مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

الأربعاء، ١٣ فبراير ٢٠٠٨

رفعوا شعار " الإسلام هو الحل " فإنتصروا


محمد شوكت الملط
لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يصل متخبنا الوطنى إلى دور الأربعة فى نهائيات بطولةإفريقيا لكرة القدم 2008 ، بل ولم ترشحه المجلات أو المواقع الإلكترونية أو المنظمات الرياضية المتخصصة للوصول للمربع الذهبى ، وإذا بالأبطال المسلحين بالإيمان - بصورة واضحة لالبس فيها ولاغموض – يقومون بترويض الكائنات الإفريقية من أسود ونمور وأفيال ونسور وغيرها من الكائنات المخيفة - بمجرد سماع إسمها قبل رؤيتها - بقيادة المروض العالمى الفذ حسن شحاته ، وكأنهم متخصصون فى هذا المجال منذ أمد بعيد ، فصالوا وجالوا فى الملاعب بقوة خارقة لم يستشعروا بها من قبل ، ولم يرهم أحد بهذه الصورة الرائعة من قبل .
بدأو الإستعدادات بمعسكر إسلامى صرف ، شعاره السمع والطاعة ، سمته الإنضباط والإلتزام ، فكانوا يقيمون الصلوات فى أوقاتها جماعة من الفجر إلى العشاء ، حتى صلاة الليل التى نسيها معظم المسلمين الآن واظبوا عليها ، القرآن الكريم لم يرفعوه بأيديهم بصورة علنية أثناء سير المباريات فحسب وإنما داوموا على قراءته داخل المعسكر وخارجه ، الإيثار – الخلق الإسلامى الغائب عنا معظم الأحيان – جمعهم فى الملعب وخارجه ، فلم ترَ أحدهم يلعب لنفسه وإنما كان الكل يلعب بصورة جماعية بعيدة عن الأنانية ، وكان واضحا للعيان مشاعر الحب المتبادلة بين جميع الأفراد ، والعجيب أن يلتزم جميع أفراد البعثة – دون إستثناء - من المدير الفنى و أفراد جهازه إلى أصغر اللاعبين سناً بهذه الأخلاق والسلوكيات ، فالسجدة –من المدير الفنى واللاعبين - كانت تسبق العناق للتعبير عن الفرحة العارمة عند تسجيل هدف أو عند إنتهاء مباراة بالفوز .
فى تصريحات الجهاز الفنى واللاعبين لم يظهر الغرور المعتاد أو التمجيد فى قدرات اللاعبين بصورة مبالغ فيها ، وإنما كانت المشيئة الإلهية تسبق أى تصريح يصدر منهم مع إعلان الثقة بالنفس والإعتماد على الله ، لم يسمع منهم أحد لفظا شاذاً ولم يرَ منهم أحد حركة صبيانية أو إشارة غير أخلاقية ، وإنما كان السائد هو الروح الرياضية وخاصة مع اللاعبين المنافسين .
فى بيوت اللاعبين ومنازلهم فوجىء الناس على إختلاف مشاربهم وتنباين أعمارهم وتنوع أذواقهم بالسمت الإسلامى لغالبيتها ، فترى أم أحد اللاعبين منقبة وهى من مدينة " بور سعيد " والأخريات يرتدين الحجاب ، والعديد من آباء اللاعبين وإخوانهم يطلقون لاحاهم ، ترى النور يشع من وجوههم لسمتهم الإسلامى ، الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم والتوكل على الله هى الأسلحة التى تحتمى بها غالبة هذه الأسر البسيطة التى لم تلوث بالحضارة الغربية الزائفة أو بالعادات الدخيلة على مجتمعنا ، يعيشون على الفطرة السليمة ، فيقينهم أن الأمر كله بيد الله " سبحانه و تعالى " ، فكما أن الموت والحياة بيده فالرزق والنصر أيضا بيده .
لقد شاركت الجماهير المصرية هذا الفريق ليس بالفُرجة على المباريات التى خاضها وحسب ، وإنما بالدعاء ليلاً ونهاراً وكأننا فى حرب مع جهة أجنية ، حتى بعد الفوز نزل الناس إلى الشوارع بصورة عفوية فى المدن الكبرى وفى القرى والنجوع - دون ترتيبات مسبقة ودون توجيه من الحكومة – للتعبير عن فرحتها العارمة ، والمفاجأة الكبرى أن تعليقات جميع المتحدثين من عامة الناس - حول هذا الفوز - تُرجع الفضل فى هذا الفوز لله أولاً ثم لإلتزام اللاعبين بالسمت الإسلامى والسجود والرجولة والتواضع وبرهم بآبائهم وأهليهم .
أما النقاد الرياضيون ، و مع أنهم هم المتخصصون فى النواحى الفنية ، ويتحدثون بعين تختلف عن أعين العامة ، إلا أنهم لم يخرجوا عن هذا الإجماع الشعبى ، فقد أرجعوا الفضل فى هذا الفوز لله ثم للأخذ بالأسباب ،والعمل بروح الفريق الواحد والإلتزام والإنضباط والأخلاق الإسلامية .
وبناءً على كل ما سبق فإن الفوز الأخير للمنتخب المصرى لكرة القدم قد تم إنجازه بتطبيق شعار " الإسلام هو الحل " بداية من الجهاز الفنى للمنتخب ومروراً باللاعبين وأسرهم والنقاد الرياضيين ، ومن ورائهم جموع الشعب المصرى ، التى عاشت بروحها هذا الفوز وأيدت الطريقة الإسلامية التى بها حصلت مصر على كأس إفريقيا وتمنت أن تطبق فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتعليمية وغيرها .
وكأنى أرى قيادات الحزب الوطنى الحاكم – وخاصة فى لجنة السياسات - يتهامسون فيما بينهم ويقولون لبعضهم البعض : لقد ضاعت جهودنا وأوقاتنا سدى ، فطوال السنين الماضية طالما حاربنا الإخوان المسلمين وغيرهم من التيار الإسلامى لمنعهم من محاولة أسلمة المجتمع وأدخلناهم السجون وصادرنا أموالهم وخربنا بيوتهم وحاولنا تقطيع أرزاقهم وضيقنا عليهم ، ومع ذلك فالمجتمع كله أعلنها مدويةً أن "الإسلام هو الحل " ولذلك فقد إتسع الخرف على الراقع ، والحل للخروج من هذا المأزق الذى وقعنا فيه : إما أن نُحيل الجهاز الفنى وعلى رأسه " حسن شحانه " واللاعبين إلى محاكة عسكرية عاجلة وهذا ضرب من الجنون، وإما أن نُفرج عن الإخوان المسلمين اللذين يحاكمون أمام المحاكم العسكرية فلا مبرر لسجنهم فقد فات الميعاد .