته .المضحك .. المبكي وتناول المقادمة في حديثه بعض من مواجهاته مع السلطة في سجونها فقال : في أحد المرات العديدة التي أقدمت السلطة فيها على اعتقالي عاتبني أحد المحققين من أبناء السلطة أثناء تحقيقه معي واتهمني بأنني لا أفكر في مصلحة الشعب الفلسطيني كوني من المؤيدين للعمليات الاستشهادية التي وصفها بأنها سبب الفقر الذي يعاني منه أبناء شعبنا, فعندها أجبته على عتابه بضرب الأمثلة العديدة من كفاح وجهاد الشعوب الأخرى وتحملها الفقر والجوع في سبيل نيل حريتها, لم يستطع المحقق أن يجيبني متحججا بان أسنانه تولمه واخذ يشكو منها '.وأكد المقادمة على أن خلاف الحركة الإسلامية مع السلطة الفلسطينية وأبناء حركة فتح يتعدى الخلاف السياسي مستشهدا بالخلاف الذي وقع بينه وبين أحد أفراد حركة فتح في سجن عسقلان الصهيوني عام 1989م عندما اعترض على أحد الخطب التي ألقاها في معني كلمة لا اله إلا الله على جموع المعتقلين, قائلا له :' دعنا لا نتحدث داخل السجن عن الأمور التي لا نتفق عليها ' .واستعرض المقادمة معاناة جماعة الإخوان المسلمين على أيدي السلطات المصرية, خاصة اعتقالها وتنكيلها بأبناء الجماعة, مستشهدا على ذلك في منعها لأبناء الحركة الإسلامية و أقربائهم حتى الدرجة الثالثة من الانضمام إلى صفوف الجيش المصري, مشيدا في ذات الوقت بجهادهم وتفوقهم في كافة الميادين العلمية والعملية .وقال المقادمة : ويبدو هذا التفوق جليا من خلال تمكن الإخوان المسلمين من السيطرة على مجالس الطلاب في الجامعات المصرية في مدة زمنية قاسية بعد خروجهم من السجون المصرية .و بعد فقد ترجل الفارس بعد رحلة طويلة و مريرة جاهد في سبيل الله فيها حق الجهاد ، و شهد له كل من عرفه و حتى أعدائه و مناوئيه من أبناء الشعب الفلسطيني بالصدق و الصلابة و إفناء الذات في سبيل الله .. ثم قضية شعبه .رحم الله شهيدنا و اسكنه فسيح جنانه إنه سميع مجيب.