مرحبا بكم ... انت الصديق رقم

السبت، ٢٣ فبراير ٢٠٠٨

لماذا نشارك في المحليات



لماذا نشارك في المحليات
﴿ إنْ أُرِيدُ إلا الإصلاحَ ما استَطَعْتُ وما تَوْفِيقي إلا بالله ﴾
في هذة المرحلة الحَرِجَة من حياة أمتنا، والتي يراهن فيها أعداؤها وعملاؤهم على قربِ تنفيذِ مخططاتهم التي تستهدفُ هويةَ الأمة وثقافتَها وتراثَها وثروتَها والأخطر من ذلك دينَها وعقيدتَها؛ يلزم أصحابَ المشروع الإصلاحي المنطلق من شريعة الإسلام الغراء أن يتقدموا الصفوفَ، ويعملوا جاهدين على إعادة الروح وبثِّ الأملِ، والوقوفِ في وجه الفساد، وإعادةِ بناء مؤسسات الدولة، والمحافظةِ على كيانها من معاول الهدم، رغم ما قد يقابلُنا من مضايقاتٍ وإجراءاتٍ تعسفيةٍ، ولكنها رسالةٌ لا بد لنا من تأديتِها مهما تحمَّلْنا في سبيلها.
من هذا المنطلقِ نتقدمُ لخوضِ هذه الجولةِ من الانتخابات المحلية، آملين أن تكون هذه الخطوةُ سببًا في رفعة وطننا، وحفظًا له من عوامل الهدم، وإحياءً للأمل في النفوس، ووقوفًا في وجهِ الفسادِ والاستبدادِ، والتأكيدِ على أن شعبَنا لن يتركَ الساحةَ خاليةً لأصحابِ المصالحِ الشخصيةِ والحزبيةِ الضيِّقة ليفعلوا بها ما شاءوا، والإصلاحُ لا يتحقَّق بالأمنياتِ، بل يتحقَّقُ بالعملِ الصَّالحِ، وبذلِ الجهدِ لتحقيقِه.
ومن هذا المنطلق وضمن معركةِ الإصلاحِ التي يخوضُها الإخوانُ المسلمون في هذا الوطن؛ فإنَّنا نؤكِّد على أهميَّة توافرِ عنصرِ الإيجابيَّة لدى كلِّ مواطنٍ، يعلم واجباتِه والتزاماتِه في هذه الحياةِ تجاهَ وطنِه ومواطنيه، والإيجابيَّةُ تعني المشاركة، وعدم تركِ الساحةِ للعابثين بمقدَّرات الوطن والناهبين لخيراته والمتاجرين بقُوْتِه.
ومن الجديرِ بالذكرِ أنه عندما نتحدَّث عن مشاركةِ الإخوانِ في انتخاباتِ المحلِّيَّات، فإنَّ هذا يعني أنَّنا بصدد ممارسةِ حقوقِنا التي كفلَها لنا الدُّستورُ المصريُّ، ونؤكد كذلك على مبادئنا في الإيجابيَّة، ومسيرتِنا نحو التَّغيير المنشود، الذي يُعيد إلى بلادنا ووطننا هويَّتَه الضَّائعة المُموَّهة، التي شوَّهتها ممارسات وأخطاء البعض؛ بل وخطايا النِّظام الحاكم.
ونخاطب أيضًا الأحزابَ والقوى السِّياسيَّةَ المصريَّةَ والمجتمعَ المدنيَّ المصريَّ، بأنْ تفيَ هذه الجهاتُ جميعًا بعهدِها الشَّرعيِّ، وبعهدِها المدنيِّ الوطنيِّ، لحمايةِ الوطنِ ممَّا يتهدَّدُه من أخطارٍ اجتماعيَّةٍ وسياسيَّةٍ وأمنيَّةٍ داهمةٍ, وبما يُعيدُ الطُّمأنينةَ إلى النُّفوسِ والقلوبِ، بعدما اهتزت الكثيرُ من القِيَمِ؛ بسببِ حالةِ الفقرِ والفوضى والقمعِ بمختلفِ صورِه، والتي ضربت المجتمعَ المصريَّ في الصميمِ.
وكلُّنا ثقةٌ وأملٌ في شعبِ مصرَ العظيمِ، الذي ينتصرُ دائمًا للمشروع الإصلاحي، داعين الجميعَ أن يكونوا إيجابيين، ولا يتركوا الساحةَ لفئةٍ تعمل لمصالحها أكثرَ مما تعمل لوطنها، ضاربةً بالقانون والدستور عُرضَ الحائط !!
ونحن إذ نُقدِم على هذه الخطوة فإنما نعذرُ إلى الله، راجين من شعب مصر العظيم دعمَنا ومساندتَنا؛ لتحقيق آماله وطموحاته..
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ (117 - هود)
والله أكبر ولله الحمد.
الإخوان المسلمون بالشرقية