مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

السبت، ٢٢ مارس ٢٠٠٨

نظام غير قابل للإصلاح

فات أوان إصلاح النظام الحاكم وحزبه المصطنع وبات الناس فى إنتظار الإنهيار الكامل والوصول للحظة الحقيقة التى يتم فيها جلاء الحق وانتزاع الحرية وغروب الباطل وأفول الظلم والإستبداد .
أنا لست متشائما ولكنى شديد التفاؤل فى بزوغ فجر جديد يلف بأركانه على ربوع الوطن السليب وتبزغ شمس الحرية فتنير قارعة الطريق , ومن هنا نبدأ عهد جديد .

لقد أتاحت إنتخابات المجالس المحلية التى خاض الإخوان معركتها بصلابة وإصرار رغم التيأيس الذى لاقوه من معظم القوى السياسية وبعض الرموز الوطنية , أن النظام عشق التزوير حتى النخاع وأحب الإقصاء من الصميم رغم الفساد الذى وصل للأعناق , وأن لاأمل فى إصلاحه من خلال الإنتخابات .
غير أن قاطرة الإصلاح التى دشنها الإخوان المسلمون لم ولن تتوقف تحت دعاوى اليأس من النظام وفى إصلاحه بهذه الطريقة التى شبهها البعض بالمستحيلة .
غير أن الكثيريين لم يعوا لفكرة أن النظام الذى لايتم إصلاحة يتم انهياره , فالبيت المهترئ الذى لايتم صيانته وإصلاحه يكون قد أوشك على السقوط والإنهيار , وأحسب أن الدخول فى معترك الإنتخابات المحلية , لن يصلح النظام ولكن يعجل بانهيارة .
فهو نظام مارق ضد كل الأعراف والقوانين والدساتير , حول الدولة من دولة قانون لدولة خارجة على القانون , فهيمنت السلطة التنفيذية على كل مقدرات الدولة وباتت بقبضتها الأمنية الآمر الناهى فى هذا الوطن , وأصبح المواطنون غرباء فى بلدهم وأصبح الهم الوطنى خارج نطاق الخدمة والهم الأمنى هو المسيطر والمتحكم والمتغول من دون سند للدستور والقانون .

منعوا المواطنين للتقدم بأوراق ترشيحهم بل قمعوهم وهددوهم وتوعدوهم واعتقلوهم حتى بات التقدم للجان تلقى الطلبات مغامرة غير محسوبة , فهو يمنعك بالأساليب الأمنية وإن سمح لك يعوقك فى استخراج أوراقك المطلوبة , وإن سمح لك باستلام أوراقك , يقوم بإتلافها وفى النهاية أنت لم تتقدم بأى أوراق , وان سمح بانتخابات صورية فهى محسومة لصالح الحزب الحاكم بشتى الطرق والوسائل .
لكن السؤال الذى طرح نفسه بقوة وأثار الهموم والشجون , أين هو الحزب الحاكم المسمى بالحزب الوطنى الديموقراطى ؟ أين هى كوادره وأعضاؤه الذين زعموا أنهم بالملايين ؟ وأين هى قياداته التى تفوهت بفخرها أنها صاحبة الأغلبية على الساحة المصرية ؟ وأين هذه الأغلبية المزيفة ؟ وإن كان ذلك صدقا وعدلا فلماذا يتدخل النظام الأمنى فى قمع المعارضين ليخلى الساحة لأعضاء الوطنى المزيفين ؟
إن حزبا خرج من رحم السلطة التى جاءت به من السراب , لن يكتب له النجاح ولن تشهد مصر الديموقراطية الحقيقية فى ظل أحزاب جاءت بها السلطة , لكن الديموقراطية الحقيقية هى التى تأتى بأحزاب ذات إرادة شعبية , والأحزاب هى التى تأتى بالسلطة , ويصبح المصطلح هو حكومة الحزب وليس حزب الحكومة , لأن انهيار السلطة يؤدى لانهيار الحزب , لكن الأحزاب الحقيقية هى التى تصمد وتقوى لو انهار الحكم وزالت السلطة , ومن ثم فالحزب الحاكم قائم على السلطة وليس للخيار الجماهيرى النابع من الشعب ولايملك أيدلوجية فكرية تستوعب الجماهير وتتحمس له , وإن حاول إنشاء هذه الأيدلوجية الفكرية فسرعان ماتنهار تحت وطأة الزيف والخداع , مثل الفكر الجديد , وشباب المستقبل , ومصر بتتقدم بينا .
وأصبح الحزب الحاكم مرتعا للفاسدين والمفسدين , وتسابق عليه المزورون واللاهثون وراء المناصب واللصوص والخارجون على القانون .
وأصبح فى مجمله عصابة من المتآمرين على قوت الشعب وأمنه ومستقبله .

إن من أعظم الدروس التى خرجنا منها حتى الآن من معركة الإنتخابات المحلية هو فضح هذا النظام وتعريته أمام الجماهير وسقوطه شعبيا قبل أن تبدأ الإنتخابات حيث استغل هذا النظام كل إمكانات ومؤسسات الدولة فى التخويف والإرهاب والتزوير وإقصاء المعارضين فى استغلال بشع لموارد الدولة وامكاناتها فى تحقيق أغراض حزبية ضيقة على الرغم من الإنهيار الإقتصادى المتسارع والإنهيار فى منظومة القيم وكل مؤسسات الدولة وانكشفت عورته فى مبدأ المواطنه الذى صدع به رؤوسنا , والعدالة الإجتماعية الذى جعلها شعارا مزيفا فى أحد مؤتمراته .

لقد مارس النظام أسل
وب البلطجة السياسية فى إقصاء خصومه حتى ممن يسميهم الأحزاب الشرعية ليدرك الجميع أن النظام لايريد منافسة سياسية حقيقية ليستأثر بالمال والسلطة .
إن الذين يراهنون على استقرار نظام الحكم بالقمع والإرهاب والإقصاء , هم فى الحقيقة يعجلون بسقوطه.
ويبقى الصراع القائم ليس على اصلاح هذا النظام ولكن لتعريته وكشفه وفضحه حتى يضعف وينهار .
وكانت تلك هى الضربة القاسمة التى وجهت له فى معركة الإنتخابات المحلية .
د محمد يوسف
مدونة ركن الأحرارعلى الرابط التالى
http://yousef733. maktoobblog. com
مدونة ضد الإستبداد على الرابط التالى
http://yousef733. blogspot. com/